أطلق الخبير العسكري المخضرم
اللواء محمد الكميم
تحذيرات بالغة الخطورة بشأن التطورات الأمنية والسياسية المتسارعة في
محافظة حضرموت
، محذرًا من أن المشهد الراهن يعيد – "بشكل مؤلم" – ذات السيناريو الذي سبق
سقوط محافظة عمران
في عام
2014
، والذي مهد لانهيار الدولة ودخول اليمن في دوامة حرب مدمرة دامت أكثر من عقد.
وقال الكميم في تصريحات خاصة إن "ما يجري اليوم في حضرموت لا يخلو من تشابه صارخ مع الظروف التي أحاطت بـ
الشهيد اللواء حميد القشيبي
"، الذي قُتل وهو يقاوم الزحف الحوثي على عمران، مشيرًا إلى أن القشيبي جُرّد حينها من غطائه الشرعي، ووُصِف من قبل
الرئيس عبدربه منصور هادي
ووزير دفاعه
محمد ناصر أحمد
بـ"المتمرد"، في خطوة فتحت الباب أمام الحوثيين لاحتلال صنعاء وتمزيق النسيج الأمني للبلاد.
"
التعامل السياسي الأعور مع المقاومين الوطنيين هو ما يصنع الأعداء، لا المقاومة نفسها
"، قال الكميم، مؤكدًا أن "تاريخنا يعيد نفسه، لكن بوجوه جديدة وتفاصيل أشد خطورة".
تشكيلات مسلحة خارج سلطة الدولة: بوادر "عمران" جديدة؟
الكميم أشار إلى تصاعد نفوذ
تشكيلات مسلحة غير تابعة للدولة
في حضرموت، رافعة شعارات قال إنها "تُوظَّف سياسيًا لخدمة أجندات خارجية"، مشدّدًا على أن أي تشكيل عسكري يرفع راية الانفصال أو التمرد تحت غطاء قبلي أو سياسي يهدد
الوحدة الوطنية
و
الشرعية العسكرية
.
وأكد أن
التحرك العسكري ضد قوات الشيخ عمرو بن حبريش
دون إذن من
القائد الأعلى للقوات المسلحة
أو
وزارة الدفاع
يعد "سلوكًا ميليشياويًا لا يختلف جوهريًا عن الجماعات الخارجة عن القانون"، داعيًا
المجلس الانتقالي الجنوبي
، و
قوات العمالقة
، و
المقاومة الوطنية
، و
درع الوطن
إلى التقيد الصارم
بتسلسل القرار العسكري
.
"قائد أعلى" من دون شرعية؟ الكميم: الفوضى تُشرعن القمع
وعلّق الكميم على إعلان
الشيخ عمرو بن حبريش
عن تشكيل وحدات عسكرية واصفًا نفسه بـ"
القائد الأعلى
"، معتبرًا أن هذه الخطوة "تشكل فرضًا لأمر واقع مرفوض"، لكنه حذّر في المقابل من أن
منحه غطاءً قانونيًا
– ولو بشكل غير مباشر – "سيمنح الدولة ذريعة لإنهاء تمرده بالقوة"، ما يفتح الباب لمزيد من
العنف المنفلت
.
وشدد على أن "
أي تحرك عسكري يجب أن ينبع من قرار سيادي جامع، وليس من مبادرات فردية
"، محذرًا من أن "الاستعجال في اتخاذ القرار تحت ضغط المشهد الميداني قد يكون كارثيًا".
"الجنوب على حافة الانقسام"... وخطر المشروع الحوثي يعود
وفي تحذير صادم، قال الكميم إن
فرض مشاريع سياسية بالقوة
في حضرموت "قد يؤدي إلى
تفكيك الجنوب من الداخل
"، ممهدًا الطريق أمام
المشروع الإيراني–الحوثي
للعودة إلى مناطق لم تطاولها الحرب من قبل.
"
أي صدام عسكري جديد في حضرموت سيكون أشد تدميرًا من 2014، وسيكون أسرع انتشارًا
"، حذر الكميم، مضيفًا أن "حربًا جديدة هنا لن تُسقَط حضرموت فحسب، بل ستمسّ كل الجنوب، وقد تعيد الحوثيين إلى ممرات استراتيجية ظنّ الجميع أنها خارج سياق الصراع".
رسالة أخيرة إلى "العقلاء": لا تكرروا أخطاء هادي
واختتم الخبير العسكري تصريحاته بنداء عاجل إلى "العقلاء من أبناء الجنوب والسلطة"، داعيًا
رئيس مجلس القيادة الرئاسي
إلى عدم تكرار "المشهد الأليم الذي وقف فيه هادي عام 2014 ليعلن أن عمران عادت إلى حضن الوطن، بينما كانت البلاد تنزلق إلى الهاوية".
"
اليوم، حضرموت ليست مجرد محافظة... بل حاملة طائرات لمستقبل الجنوب بأكمله. فلا تجعلوها محطة توقفٍ للانهيار القادم
"، قال الكميم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news