في ظل تصاعد التوترات العسكرية في مناطق شبه الجزيرة العربية، أطلق الصحفي الاقتصادي اليمني المعروف، ماجد الداعري، تحذيراً بالغ الخطورة، مؤكداً أن أي مواجهة مسلحة في المناطق النفطية الحيوية، خصوصاً في غيل بن يمين وهضبة حضرموت، لن تكون مجرد نزاع عسكري محدود، بل ستكون بمثابة "زلزال" اقتصادي يهدد بانهيار ما تبقى من الاقتصاد اليمني.
وحذر الداعري، في تحليل نشره على منصاته الإعلامية، من أن الساحة اليمنية تقف على حافة الهاوية، وأن أي شرارة قد تشعل فتيل صراع في مناطق الإنتاج النفطي، ستكون عواقبها كارثية على كافة الأصعدة.
وقال: "إن استمرار التصعيد واندلاع اشتباكات في هذه المناطق الحساسة يمثل تهديداً وجودياً لمصادر الدخل الرئيسية للبلد".
ولم يقتصر الداعري على السيناريوهات الواضحة مثل احتراق آبار النفط أو توقف الإنتاج بشكل مؤقت، بل ذهب أبعد من ذلك ليكشف عن مخاطر استراتيجية طويلة الأمد.
وأوضح أن الخطر الأكبر يكمن في تهديد مستقبل عمل الشركات النفطية العاملة في اليمن، مشيراً إلى أن مثل هذه الاشتباكات ستؤدي حتماً إلى ارتفاع هائل في تكاليف التأمين على العمليات والمعدات، مما يجعل الاستمرار في العمل غير مجدٍ اقتصادياً.
وأضاف الداعري: "الأخطر من ذلك هو أن الشركات قد تلجأ إلى تفعيل بنود 'القوة القاهرة' في عقودها، وهو ما يمنحها الحق القانوني في تعليق عملياتها وسحب كوادرها ومعداتها دون تحمل أي مسؤولية، تاركة البلد يتحمل وحده كلفة هذا التوقف الباهظة، والتي لن تقتصر على خسارة الإيرادات، بل ستشمل تدمير البنية التحتية وفقدان الثقة الدولية".
مناشدة عاجلة وتداعيات دولية:
وفي مناشدة ملحة وجهها إلى "عقلاء البلد" من قادة سياسيين ووجهاء قبليين ومكونات مجتمعية، دعا الداعري إلى التدخل الفوري والحاسم لوقف هذا التصعيد الخطير.
وأكد أن استقرار هذه المناطق ليس شأناً داخلياً يمنياً فقط، بل هو مسؤولية إقليمية ودولية، نظراً لارتباطه بأمن الطاقة العالمي.
ولفت الانتباه إلى أن التوتر المستمر في هذه المنطقة يضر بشكل مباشر بسمعة اليمن كبيئة استثمارية، ويهدد المصالح الدولية المرتبطة بقطاعه النفطي.
واستخدم الداعري تعبيراً قوياً عندما وصف المنطقة بأنها "أرامكو اليمن"، في إشارة إلى أنها تمثل أهم وأثمن أصوله النفطية الاستراتيجية، وأي ضرر يلحق بها سيكون بمثابة ضربة قاصمة لاقتصاد البلاد لعقود قادمة.
تأتي هذه التحذيرات في وقت يعاني فيه الاقتصاد اليمني من انهيار شامل بسبب الحرب المستمرة منذ سنوات، مما يجعل أي تهديد لقطاع النفط، الذي يعتبر شريان الحياة المتبقي للخزينة العامة، مسألة حياة أو موت بالنسبة لملايين اليمنيين الذين يعتمدون على موارده في توفير الخدمات الأساسية. ويبقى الموقف في المناطق النفطية محط أنظار المراقبين، خشية أن تتحول هذه التحذيرات إلى واقع مأساوي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news