راشد محمد ثابت… شاعر الثورة وذاكرة الاستقلال

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 85 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
راشد محمد ثابت… شاعر الثورة وذاكرة الاستقلال

راشد محمد ثابت… شاعر الثورة وذاكرة الاستقلال

قبل 5 دقيقة

على صهوة جواده رفع راية النضال والكفاح من أجل مبادئ آمن بها جيلٌ من الرواد وشخصياتٌ عتيدة حفرت أسماءها بحروف من نور على جدران الوطن الحبيب. وكان في مقدّمتهم الوزير الشاعر والثائر راشد محمد ثابت الذي خاض دروب السياسة، وعوالم الثقافة والشعر، بروح العاشق وإرادة المحارب الغيور على الكرامة والإنسانية.

وينتمي الأستاذ راشد إلى رهط من الشخصيات الوطنية التي كرّست جهودها لرسم ملامح مستقبل أكثر إشراقًا وزهوًا بحرية الوطن وكرامته واستقلاله ووحدته.

وفي ذكرى 30 نوفمبر المجيدة، يوم جلاء آخر جندي بريطاني عن عدن عام 1967م، يستحضر اليمنيون أسماء الرجال الذين كتبوا عناوين المجد والكرامة، ورفعوا راية الثورة والتحرّر من ربقة استعمار جثم على الوطن عقودًا طويلة. إنهم رجالٌ سجّلوا مواقف صلبة وتركوا بصمات خالدة أثمرت مشروعًا وطنيًا يرفض الوصاية والارتهان للأجنبي.

وفي طليعة أولئك المناضلين الذين مزجوا بين الفكر والشعر والسياسة، يلمع اسم الأستاذ راشد محمد ثابت (ذو ريدان)؛ الشاعر، المثقف، والدبلوماسي، الذي وهب حياته للدفاع عن الحرية والوحدة والهوية اليمنية الخالدة.

في سنوات شبابه الأولى كان راشد ضمن طليعة المقاومين، واشترك في العمل الفدائي داخل عدن، وتعرّض للاعتقال مرات عدة، وقضى قرابة عامين ونصف في سجن المنصورة حتى بزغ فجر الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م.

غير أن نضاله لم يكن بالسلاح وحده؛ فقد حمل القلم كما حمل البندقية، مدركًا أن الكلمة الصادقة لا يقل أثرها عن الرصاصة في وجه العدو. كتب الشعر الفصيح والعامي، وجسّد في قصائده معاني الحب، وروح الثورة، والكرامة، والحرية. كانت أشعاره محاولة لفتح نوافذ الأمل في جدران القمع، وبحثًا دائمًا عن شمس لا تغيب.

واشتهر بقصائد خالدة امتزج فيها الحنين بالشجن، والثورة بالوجدان. ومن جيلنا من ينسى الأغنيتين الشهيرتين "حنين المفارق" و "يا حاملة الشريم" اللتين غنّاهما الفنان الكبير أيوب طارش، وتحولتا إلى أيقونة في ذاكرة اليمنيين، وجزء من مسيرة النضال والاغتراب والحب والوطن.

جمع شعره بين العاطفة والالتزام، وبين الرقة والحس الوطني؛ أنشد للأرض كما كتب للحب، وناجى الحرية كما يداعب الشوق، فظل شاعرًا للحياة بكل أبعادها.

بعد الاستقلال، واصل ذو ريدان دوره في بناء الدولة الحديثة في جنوب الوطن، وتقلّد عدة مناصب قيادية في الإعلام والثقافة والدبلوماسية، منها:

وزير الإعلام، وزير الثقافة والسياحة، وزير الدولة لشؤون الوحدة اليمنية، وسفير اليمن في عدد من الدول.

كان بحق مثقفًا موسوعيًا واسع الاطلاع، جمع بين عمق الفكر وتجربة الميدان. شارك في تأليف كتاب "الثقافة الوطنية"، وله دراسات رصينة عن الوحدة والثقافة والكفاح المسلح.

تميّز راشد بانتماء وطني عابر للمناطق والانقسامات؛ ففي زمن الاصطفافات، أدرك أن الوحدة ليست جغرافيا فقط، بل روح وطن يتسع للجميع. حمل ملف الوحدة من جانب دولة الجنوب، مجسّدًا وعيه المبكر بأن الوطن أكبر من التشطير، وأن التاريخ المشترك قدرٌ لا يُلغى.

شكلت شخصية الأستاذ راشد محمد ثابت حالة خاصة للمثقف الذي يترجم الأفكار إلى مشروع، والإيمان بالوطن إلى منهج عمل. وهو واحد من أعمدة الطريق نحو وحدة 1990م، بوصفها ثمرة نضالات ثوار سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر.

وفي يوم 30 نوفمبر، لا يمكن للذاكرة الوطنية أن تتجاوز أمثال راشد محمد ثابت، ممن جمعوا بين القلم والموقف، والقصيدة والمعركة، ورسموا بتضحياتهم قبل حروفهم معاني الحرية والكرامة والوحدة.

ورغم أن الأستاذ راشد يعيش اليوم خارج الوطن ويمر بوعكة صحية، إلا أنه لا يزال حاضرًا في وجدان اليمنيين، ونجمًا ساطعًا في سماء الوطن، ورمزًا للوفاء والصدق والعطاء.

هذه الذكرى ليست محطة زمنية فحسب، بل لحظة وعي تستعيد فيها الأجيال قيم النضال، وقامات الرجال الذين أسسوا لثقافة وطنية تستمد جذوتها من الإخلاص والوعي والوحدة؛ ذلك المشروع الكبير الذي لا يمكن أن يتلاشى مهما كانت الظروف.

السلامة والمعافاة للمناضل الكبير، الشاعر الوحدوي، شمس عدن وقمر صنعاء… الإنسان المبدع راشد محمد ثابت،

من جعل من الكلمة نورًا، ومن القصيدة وطنًا،

وسيظل اسمه — راشدًا وحكيمًا — في رحلة اليمن عبر تاريخها العتيد…

ثابتًا في ذاكرة الوطن وتاريخه.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

أول ضربة جوية على مواقع الانتقالي بوادي حضرموت… الناطق العسكري يكشف التفاصيل

نيوز لاين | 1085 قراءة 

هجوم على قوات الانتقالي

كريتر سكاي | 809 قراءة 

قيادات حزب الإصلاح تستعد لمغادرة الحياة السياسية.. وإعلان رسمي يكشف ما يحدث خلف الكواليس

المشهد اليمني | 490 قراءة 

ناشط موالٍ للحوثيين يحذّر من انفجار مؤجّل

نافذة اليمن | 480 قراءة 

أنباء عن تعيين القائد السابق للمنطقة العسكرية الثانية قائداً للفرقة الثانية بـ«درع الوطن» وبدء إعادة هيكلة القوات في صحراء العبر

يني يمن | 466 قراءة 

خيانات وزراء الدفاع: كيف مهد محمد ناصر أحمد ومحسن الداعري لدخول الميليشيات؟

إيجاز برس | 447 قراءة 

ظهور قيادي عسكري جنوبي بارز في اعتصام عدن وسط انتقادات لممارسات ”المليشيات الانتقالي”

المشهد اليمني | 439 قراءة 

لحج قرارات لهاشم السيد بفصل جنود من أبناء المحافظة داخل ألوية الحماية الرئاسية واستبدالهم

موقع الجنوب اليمني | 419 قراءة 

بلا علم ولا صورة ولا دولة ..الزبيدي يترأس اجتماعاً رفيعاً لقيادة الانتقالي في قصر معاشيق

يني يمن | 299 قراءة 

حضرموت.. الانتقالي يبدأ تحركات للاستيلاء على منازل عسكريين ومدنيين

قناة المهرية | 288 قراءة