ساد هدوءٌ حذر محافظة حضرموت، اليوم الجمعة، عقب أيامٍ من توترٍ أمني غير مسبوق كاد أن يُشعل فتيل اقتتال داخلي بين قوى محلية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، في مؤشرٍ على نزع فتيل أزمة كادت أن تهدّد الاستقرار الهش في المحافظة الغنية بالنفط.
وبحسب مصادر محلية مطلعة، دفع المجلس الانتقالي الجنوبي خلال الأيام الماضية، بالمئات من مقاتليه وعددٍ من العربات المدرعة إلى مواقع استراتيجية داخل حضرموت، تحسبًا لسيناريوهات مواجهة عسكرية محتملة في حال رفض عمرو بن حبريش —زعيم حلف القبائل — الالتزام بأي تهدئة أو تسوية سياسية.
وأضافت المصادر أن التحركات العسكرية المكثفة دفعت "بن حبريش" إلى عقد اجتماع طارئ مع مشايخ ووجهاء قبائل حضرموت، أعلن خلاله رسميًا تشكيل ما سُمّي بـ"المقاومة الحضرمية"، في خطوة وُصفت بأنها "ردّة فعل دفاعية" على ما وصفه بـ"التمدد غير المشروع لقوات خارجية داخل أراضي حضرموت".
إلا أن الأزمة لم تدم طويلاً. ففي خطوة مفاجئة هدفت إلى احتواء التصعيد، أصدر المجلس الرئاسي اليمني قرارًا جمهوريًا بتعيين سالم الخنبشي محافظًا جديدًا لمحافظة حضرموت، خلفًا لمبخوت بن ماضي، الذي واجه انتقادات واسعة خلال الفترة الماضية بسبب اتهامات بـ"ضعف السيطرة الأمنية" و"التواطؤ مع أطراف خارجية".
ويُنظر إلى تعيين الخنبشي — المعروف بانتمائه القبلي القوي وخبرته ا — على أنه رسالة طمأنة لكل القوى الحضرمية، وبخاصة القبائل، التي طالما نادت بـ"الحفاظ على خصوصية حضرموت" وعدم السماح بـ"استنساخ تجارب عسكرية من مناطق أخرى".
ويتساءل مراقبون: هل ينجح الخنبشي في تحقيق توازن دقيق بين المطالب المحلية، والضغوط السياسية، والواقع العسكري المعقّد؟ أم أن الهدوء الحالي مجرد هدنة مؤقتة تسبق موجة تصعيد جديدة؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news