فاجأ بيان صادر عن قناة بلقيس الفضائية الوسطَ الإعلامي اليمني اليوم الجمعة، بإعلان توقف بثّها التلفزيوني لأسباب وصفتها بأنها “قاهرة وخارجة عن إرادتها”، مختتمة بذلك عشر سنوات من الحضور الفاعل الذي رسّخ مكانتها كواحدة من أبرز المنصات الإعلامية اليمنية وأكثرها تأثيرًا.
وانطلقت قناة بلقيس عام 2015 من تركيا في ظرف استثنائي، حاملة رسالة تركز على الدفاع عن الإنسان اليمني وتغطية واقع الحرب والانتهاكات ونقل صوت اليمنيين إلى العالم من زاوية مهنية مستقلة.
وخلال مسيرتها قدّمت القناة تغطيات ميدانية وتقارير تحليلية وبرامج سياسية وحقوقية، وأسهمت في رفع الوعي العام بقيم الحرية والكرامة والحق في المعرفة، مؤسسة بذلك رصيدًا مهنيًا بارزًا في المشهد الإعلامي اليمني.
ودفعت بلقيس ثمنًا باهظًا لاستمرار رسالتها، إذ فقدت عددًا من طاقمها الصحفي في الميدان، وتعرّض موظفوها للملاحقات والتهديدات، كما صودرت مكاتبها ومُنعت من العمل في مناطق عدة، ورغم ذلك واصلت بثّها.
وعبّر بيان القناة عن اعتزازها بطاقمها الشاب المتنوع الذي مثّل كل أطياف اليمن، وبمراسليها الذين دفع بعضهم حياته ثمناً للقيام بواجبه المهني، مؤكدة أن ذكراهم ستظل جزءًا أصيلًا من هويتها ومسيرتها.
كما أوضحت بلقيس أن عملها سيستمر عبر منصاتها الرقمية إلى حين توفر ظروف تمكّنها من العودة، موجّهة شكرها للعاملين والشركاء والمؤسسات الإعلامية والحقوقية التي دعمت مسيرتها خلال العقد الماضي، وختمت بيانها بالتأكيد على أملها في أن تنعم اليمن بالسلام والعدالة، وأن يحظى شعبها بإعلام حر ومستقل يصون حقه في المعرفة.
ويأتي توقف بلقيس التي كانت قد اتخذت من تركيا مقرًا لها، ليشكّل خسارة جديدة للإعلام اليمني الذي يعيش منذ سنوات تحديات متفاقمة جعلت العديد من مؤسساته عرضة للتعثر أو التوقف، في مشهد يعكس عمق الأزمة في بيئة طاردة تهدد استمرارية العمل الإعلامي في البلاد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news