أعلنت قناة "بلقيس" الفضائية، الجمعة 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025م، توقف بثّها التلفزيوني بشكل “مفاجئ”، بعد أكثر من عشرة أعوام من العمل الإعلامي المتواصل، مرجعةً القرار إلى "ظروف قاهرة وخارجة عن إرادتها".
وانطلقت القناة في 11 فبراير/ شباط 2015، في لحظة قالت إدارة القناة إنها فارقة أعقبت انقلاب جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب على الدولة، لتتخذ منذ تأسيسها نهجًا يركز على نقل صوت الإنسان اليمني والدفاع عن قيم الحرية والكرامة والحق في الحصول على المعلومة.
وفي بيان لها اطلع عليه "بران برس"، عبّرت "بلقيس" عن اعتزازها بكادرها الشاب والمتنوع، والذي قالت إنه شكّل "صورة مصغرة لليمن بكل أطيافه"، وأسهم في بناء مكانة القناة كإحدى أبرز منصات الخبر اليمني. كما وجهت تحية خاصة لمراسليها الذين نقلوا الأحداث من الميدان، وقدّم بعضهم حياتهم.
وذكرت القناة أنها كانت طوال عقد كامل "منبرًا لصوت اليمنيين، ونافذة لكشف معاناة المدنيين ورصد الانتهاكات، ومنصة لتحليل أدوار الأطراف الإقليمية والدولية في المشهد اليمني، ومدرسة إعلامية خرّجت عشرات الصحفيين".
وخاطبت الجمهور بالقول: "كنتم شريكنا الأهم في هذه الرحلة. نعتز بدعمكم وثقتكم، ونؤكد أن توقف البث لن يكون نهاية رسالتنا، فمبادئنا ستبقى حاضرة مهما تغيّرت الظروف، وستستمر بلقيس عبر منصاتها الرقمية إلى أن يتاح استئناف البث في ظروف أفضل."
ولفتت "بلقيس" إلى أنها قدمت خلال سنوات عملها تغطيات ميدانية وبرامج تحليلية وإخبارية أسهمت في تعزيز المشهد الإعلامي اليمني، وكشف الانتهاكات ضد المدنيين، وترسيخ الوعي الحقوقي والسياسي.
وذالت إنها دفعت أثمانًا باهظة لالتزامها المهني، إذ فقدت عددًا من كوادرها الميدانيين، وتعرّض موظفوها لملاحقات ومضايقات، وصودرت مكاتبها في صنعاء وعدن، ومنعت من العمل في مناطق تخضع لسلطات الأمر الواقع.
وأضاف البيان أن القناة تعرضت لحملات تحريض سياسية وإعلامية من أطراف مختلفة، هدفت إلى تشويه صورتها والتشكيك في مهنيتها. ورغم ذلك، واصلت أداء رسالتها بثبات، مستندة إلى جمهور واسع يؤمن بدور الإعلام الحر في مواجهة الاستبداد والتضليل.
واختتمت "بلقيس" بيانها بتقديم الشكر للعاملين والشركاء والمؤسسات الإعلامية والحقوقية التي دعمت مسيرتها، متمنيةً لليمن السلام ولشعبه الأمن والكرامة، وأن يحظى بإعلام حرّ يعبّر عن آماله وتطلعاته.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news