في تعليق مثير للجدل على تصاعد التوترات في محافظة حضرموت والقرارات الرئاسية الأخيرة، كشف الناشط السياسي سالم النهدي تفاصيل ما وصفه بـ"مخطط واسع" لإعادة تشكيل خارطة النفوذ في اليمن، يأتي ضمنه – بحسب قوله – تعيين سالم الخنبشي محافظًا جديدًا لحضرموت خلفًا للمحافظ مبخوت بن ماضي، الذي غادر اليوم إلى دولة الإمارات.
وقال النهدي، خلال مداخلته على قناة المهرية، إنه كان على علم مسبق بقرار تغيير المحافظ، وإن اسم سالم الخنبشي كان مطروحًا لديه قبل يومين، موضحًا أن التعيين يأتي ضمن "مخطط أكبر" يسعى – وفق تصوره – إلى إحداث تغييرات على الأرض تخدم إعادة توزيع السيطرة بين الشمال والجنوب.
وأضاف أن هذا المخطط يقوم على تسليم الشمال للحوثيين مقابل منح الجنوب لقوى انفصالية مدعومة من الإمارات، معتبرًا أن انتشار القوات القادمة من خارج حضرموت يهدف إلى فرض أمر واقع قبل المضي نحو خطوات سياسية وأمنية أوسع.
امتصاص الغضب المحلي وتمرير الانتشار العسكري
وأشار النهدي إلى أن تغيير المحافظ جاء – من وجهة نظره – بهدف امتصاص الغضب الشعبي والقبلي تجاه التحركات العسكرية الأخيرة، مبينًا أن الهدف الحقيقي هو تسهيل انتشار القوات الجديدة في معسكرات النخبة الحضرمية المدعومة إماراتيًا، دون وقوع صدام مباشر بينها وبين قوات حلف قبائل حضرموت أو قوات حماية حضرموت.
وأوضح أن العملية تتم على مراحل؛ تبدأ بترسيخ وجود هذه القوات في الساحل خلال الأشهر القادمة، ثم الانتقال إلى المنطقة العسكرية الأولى، وصولًا إلى محافظة مأرب.
وتابع النهدي بأن استمرار هذا النهج سيقود البلاد إلى ثلاثة مسارات منفصلة:
شمال خاضع للحوثيين.
جنوب بيد المجلس الانتقالي، حضرموت كمنطقة مستقلة بحكم الأمر الواقع، بعيدة عن سيطرة الدولة المركزية.
وأشار إلى أن الشرعية اليمنية "لم تعد قادرة على استعادة صنعاء ولا إدارة عدن"، وأن هذا العجز فتح المجال أمام القوى الإقليمية والمحلية لفرض ترتيبات جديدة تعمّق الانقسامات.
وفي سياق حديثه، استشهد النهدي بتصريحات الشيخ عمر بن حبريش، رئيس حلف قبائل حضرموت، والذي أعلن استعداد القبائل لتشكيل مقاومة شعبية ضد "أي قوات تأتي من خارج المحافظة"، معتبرًا ذلك مؤشرًا على بداية مرحلة صدام محتملة.
وأضاف أن المقاومة الشعبية – وفق توصيفه – ستستهدف أي قوة عسكرية تتحرك في طرق القبائل أو داخل المدن، مما قد يدفع المحافظة نحو "فوضى أعمق من تلك التي تشهدها عدن"، في ظل احتمال قيام قوات عسكرية بعمليات اعتقال أو اقتحام، وما يقابلها من ردود قبلية مسلحة.
وحذر النهدي من انتقال نمط الانفلات الأمني الذي تعيشه عدن إلى حضرموت، مشيرًا إلى حوادث سابقة من الخطف والاختفاء القسري في عدن، وما قد تمثله من نموذج لمرحلة جديدة من عدم الاستقرار في المحافظة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news