في الذكرى الـ58 لعيد الاستقلال الوطني 30 نوفمبر، تتجه أنظار الجنوب والإقليم والمجتمع الدولي نحو مدينة سيئون بوادي حضرموت، التي تستعد لاحتضان فعالية جماهيرية غير مسبوقة، يُنظر إليها باعتبارها محطة سياسية ومفصلية في مسار القضية الجنوبية.
الحدث المنتظر يحمل رسائل متعددة، أبرزها التأكيد على اصطفاف أبناء الجنوب من المهرة حتى باب المندب خلف المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، وتجديد العهد بالسير نحو استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو 1990م.
*تجديد العهد
لا تمثل ذكرى 30 نوفمبر مجرد حدث تاريخي، بل لحظة جنوبية لإحياء قيم النضال، وتأكيد الوفاء للشهداء والجرحى، وترسيخ وحدة الموقف الجنوبي.
وتأتي إقامة فعالية السيئون هذا العام كحدث مركزي يحمل رمزية خاصة، إذ يُنتظر أن تكون بمثابة تفويضٍ شعبي جديد للمجلس الانتقالي الجنوبي وقيادته السياسية، وخصوصًا للرئيس الزُبيدي الذي اختار حضرموت لتكون منصة الاحتفال الكبرى، تكريمًا لدورها ودلالة على مكانتها المحورية في المشهد الجنوبي.
اقرأ المزيد...
هيئة الشؤون الخارجية تقدم إحاطة إعلامية لوسائل الإعلام الدولية
27 نوفمبر، 2025 ( 9:00 مساءً )
أبين: استجابة شعبية واسعة للمشاركة في الانتفاضة والتظاهرة الجماهيرية الرافضة لمليشيات الإخوان والحوثي
27 نوفمبر، 2025 ( 8:59 مساءً )
*رسالة حضرموت للعالم
الحشود الكبيرة المتوقع وصولها إلى سيئون في 30 نوفمبر، تُعد رسالة سياسية واضحة موجهة إلى الداخل والخارج بشأن ضرورة تمكين قوات النخبة الحضرمية الجنوبية، القوة الأمنية الأكثر قبولًا وفعالية في حضرموت.
هذه الرسالة تأتي في ظل محاولات متعددة – يمنية وخارجية – لإطالة أمد نفوذها في الوادي، وعرقلة أي جهود لنقل الأمن إلى قوات حضرمية جنوبية، وخلق حالة من الفوضى وغياب الاستقرار.
وطوال سنوات مضت، ظلت مناطق وادي حضرموت مسرحًا لعمليات انفلات أمني وأعمال نهب منظّم للثروات، خصوصًا من قبل قوى النفوذ اليمنية التي تسيطر على حقول النفط ومنافذ المحافظة، وفي مقدمتها منفذ الوديعة الذي يُوصف بأنه “الثقب الأسود” الذي تبتلع من خلاله هذه القوى مليارات الريالات من عائدات المحافظة دون أن يستفيد منها المجتمع المحلي.
*حضرموت ترفض العبث
في ظل هذه السياسات، عانى أبناء حضرموت من التهميش والفقر والتجهيل المتعمد، بالرغم من أن المحافظة تعد الأغنى بثرواتها النفطية والاقتصادية.
غير أن الحراك الجماهيري المنتظر في 30 نوفمبر يعكس تصميمًا شعبيًا على إنهاء هذه الحقبة، وعلى رفض المشاريع الإخوانية اليمنية التي تحاول العبث بأمن واستقرار حضرموت ونهب مقدراتها.
هذا الحشد يأتي إعلانًا واضحًا بأن حضرموت – ساحلًا وواديًا – جنوبية الهوى والهوية، وأن أبناءها يقفون في مقدمة الصفوف دفاعًا عن حقوقهم وحقوق كل أبناء الجنوب.
*طابع ثقافي وتراثي
لا يقتصر حدث سيئون على الجانب السياسي فقط، بل يتضمن فعاليات ثقافية وتراثية تعكس عمق الهوية الجنوبية وتنوّعها، وتسهم في إبراز الموروث الحضرمي كجزء أصيل من الهوية الوطنية الجنوبية.
سيئون، المدينة المعروفة بعمارتها التاريخية وتراثها الثقافي، تتحول في هذا اليوم إلى لوحة تعكس أصالة الجنوب عبر الأزياء الشعبية، العروض التراثية، والفعاليات الفنية التي تُبرز ملامح التعدد الثقافي للحضارم والجنوب بشكل عام.
*تفاعل شعبي واسع
يُعد حجم التفاعل الشعبي الكبير من أبناء حضرموت وأبناء الجنوب المتجهين إلى سيئون مؤشرًا مهمًا على وحدة الصف الجنوبي، والتزامهم بقيم النضال التي حملها شهداء الاستقلال الأول.
وتعتبر هذه الفعالية، في نظر كثير من المراقبين، “اختبار قوة” ورسالة مباشرة للمجتمعين الإقليمي والدولي بأن الجنوب، رغم التحديات، يسير بخطى ثابتة نحو هدفه الاستراتيجي: استعادة دولته.
*استعدادات واسعة
عملت الهيئة التنفيذية المساعدة لشؤون مديريات وادي وصحراء حضرموت خلال الأسابيع الماضية على تنفيذ تحضيرات واسعة لضمان إنجاح الفعالية، بما يعكس حجم الاهتمام الرسمي والشعبي بهذا الحدث الوطني الجنوبي.
*منصة كبرى لعرض إرادة شعب الجنوب
تؤكد سيئون هذا العام أنها ليست مجرد مدينة تستضيف فعالية وطنية، بل منصة جنوبية كبرى لعرض الإرادة الشعبية، وإعلان التمسّك بحقوق حضرموت والجنوب.
إنها مدينة تنبض بالثقافة والتراث والسلام، وواحدة من أهم الشواهد الحية على تاريخ الجنوب وحقه العادل في استعادة دولته وهويته.
وفي 30 نوفمبر، سيقول الجنوب كلمته من سيئون… بصوت واحد، وإرادة واحدة، ورسالة واحدة:
الجنوب شعبًا وأرضًا وهوية… حاضر ومستقبل لا يمكن تجاوزه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news