أشادت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) بالعمليات الأخيرة التي نفذتها أجهزة إنفاذ القانون في اليمن ضد شبكات تهريب المخدرات، واصفةً ضبط كمية كبيرة من العقاقير المنشطة بأنه "لحظة فارقة" في مسار مكافحة هذا النوع من الجرائم.
وقال رئيس قسم التحقيقات في "وادا"، غونتر يونغر، إن العملية التي أسفرت عن ضبط 447 كيلوغرامًا من المخدرات والمواد المنشطة، معظمها من الأمفيتامينات، تظهر أن السلطات اليمنية تراقب بشكل متزايد التجارة العابرة للحدود بالمواد المحظورة. وأضاف أن هذه المداهمة، إلى جانب عمليات أخرى نُفذت في البر والبحر، تبعث "رسالة واضحة إلى الشبكات الإجرامية بأن المشهد يتغير".
انتقال شبكات الإنتاج إلى اليمن
وتشير تقديرات "وادا" والسلطات اليمنية إلى أن منتجي المخدرات في سوريا وإيران نقلوا جزءًا من عملياتهم إلى اليمن بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي، مستغلين الحرب والأزمة الاقتصادية. وتؤكد السلطات أن الأرباح الناتجة عن هذه التجارة تمثل مصدر تمويل مهم لجماعة الحوثي المدعومة من إيران.
تفكيك أول مصنع في اليمن
وكشف المقدم مراد الردواني، منسّق الأمن الداخلي التابع للإنتربول والمقيم في اليمن، أن فريقه ساهم في تفكيك "أول مصنع يُنشأ في اليمن ومجهز بأحدث المعدات" قبل بدء نشاطه التصديري. وقال إن العملية انتهت بالقبض على "خبراء" أجانب.
وأوضح الردواني أن المعلومات الاستخباراتية كشفت عن الاستعداد لافتتاح مصنع آخر في مدينة مختلفة، بهدف التصدير إلى دول الجوار، مؤكدًا اعتقال خبراء سوريين وإيرانيين.
واتهم الردواني إيران بتقديم التمويل والمعدات الحديثة لتلك المجموعات، مؤكدًا أن التحقيقات والاعترافات تدعم هذه الاتهامات، مضيفًا أن الحوثيين يعتبرون تجارة المخدرات وسيلة تمويل ويسهلون عمليات التهريب عبر الحدود.
نفي إيراني
وفي المقابل، نفى مسؤول بوزارة الخارجية الإيرانية الاتهامات، قائلاً إنها "ادعاءات لا أساس لها على الإطلاق"، مؤكدًا أن سجل إيران في مكافحة تهريب المخدرات "معروف عالميًا".
دعم دولي متزايد
وتأتي هذه العمليات بعد ورشة عمل في السعودية ضمن شبكة الاستخبارات والتحقيقات العالمية التابعة لوادا (GAIIN). وأوضح يونغر أن الشبكة أسهمت في توسيع فهم قضية المنشطات لتُعامل باعتبارها مشكلة مجتمعية تتجاوز المجال الرياضي.
وأشار إلى أن الجماعات الإجرامية العابرة للحدود باتت تنخرط بشكل متزايد في تجارة العقاقير المنشطة، نظرًا للأرباح المرتفعة، مشيدًا بتخصيص أجهزة الشرطة حول العالم موارد أكبر لمواجهة هذه الظاهرة.
تهديدات وعمل مستمر
ودعا الردواني المجتمع الدولي إلى تقديم مزيد من الدعم، مؤكدًا أن عناصر الأمن يواصلون ملاحقة المهربين رغم التهديدات التي تطالهم وعائلاتهم.
وأشاد يونغر بشجاعة الفريق اليمني، مؤكداً أن كل عملية ضبط أو تفكيك مختبر أو إدانة جنائية "تعيد ترجيح الكفة لصالح حماية الرياضة والصحة العامة".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news