في ساحل محافظة حضرموت المطلة على البحر العربي شرقي اليمن، يتصاعد التوتر الأمني وسط مخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية في ظل تحشيدات قتالية مُتبادلة، طرفاها المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، وحلف قبائل حضرموت بزعامة الشيخ القبلي عمرو بن حبريش العليي.
مؤخرا، دفع الانتقالي بقوات جديدة تضم مُقاتلين موالين للمجلس ولمشروع الانفصال تم استقطابهم من الضالع ولحج وعدن وأُخضعوا لتدريب في معسكر جبل حديد في عدن، ثم نُقلت القوات إلى معسكر لواء بارشيد التابع لقوات الانتقالي، يقوده عبدالدايم الشُعيبي، وهو من الضالع ومثله معظم أفراد اللواء المتمركز في منطقة بروم ميفع جنوبي حضرموت وبوابتها الجنوبية، وبعض القوات تم تجميعها في معسكرات أخرى يقودها ويخدم فيها ضباط وأفراد من خارج حضرموت.
وانتشرت تلك القوات في مناطق المكلا والساحل الحضرمي، وتم تأطيرها ضمن "قوات النُخبة الحضرمية" المدعومة إماراتيا منذ تشكيلها أواخر العام 2016.
وقد اُنتخب لقيادتها صالح علي حسين بن طالب الشيخ أبو بكر، المشهور باسم (أبو علي الحضرمي)، وهو شخصية مُثيرة للجدل، مُقرب من علي سالم البيض، وعمل معه في تخطيط وإدارة العمل المسلح للحراك الانفصالي وعُين أمينا عاما لما يسمى "حركة تقرير المصير- حتم" الحركة المسلحة للفصيل الانفصالي الذي تزعمه البيض، وعين سابقا مديرا لقناة "عدن لايف" التي تأسست في ضاحية بيروت بدعم إيراني وإشراف حزب الله، وشارك الحضرمي في استقطاب شباب ونشطاء حراكيين وإرسالهم للتدريب في لبنان وإيران، وساهم في تشكيل وتدريب كتائب مسلحة في الضالع ولحج ومحافظات جنوبية بدعم من طهران لتنسيق مع جماعة الحوثي.
وحلف قبائل حضرموت، تأسس منتصف 2013، كإئتلاف قبلي سياسي ضم مؤتمر حضرموت الجامع، يقود الحلف الشيخ بن حبريش، وكيل أول محافظة حضرموت وأحد كبار مشائخها، وانطلاقا من منطقة غيل بن يمين انتشرت مجاميع مسلحة تابعة للحلف في مناطق الهضبة واستحدثت منذ مطلع العام الجاري نقاط تفتيش في الطرق الرئيسية وتقربت من مكامن النفط، ثم اتجه الحلف المتبني لدعوات الحكم الذاتي لحضرموت، لتشكيل قوات عسكرية وأمنية تحت مسمى "قوات حماية حضرموت" وفتح باب التجنيد لثلاثة ألوية عسكرية يقوم بتعيين قادتها بن حبريش الذي يصدر القرارات تحت صفة "القائد الأعلى".
وتنامى الصراع على النفوذ، ونشبت احتكاكات بين القوات مع محاولة قوات الدعم التمدد في جغرافيا الهضبة.
قبل أيام وجّه القيادي الحضرمي تهديدات للشيخ بن حبريش. وظهر في لقاء مع شخصيات قبلية من المشقاص والديس الشرقية والريدة وقصيعر، متهما بن حبريش بتشكيل عصابات لقطع الطرق ونهب الثروات، ومتحدثا باسم "القوات المسلحة الجنوبية" و"جيش الجنوب العربي"، وهي التسمية التي يُطلقها الانتقالي على قواته.
توعد الحضرمي بأن قوات الجنوب العربي لن تسكت ولن تسمح بما وصفه بالوباء وتشكيل عصابات، وأنها ستقوم بقطع الامدادات العسكرية لحلف القبائل، داعيا المجندين في صفوف الحلف بالعودة إلى بيوتهم. ودعا الحضرمي ابناء القبائل للاستعداد والعمل معه في "معركة حضرموت".
ردا على ذلك، دعا بن حبريش للقاء قبلي غدا الخميس في منطقة العليب بالهضبة "لتدارس الموقف تجاه المستجدات التي تهدد أمن واستقرار حضرموت". وفقا لبيان صادر عن الحلف.
وتسارعت جهود الحلف لتسليح قواته ومدها بالعتاد والدعم، وقبل يومين تم تعيين مسئول لتسليح القوات بقرار أصدره رئيس المجلس.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news