أعلنت مليشيا الحوثي في صنعاء مقتل أحد ضباطها البارزين جراء غارة إسرائيلية استهدفت العاصمة خلال الأيام الماضية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء "سبأ" الخاضعة لسيطرة المليشيا. وتعد هذه من المرات النادرة التي تكشف فيها المليشيا عن خسائر بشرية مباشرة في صفوف ضباطها ضمن عمليات مرتبطة بالتصعيد الإقليمي الأخير.
وأقامت المليشيا، يوم الثلاثاء، مراسم تشييع منتحل صفة العقيد مبارك حسين عبدالله غرزه في صنعاء، بحضور قيادات عسكرية تابعة لها، قبل أن يُنقل جثمانه إلى محافظة الجوف لدفنه في مسقط رأسه. وحرصت قيادات الحوثيين على إظهار القتيل ضمن ما تسميه "شهداء الجبهات الخارجية"، في سياق خطاب تعبوي متصاعد منذ بدء المواجهات مع إسرائيل.
وذكرت وسائل إعلام تابعة للمليشيا أن غرزه قُتل خلال ما تصفه بـ"معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس"، وهو المسمى الذي تطلقه المليشيا على عملياتها باتجاه البحر الأحمر وفلسطين. ويُرجَّح أن الضابط لقي حتفه متأثراً بإصابات تعرض لها في الغارة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع حوثية حساسة بصنعاء.
وتواصل مليشيا الحوثي استخدام هذا النوع من الخطاب لتبرير وجود عناصرها خارج نطاق المواجهة الداخلية واستثمار الحوادث في تعزيز حملات التجنيد وتعبئة أنصارها. في المقابل، تلتزم المليشيا بصمت كبير بشأن حجم خسائرها الفعلية في الضربات الإسرائيلية التي باتت تتكرر منذ أسابيع.
وتشير هذه الواقعة إلى تصاعد مستوى الاستهداف الإسرائيلي لمواقع الحوثيين، وسط توسع دائرة المواجهة الإقليمية، وتزايد اعتماد المليشيا على الخطاب الأيديولوجي لإخفاء تأثير الضربات على بنيتها العسكرية وقياداتها الميدانية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news