رحل الشيخ محمد المقرمي، الداعية اليمني البارز، فجر الأربعاء في مكة المكرمة، أثناء تحضيره لصلاة الفجر، بعد مسيرة طويلة خصصها لخدمة القرآن والدعوة، تاركاً أثراً عميقاً في قلوب طلابه ومحبيه داخل اليمن وخارجه.
بدأ مسيرته مهندساً في الطيران المدني، حيث ساهم في مجالات الهندسة والتقنية، قبل أن يغير التأمل العميق حياته نحو التفرغ الكامل لكتاب الله.
دخل بعدها في عزلة قرآنية دامت ست سنوات، انقطع خلالها للتلاوة والتدبر والخلوة، حتى أصبح قادراً على ختم القرآن في يوم واحد، كما روى الكاتب خالد بريه في مقالته “سيرة من ضياء الوحي”.
وأسس هذا التحول منهجيته الفريدة في ربط الآيات والنظائر القرآنية، معتبراً إياها “كأنها صفحة واحدة”، واستمر في تطويرها وتدريسها لسنوات.
اشتهر بأسلوبه الذي يجمع بين عمق المعرفة وبساطة الروح، مع قدرة على الربط بين القرآن والحديث في رؤية موحدة تكشف معاني دقيقة ولطائف غير مرئية في تفاسير تقليدية، مستخرجاً من النصوص ما لا يُرى في الكتب.
وكان حضوره الدعوي قوياً في المساجد والمنصات الرقمية، حيث قدم محاضرات ودروساً أصبحت مرجعاً لطلاب العلم والباحثين.
تميز بخلق رباني وتواضع نادر، يجلس في المجالس الكبيرة كتلميذ يستمع بأدب، ولا يتكلم إلا فيما يعلم، قائلاً لمن حوله “هذا رزقكم”، ويبعد الناس عن التعلق به نحو الله، مردداً “من وجد الله ما افتقد شيئاً… ومن اعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم”.
وصفه بريه بأنه “أصدق لهجةً وأصفى روحاً ممن عرفت، والجلوس معه يشبه الجلوس مع رجل موصول بربه، هادئ الجنان مطمئن القلب”.
انتشرت محاضراته في دول عديدة، فُرّغت وطُبعت لتصبح زاداً للدعاة في بلاد بعيدة، تاركاً إرثاً رقمياً عبر يوتيوب والبودكاست.
وكان آخر ظهور له في بودكاست “علوم” قبل أيام، حيث تناول رحلته من عالم الهندسة إلى التدبر، ومنهجيته في علاج “شتات العقل” بالعودة إلى القرآن.
أثار خبر وفاته موجة حزن واسعة على منصات التواصل، فنعاه طلابه ومحبوه بوصفه “داعية ربانياً وقدوة قل نظيرها”، مستذكرين طمأنينته وثقته بالله في دروسه، حيث يخرج الحاضرون “وكأنهم من الجنة”، داعين الله أن يتغمدَه برحمته، ويرفع درجته في عليين، ويسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
ملك التوازن.. وفاة الشاب اليمني محمد محرم في حادث مروري بالرياض
مليشيا الحوثي تحاصر الشيخ صالح حنتوس وتُهدد بتفجير منزله في ريمة
وفاة والدة الداعية المصري الشيخ محمد حسان عن عمر يناهز الـ80 عاما
فضل شهر شعبان: شهر الاستعداد لرمضان
تأجيل محاكمة طبيب في قضية وفاة زوجة الداعية المصري عبد الله رشدي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news