في تطور لافت ومقلق، أفادت مصادر خاصة مطلعة لمراسلنا، بأن مليشيا الحوثي المسلحة قامت باعتقال اللواء الركن محمد يحيى الحاوري، عضو مجلس النواب الحالي والقائد السابق للمنطقة العسكرية السادسة وقوات المظلات، في عملية استهداف تعد الأبرز من نوعها ضد شخصيات عسكرية وسياسية مرموقة في العاصمة صنعاء.
تفاصيل عملية الاعتقال:
وبحسب المعلومات الأولية، تم اقتحام منزل اللواء الحاوري في منطقة همدان، الواقعة شمال غرب العاصمة صنعاء، من قبل عناصر تابعة للأمن القومي الحوثي، وتم اعتقاله ونقله إلى جهة مجهولة، دون معرفة الأسباب المباشرة للإيقاف أو تقديم أي مذكرة قضائية. ولم يصدر عن الحوثي أي بيان رسمي حتى اللحظة للتعليق على الخبر.
من هو اللواء محمد الحاوري؟
يُعد اللواء الركن محمد يحيى الحاوري من أبرز الشخصيات المؤثرة في المشهد العسكري والسياسي اليمني، وتعود أهميته إلى عدة عوامل:
الخلفية العسكرية القوية:
شغل مناصب قيادية حساسة، أبرزها قيادة المنطقة العسكرية السادسة، وقوات المظلات، وقيادة الشرطة العسكرية، مما أكسبه احتراماً وتقديراً واسعين داخل الأوساط العسكرية.
القرب من علي عبدالله صالح:
كان اللواء الحاوري يشغل منصب الحارس الشخصي (الياور) للرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح، وهي علاقة كانت تجعله ضمن دائرة القرار المقربة من الراحل، خاصة خلال الفترات العصيبة.
العضوية البرلمانية:
بصفته عضواً في مجلس النواب، يمثل اللواء الحاوري صوتاً سياسياً معارضاً لسيطرة الحوثي، ويعتبر من رموز التيار السياسي الذي كان يحالف الرئيس صالح.
النفوذ الاجتماعي:
يتمتع اللواء الحاوري بنفوذ اجتماعي وتأثير قبلي كبيرين في مديريته (همدان) وفي محافظة صنعاء بشكل عام، مما يجعل اعتقاله رسالة ذات دلالات قوية للقبائل والشخصيات الاجتماعية.
سياق وتداعيات الاعتقال:
يأتي اعتقال اللواء الحاوري في سياق حملة استهداف متصاعدة تقوم بها مليشيا الحوثي ضد الشخصيات العسكرية والسياسية والقبلية التي يُنظر إليها على أنها معارضة لسيطرتها أو تشكل خطراً على نفوذها.
ويرى مراقبون أن هذا التحرك يهدف إلى تحقيق عدة أهداف:
تصفية الحسابات:
يمكن اعتبار الاعتقال استمراراً لسياسة الحوثي في تصفية الحسابات مع رموز النظام السابق وحلفاء الرئيس الراحل صالح، بعد أن تحول التحالف بينهما إلى صراع دمي انتهى بمقتل صالح عام 2017.
إضعاف النفوذ المنافس:
يهدف الحوثي إلى تقويض أي قوة عسكرية أو اجتماعية قادرة على تحدي سلطته، واللواء الحاوري يمثل أحد هذه الرموز المتبقية.
رسالة ردع:
يرسل الحوثي من خلال هذا الاعتقال رسالة واضحة إلى كل الشخصيات المؤثرة في مناطق سيطرته بأن أي معارضة ستقابل بحملة قمع واعتقال.
وحتى هذه اللحظة، لم تتلق عائلة اللواء الحاوري أو محاميه أي معلومات حول مكان احتجازه أو التهم الموجهة إليه، مما يثير مخاوف كبيرة على سلامته وحياته، في ظل سجل مليشيا الحوثي الحافل بانتهاكات حقوق الإنسان في السجون السرية. من المتوقع أن يثير هذا الخبر ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية والقبلية، ويدفع منظمات حقوق الإنسان للمطالبة بالإفراج الفوري عنه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news