قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني، إن عودة القيادي في الحرس الثوري الإيراني عبدالرضا شهلائي إلى مناطق سيطرة جماعة الحوثي تمثل “تحولاً بالغ الخطورة”، وتكشف ــ بحسب تعبيره ــ عن انتقال إيران إلى مرحلة “الإدارة المباشرة والعلنية” للجماعة بعد سنوات من محاولة إظهار استقلال قرارها.
وأضاف الإرياني في تصريح صحفي أن خطوة استقدام شهلائي تأتي في ظل “انكشاف أمني وتصدع داخلي” تعاني منه الجماعة عقب مقتل عدد من أبرز قادتها، وفي مقدمتهم عبدالكريم الغماري، ما تسبب – وفق قوله – في “فراغ غير مسبوق في هرمها القيادي وانهيار منظومة التحكم والسيطرة”.
وأشار الوزير إلى أن توقيت إعادة شهلائي يحمل مؤشرات على “استعداد إيران لجولة تصعيد جديدة”، خاصة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، بعد تراجع قدرة الحوثيين على تنفيذ هجمات ضد الملاحة الدولية نتيجة “نفاد المخزون الإيراني من الأسلحة”.
وقال الإرياني إن عودة القيادي الإيراني، الذي تصنفه واشنطن على قائمة الإرهاب وتشير تقارير إلى إشرافه على برامج الصواريخ والطائرات المسيَّرة، تعكس “عمق الأزمة التي يمر بها الحوثيون” نتيجة الضربات العسكرية، وتصنيفهم منظمة إرهابية، واتساع الجهود الحكومية والدولية لتجفيف مصادر تمويلهم وتسليحهم.
وأضاف أن الخطوة تمثل، من وجهة نظره، محاولة إيرانية للالتفاف على الضغوط الدولية التي تضيق الخناق على الحرس الثوري وأذرعه في المنطقة، ومسعى لإعادة تفعيل المنظومة العسكرية والأمنية في مناطق سيطرة الحوثيين، بما في ذلك “تنشيط الملف الصاروخي والمسيرات”.
ولفت الإرياني إلى أن عودة شهلائي تندرج أيضاً في إطار “ترميم شبكات التمويل والاقتصاد الموازي” للجماعة بعد الضربات التي طالت مساراتها المالية خلال الأشهر الماضية، مرجحاً أن طهران تعتمد على شخصية تمتلك خبرة واسعة في إدارة هذه الملفات.
وقال الوزير إن عودة ضابط بهذا المستوى “تنسف” ادعاءات الحوثيين المتعلقة بالسيادة الوطنية، وتؤكد ــ وفق تعبيره ــ “خضوع قرار الجماعة لإشراف الحرس الثوري الإيراني”.
وأضاف أن الخطوة تعكس “قلقاً إيرانياً من احتمال انهيار المليشيا وفقدان طهران أهم ورقة ضغط على واحد من أبرز الممرات البحرية الدولية”، لا سيما بعد ما قال إنه تراجع نفوذ طهران في ساحات أخرى مثل سوريا ولبنان.
وأكد الإرياني أن التطورات الأخيرة تحمل “رسالة سلبية” بشأن مستقبل السلام في اليمن، موضحاً أن إيران “غير معنية بالتهدئة أو دفع أي تسوية سياسية”، وداعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف “أكثر حزماً” لوقف ما وصفه بـ“التصعيد الخطير” ودعم الحكومة اليمنية في جهودها لاستعادة الدولة وحماية الأمن الإقليمي والدولي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news