ما أساب ثوران بركان “هايلي غوبي”؟ وكيف سافر رماده من أثيوبيا إلى اليمن في أول نشاط له منذ 12 ألف عام؟

     
بران برس             عدد المشاهدات : 204 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
ما أساب ثوران بركان “هايلي غوبي”؟ وكيف سافر رماده من أثيوبيا إلى اليمن في أول نشاط له منذ 12 ألف عام؟

أفاد برنامج علم البراكين العالمي التابع لمؤسسة "سميثسونيان"، الاثنين 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2025،  بأن ثوران بركان "هايلي غوبي" في إقليم عفار شمال شرقي إثيوبيا، هو الأول منذ العصر الهولوسيني، وهي فترة بدأت قبل نحو 12 ألف عام في نهاية العصر الجليدي الأخير.

يقع البركان "هايلي غوبي" الذي ثار صباح الأحد، للمرة الأولى منذ نحو 12 ألف عام، في إقليم عفار على بعد نحو 800 كيلومتر شمال شرقي العاصمة أديس أبابا بالقرب من الحدود مع إريتريا، ويبعد عن الأراضي اليمنية نحو 250 كيلومتر.

كيف سافر رماده إلى اليمن؟

بحسب خبراء جيولوجيين، تساعد قوة الانفجار البركاني، وحجم عمود الرماد، وسرعة الرياح واتجاهها، وخصائص الجسيمات البركانية في انتشار الرماد على أوسع نطاق ممكن.

وأشاروا إلى أن الانفجارات الكبيرة تقذف الرماد إلى طبقات جوية عالية جداً، ثم تلتقطه الرياح السائدة لتشتته لمئات أو آلاف الكيلومترات، بينما الجسيمات الأصغر حجماً تبقى معلقة في الغلاف الجوي لفترات أطول.

الارتفاع العالي لعمود دخان الانفجار ساعد في سرعة وسهولة تحركه مع حركة الرياح والتي كانت تنشط حينها من الغرب إلى الشرق

وفقاً لمركز "تولوز" لرصد الرماد البركاني، فقد ثار بركان هايلي غوبي الذي يبلغ ارتفاعه نحو 500 متر، الأحد، مطلقاً أعمدة كثيفة من الدخان وصل ارتفاعها إلى 14 كيلومتراً، في ظاهرة استمرت ساعات عدة وانتهت في اليوم ذاته.

وأشار إلى أن أعمدة من الرماد انجرفت فوق اليمن وسلطنة عُمان والهند وشمال باكستان، لافتًا إلى أن ارتفاع عمود رماد البركان الذي بلغ 14 كيلو متر وهو ارتفاع عالي، ساعد في سرعة وسهولة تحركه مع حركة الرياح والتي كانت تنشط حينها من الغرب إلى الشرق، ما جعل ذلك الرماد يسافر شرقاً عبر إرتيريا والبحر الأحمر إلى اليمن وعمان.

تاريخ بركاني

يوجد بركان "هايلي غوبي" في وادي الصدع، وهي منطقة تشهد اضطرابات جيولوجية كبيرة ناجمة عن اصطدام صفيحتين تكتونيتين وتسجل نشاطاً بركانياً مكثفاً.

وتعرضت منطقتا "عفر" و"أوروميا" في إثيوبيا للعديد من الزلازل والهزات الأرضية منذ بداية عام 2025، كان أقواها في الرابع من يناير/كانون الثاني بقوة 5.7 درجات، وأفاد كل من هيئة المسح الجيولوجي الأميركية والمركز الألماني لأبحاث علوم الأرض أن مركز الزلزال كان على بعد 142 كيلومترا شرق العاصمة أديس أبابا، في منطقة أوروميا.

وجاء هذا الزلزال بعد يوم واحد فقط من وقوع زلزال آخر بقوة 5.5 درجات في المنطقة نفسها، كما تم تسجيل زلزالين آخرين يوم 11 يناير/كانون الثاني، وهو ما آثار المخاوف من حدوث ثوران بركاني، لاقتراب مركز هذه السلسلة الزلزالية من بركانين نشطين، هما "فنتالي" و"دوفين".

وفي يوليو/تموز الماضي، أعلن مكتب الثقافة والسياحة الإقليمي الوطني في ولاية عفار أن بركان إرتال قد ثار مجددًا. وقال المكتب حينها إن الثوران يحتوي على مواد كيميائية شديدة السمية، وتشكل تهديدًا على صحة الإنسان، ونصح بالابتعاد عن المنطقة والمناطق التي كانت تُعتبر سابقًا بؤرًا ساخنة مشيراً إلى أنها تتوسع وتنهار، كما رصد حينها في تلك المنطقة دخان كثيف وزلازل.

عندما بدأت القارات بالتباعد في عملية تسمى "التصدع القاري"، قبل نحو 18 مليون عام، أدى ذلك إلى تشكيل البحر الأحمر وخليج عدن، وفي هذه المرحلة، بدأت الصفائح التكتونية التحرك

ولمعرفة أسباب حدوث الزلازل والبراكين في هذه البقعة، والتي تعتبر من أكثر المناطق نشاطا بركانيا وتكتونيا في العالم، يقول المحاضر في قسم الجيولوجيا بجامعة أديس أبابا للعلوم والتكنولوجيا، "جمشو بيداسا تيفيري" في مقال نشره بموقع "ذا كونفرزيشن"، إنه عندما بدأت القارات بالتباعد في عملية تسمى "التصدع القاري"، قبل نحو 18 مليون عام، أدى ذلك إلى تشكيل البحر الأحمر وخليج عدن، وفي هذه المرحلة، بدأت الصفائح التكتونية التحرك، ونتج عن ذلك انقسام الأرض وتشكيل المسطحات المائية بين قارة أفريقيا وشبه الجزيرة العربية.

ويضيف أن هذا الصدع تطور قبل حوالي 11 مليون عام بشكل أعمق في المنطقة، ونتج عنه تشكل صدع عميق تحت منخفض"عفر" في شمال شرق إثيوبيا، وأصبح هذا الصدع الذي كان جزءا من عملية التباعد التي بدأت منذ ملايين السنين، ويمثل مرحلة أكثر تطورا من الحركات التكتونية التي أثرت بشكل كبير على تضاريس المنطقة، وهو الآن يعتبر جزءا من نظام الصدوع الكبير الذي يعرف بـ"الصدع الأفريقي الشرقي".

الرصد والتنبؤ

في 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، أصدر المركز الاستشاري للرماد البركاني في تولوز نشرة استشارية تفيد بأن ثوران بركاني متفجر يجري، وأن عمود رماد قد اكتُشف في صور ساتلية. تم الإبلاغ عن حدوث الثوران الأولي في الساعة 08:30 بالتوقيت العالمي ، مع عمود رماد يصل إلى 14,000 متر. 

رصد المركز انحراف عمود الرماد في وقت لاحق عبر شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك اليمن وعمان

وقال المركز حينها "من المحتمل أن يكون الثوران ثورانًا فرعيًا من المستوى الأعمدة ، مع عمود ثوران مزدهر مرئي في صور الحدث، بحلول الساعة 20:00 بالتوقيت العالمي المنسق، اعتُبرت المرحلة المتفجرة من الثوران قد توقفت".

وأظهرت الصور الفضائية التي تابعها “برّان برس” لحظة حدوث الانفجار البركاني عند العاشرة من صباحا وارتفاع سحب كثيفة من الدخان واندفاعها بفعل الرياح نحو اليمن ودخولها السواحل اليمنية الغربية عند الثانية من مساء الأحد. وعند الخامسة والنصف مساء، أظهرت صور الأقمار الاصطناعية انتشار سحابة الدخان بمناطق واسعة من اليمن.

وتُعَرّف تقارير جيولوجية بركان "هايلي غوبي" ببركان درع وهو البركان الجنوبي في سلسلة جبال إرتا أليه، وحتى نوفمبر 2025، لم يكن هناك سجل معروف لأي ثورات لهذا البركان خلال الـ 12,000 سنة الماضية.

شح المعلومات 

رغم أن غرابة ظاهرة سفر رماد البركان من اثيوبيا إلى اليمن، وربما هي أول ظاهرة يتم رصدها، إلا المعلومات شحيحة جداً، من موقع البركان، وكأن شيئاً لم يكن، والسبب هنا يعود إلى أن الثوران البركاني في منطقة نائية غير مأهولة بالسكان وذات تضاريس وعرة جداَ، وحدث لأول مرة منذ آلاف السنين.

إضافة إلى ذلك كان النشاط الكبير للبركان مفاجئ ومحدود جداً ولم يستغرق وقت طويل حتى يتم رصده وتصويره حيث لم يستغرق أكثر من 3 ساعات، وربما لم يتم رصده أو تصويره سوى من الأقمار الصناعية التي اظهرت نشاطه الكبير والمفاجئ والقصير في نفس الوقت تاركاً خلفه عاصفة من الدخان والرماد تتخطى حدود البلدان وتجتاز البحر وتعبر القارات، تاركة خلفها الكثير من الأسئلة والاستفسارات باحثة عن إجابة.

في أعقاب الانفجار، كانت هناك مخاوف بشأن الآثار على نوعية الهواء في بعض المواقع، وبشأن الآثار على السفر الجوي من عمود الرماد المنجرف

ففي أعقاب الانفجار، كانت هناك مخاوف بشأن الآثار على نوعية الهواء في بعض المواقع، وبشأن الآثار على السفر الجوي من عمود الرماد المنجرف. ومع ذلك، لم تكن هناك تقارير عن آثار كبيرة بعيدا عن موقع الثوران نفسه.

ولم تعلن السلطات عن أي خسائر بشرية، لكن البركان يقع في منطقة نائية قليلة السكان، ولم ترد سلطات إقليم عفر بشأن ما إذا كان هناك ضحايا أو النازحين جراء الحادثة.

وشهدت اليمن، مساء الأحد وصباح الاثنين 23/24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025، تساقط رماد بركاني أسود نتيجة النشاط البركاني الذي شهدته اثيوبيا صباح الأحد، ودفعت به الرياح الجنوبية الغربية نحو اليمن، ونالت محافظة الحديدة غربي البلاد النصيب الأكبر من ذلك الرماد البركاني، الذي وصل إلى المناطق الصحراوية شرقي البلاد.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

ماذا يحدث في مطار صنعاء؟ تحركات جوية غامضة في صنعاء.. هبوط طائرة كبيرة بعد 24 ساعة من وصول ثلاث طائرات أخرى

يني يمن | 512 قراءة 

من وراء استهداف الإمارات؟

المنتصف نت | 511 قراءة 

المسعودي يدشن برنامجًا تدريبيًا لضباط المقاومة الوطنية في المخا بالشراكة مع الصليب الأحمر

حشد نت | 390 قراءة 

الله لا فتح عليك يا حيدان!!

عدن حرة | 356 قراءة 

محكمة الاستئناف العسكرية بمأرب تنظر في قضايا “تخابر وإفشاء أسرار عسكرية” وتصدر عدة أحكام

بران برس | 334 قراءة 

صحيفة تركية.. اليمن على حافة العاصفة: سقوط الحوثيين وتراجع إيران يعيدان رسم خريطة الشرق الأوسط

مأرب برس | 331 قراءة 

وباء خطير يجتاح مناطق سيطرة الحكومة الشرعية.. وتعز تتصدر حالات الإصابات

المشهد اليمني | 301 قراءة 

ضابط ينتقد صمت السلطات إزاء تهديدات الحضرمي العلنية باجتياح حضرموت

موقع الجنوب اليمني | 298 قراءة 

تركيا تفكك خلية تجسّس إماراتية بالتنسيق مع مكافحة الإرهاب

يني يمن | 273 قراءة 

ترامب يوقع أمراً تنفيذياً بتصنيف فروع الإخوان المسلمين في ثلاث دول عربية كمنظمات إرهابية

الأمناء نت | 252 قراءة