في خطوة أثارت استياءً واسعًا في أوساط القبائل والمجندين، كشفت مصادر مطلعة أن جماعة الحوثي شرعت خلال الأسبوعين الماضيين في صرف مكافآت وامتيازات مالية وعينية لأسر قتلاها من الفئات المقرّبة والموالية لقيادات الجماعة، متجاهلة أسر المقاتلين من أبناء القبائل الذين يشكلون الغالبية في صفوف المقاتلين.
ووفقًا للمصادر، فقد نفذت ما تسمى "هيئة الشهداء" — التي يديرها قياديون حوثيون من صعدة — سلسلة تكريمات لأسر القتلى المقرّبين خلال فعاليات "أسبوع الشهيد"، حيث تم منحهم مبالغ وصلت في بعض الحالات إلى نحو 2000 دولار، إلى جانب هدايا وامتيازات وظيفية عبر توزيعهم على عدد من الهيئات والمؤسسات الحكومية لضمان صرف مخصصات شهرية لهم.
وأضافت المصادر أن الجماعة صرفت أيضًا قطع أراضٍ ومبالغ مالية لبناء منازل لأسر قتلاها المقرّبين، مع التأكيد عليهم بعدم كشف هذه الامتيازات لأسر المقاتلين من أبناء القبائل، بحجة أن أعدادهم كبيرة وأن الجماعة غير قادرة على مساواتهم بالامتيازات نفسها.
وأشارت المصادر إلى أن أسر المقاتلين من أبناء القبائل لم تحصل إلا على مبالغ رمزية أو وعود غير مؤكدة، رغم مشاركتهم الواسعة في جبهات القتال، مما خلق حالة من التذمر بين الأهالي الذين اتهموا الجماعة باتباع سياسة تمييزية ممنهجة.
وبحسب معطيات حصل عليها المشهد اليمني، تتجاوز إيرادات صندوق قتلى المليشيا الحوثية 15 مليار ريال شهريًا، يتم تحصيلها من خلال ما يسمى "صندوق الشهداء"، عبر فرض رسوم على شركات الاتصالات وشركات الأدوية والمشتقات النفطية وهيئات الزكاة والأوقاف وغيرها من الجهات الإيرادية. وتشير المصادر إلى أن هذه الأموال تُوجَّه في معظمها لخدمة الفئات المقرّبة للقيادات، في إطار سياسة توزيع انتقائية تعمّق الفوارق داخل بنية الجماعة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news