تداول نشطاء ومرتادون لمدينة المكلا، على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، صوراً ومقاطع فيديو صادمة كشفت عن الوضع المتردي الذي وصل إليه سوق الصيد المركزي في منطقة الشرج، والذي يُعتبر من أهم المرافق الاقتصادية والخدمية في المحافظة.
وتُظهر المعطيات البصرية التي أثارت حالة من الغضب والاستنكار، تدهوراً خطيراً في كافة جوانب البنية التحتية للسوق. فالأرضيات متهالكة وتكسراتها تملأ المكان، في حين أن شبكة الصرف الصحي قد انهارت بالكامل، مما تسبب في تكون برك من المياه الملوثة والروائح الكريهة التي تنتشر في أرجاء السوق.
والأخطر من ذلك، وجود فتحات عميقة ومكشوفة في عدة أماكن، تحولت إلى مصدر خطر داهم يهدد حياة وسلامة الآلاف من الباعة والزوار يومياً، خاصة كبار السن والأطفال.
موجة سخط واسعة ومطالبات بتدخل عاجل
وقد أثارت هذه المشاهد موجة عارمة من الاستياء والسخط بين أهالي مدينة المكلا وزوارها، الذين عبروا عن غضبهم في تعليقات حادة ومؤثرة.
وصف عدد من المرتادي السوق الحالة بأنها "مخجلة وغير لائقة بمكانة مدينة سياحية واقتصادية مثل المكلا"، مؤكدين أن هذا الإهمال المتواصل يسيء لسمعة المدينة ويضر بالقطاع السياحي والتجاري.
وقال أحد الباعة، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: "نحن نعمل هنا في ظروف غير إنسانية وغير آمنة. كل يوم نخشى على سلامة زبائننا وأنفسنا من السقوط في إحدى هذه الفتحات الروائح الكريهة تنفر الزبائن، والأوضاع الصحية كارثية. أين الجهات المسؤولة عن هذا التردي؟".
من جانبه، أكد أحد المواطنين وهو يتسوق للعائلة: "من المؤلم أن نرى سوقاً حيوياً كهذا في هذا الحال. المكلا تستاحف أفضل من ذلك، نطالب السلطة المحلية بتحمل مسؤولياتها".
مطالبات محددة بإعادة التأهيل
طالب المواطنون والباعة على حد سواء، السلطة المحلية بمحافظة حضرموت ومكتب الخدمات والجهات المختصة الأخرى، بالتدخل العاجل وغير المشروط لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. ودعوا إلى إطلاق حملة إعادة تأهيل شاملة للسوق، تشمل:
إصلاح شامل للبنية التحتية:
صيانة الأرضيات المتصدعة، وإعادة بناء شبكة الصرف الصحي بالكامل.
تحسين مستوى النظافة:
توفير فرق نظافة دائمة على مدار اليوم، ورفع القمامة والنفايات بشكل فوري.
توفير بيئة آمنة:
سد جميع الفتحات الخطرة، وتركيب إضاءة كافية في جميع أنحاء السوق.
فرض رقابة صحية:
التأكد من سلامة المنتجات المعروضة وبيئة البيع.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الدعوات للتحرك، تبقى الأنظار جميعها متجهة نحو الجهات المختصة، والتي يتوقع منها أن تقدم رداً سريعاً وحاسماً يضع حداً لهذا التردي، ويعيد للسوق هيبته ووظيفته كواجهة حضارية واقتصادية هامة لمدينة المكلا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news