أفادت مصادر محلية، السبت 22 نوفمبر/ تشرين الثاني، بتوقف الاشتباكات في مديرية الوازعية غربي محافظة تعز، (جنوب غرب اليمن)، والتي كانت قد اندلعت بين قوات عضو مجلس القيادة الرئاسي "طارق صالح"، ومسلحين قبليين، الأربعاء الماضي، على خلفية الاعتداء على فريق منظمة دولية.
وطبقاً للمصادر، التي تحدثت لـ "بران برس"، يسود قرى الوازعية التي شهدت الاشتباكات، توتراً حذراً، مع أن قوات المقاومة الوطنية التابعة لصالح، قد بدأت في الانسحاب إلى مركز المديرية، ومغادرة منطقة الاشتباك، كما شوهدت عربات وآليات في طريقها إلى مدينة المخأ الساحلية.
المصادر ذكرت أن القوات المكونة من أطقم وعربات وعليها عشرات المسلحين، غادرت قرية "حنة"، وجوارها من تباب وأودية، عقب الاشتباكات التي أستخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والطيران المسير من قبل قوات عضو الرئاسي.
ورغم عدم صدور أي بيان رسمي حتى اللحظة، من قوات المقاومة الوطنية، جاء انسحاب قواتها، بعد تدخل وساطة قبلية لاحتواء الموقف، عبر طرح مقترح يقضي بانسحاب القوات من الوزاعية بشكل عام وإبقاء القوات الأمنية المتواجدة فيها أصلاً، وإرجاع التوتر إلى مسار التفاهم.
مع ذلك، قالت مصادر قبلية مطلعة، إن لجنة الوساطة لم تلاق أي استجابة واضحة، وأنه سمح لها حتى اللحظة في مقابلة قيادات القطاع الأمني التابع للساحل فقط، والذي رفض مقترح الوساطة بدوره، وعمل على سحب قواته إلى مركز المديرية.
وبدأ التوتر المسلح، في مديرية الوازعية، مساء الثلاثاء الماضي، حين اعترض مسلحون يقودهم شيخ قبلي يدعى "أحمد سالم"، فريقاً تابعاً لمنظمة "أدرا"، ونهبوا المعدات والكشوفات التي كانت بحوزته، أثناء تنفيذ نشاط إنساني.
وبرر المسلحون الحادثة بتلقّيهم شكاوى حول "محاباة" في اختيار المستفيدين وتجاهل الأسر الأشد فقراً لصالح أنصار "طارق صالح"، ومن يسعى لاستمالتهم باستخدام الإغاثة والمساعدات.
وفجر الأربعاء، انتشرت قوة عسكرية تابعة للمقاومة الوطنية، بعد أن قدمت من مدينة المخأ، في مواقع قريبة من القرى، وذلك على خلفية اعتراض المسلحين القبليين لفريق منظمة "إدرا"، لتصل تلك القوة إلى القرب من منزل قائد المجموعة المسلحة "أحمد سالم".
وأمس الجمعة، اندلعت الاشتباكات بعد مهاجمة المسلحين القبليين لمواقع تمركز الحملة الأمنية التابعة للمقاومة الوطنية في أماكن وأوقات متفرقة، واندلعت اشتباكات بين الجانبين استخدم فيها السلاح الخفيف والمتوسط.
ووفق مصادر محلية، تمكن المسلحون من إسقاط طائرة مسيرة تابعة للحملة الأمنية بعد تحليقها فوق القرى والجبال المحيطة، كما استعادوا السيطرة على سلسلة جبال الرواجل عقب مطاردة عناصر الحملة بالقرب من أعلى قمة فيها.
وذكرت أن الاشتباكات جاءت نتيجة إصرار القبائل على تنفيذ مطالبها المتمثلة بانسحاب الحملة من أمام القرى لتهدئة التوتر، فيما لم ترد معلومات حتى الآن حول الخسائر أو مسار المعالجات الجارية لاحتواء الموقف، كما ترافقت الأحداث مع دعوات قبلية للنَكف والاستنفار.
وفي حين أطلق شيخ مشايخ الوازعية، "منصر المشولي"، دعوات إلى انسحاب فوري لقوات الحملة من أمام القرى تمهيدًا للوصول إلى حلول سلمية وتهدئة التوتر، قوبلت مقترحات الوساطة القبلية بالرفض من قائد الحملة الأمنية والعسكرية، "مجاهد الحزورة".
وأكد حزورة رفضهم الكامل لانسحاب قوات الحملة من قرى الوازعية وفقاً لمقترح الوساطة القبلية، ورد على لجنة الوساطة بالقول: "لن تنسحب قواتنا حتى لو اضطررنا للتعزيز بثلاثة ألوية عسكرية".
وكانت إدارة أمن مديرية الوازعية قد أعلنت الأربعاء الماضي أنها تمكنت من استعادة الأجهزة والكشوفات التي نهبها مسلحون وصفتهم بـ"الخارجون على القانون" من فريق يتبع وكالة السبتية للتنمية والإغاثة الدولية "إدرا".
وقالت مصادر أمنية إن قوات تحركت فور تلقي البلاغ، وتمكنت من ضبط سيارة الجاني المدعو أحمد سالم حيدر والعثور بداخلها على المنهوبات في وقت وجيز، فيما تواصل ملاحقة المتورطين الذين لاذوا بالفرار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news