في مشهد يعكس التصاعد الخطير للفوضى الأمنية وعجز السلطات، تعرضت محطة محروقات "اليسر" الواقعة في حي العريش بمدينة عدن، فجرالثلاثاء الماضي، لهجوم مسلح واسع النطاق، أدى إلى تدمير منشآتها بالكامل ونهب محتوياتها، مما أوقفها عن العمل بشكل تام في ظل الأزمة المعيشية الخانقة التي يمر بها البلد.
وبحسب مالك المحطة، رجل الأعمال محمد سالم الشحفوف، فإن مجموعة من المسلحين المجهولين اقتحمت المحطة في وقت مبكر من الصباح، وقاموا بعملية تدمير منهجية شملت تحطيم جميع مضخات توزيع البنزين والديزل، وتكسير نوافذ المبنى وأنظمة الدفع الإلكتروني، قبل أن يقوموا بنهب محتويات المتجر الملحق بالمحطة والأموال الموجودة في الخزينة.
أضرار فادحة في ظل اقتصاد منهار
وصف الشحفوف المشهد بأنه "جريمة منظمة" تهدف إلى شل الحركة الاقتصادية وإرهاب أصحاب الأعمال، مشيراً إلى أن الخسائر المادية فادحة وتقدر بملايين الريالات اليمنية، وهو مبلغ لا يمكن تعويضه في الظروف الحالية. وأضاف أن هذا الاعتداء "لا يمس ممتلكات الخاصة فحسب، بل هو ضربة مباشرة لما تبقى من هيبة الدولة، ورسالة واضحة لتعميق الفراغ الأمني في العاصمة المؤقتة".
تداعيات كارثية على حياة المواطنين
يأتي هذا الهجوم في وقت تعاني فيه محافظة عدن من انقطاع شبه دائم للكهرباء، مما يجعل محطات الوقود مصدراً حيوياً لتشغيل مولدات الطاقة للمنازل والمؤسسات.
وتوقف محطة بهذا الحجم يزيد من معاناة السكان الذين يضطرون للوقوف في طوابير طويلة للحصول على الوقود، كما أنه يرفع أسعاره في السوق السوداء.
كما أن الحادث يلقي بظلاله على عشرات العاملين في المحطة الذين فقدوا مصدر رزقهم الوحيد، في بلد يُعد من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم بحسب تقارير الأمم المتحدة.
مطالبات بتدخل حكومي عاجل
في ظل انتشار السلاح وتنافس الميليشيات والجماعات المسلحة على النفوذ في عدن، تطالب الأصوات المحلية الحكومة المعترف بها بالتحرك الفوري لفرض القانون. وحذّر الشحفوف من أن السكوت على مثل هذه الاعتداءات سيشجع المزيد من المجموعات المسلحة على فرض الإتاوات والسيطرة على الممتلكات الخاصة، مما يقضي على أي أمل في استعادة الحياة الطبيعية للمدينة.
ويبقى مصير المحطة ومستقبل العاملين فيها رهينة للوضع الأمني المتدهور، فيما ينتظر أهالي العريش وعدن رد فعل السلطات التي طالما اتهمت بالعجز عن حماية المواطنين والممتلكات، مما يحول المدينة التي كانت تعد "عروس البحر الأحمر" إلى مسرح للفوضى والاقتتال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news