شللت حركة الخدمات الطبية بشكل كامل اليوم الخميس في مستشفى خليفة العام بمدينة التربة، مركز مديرية الشمايتين والريف الجنوبي لمحافظة تعز، عقب إعلان الكادر الطبي والإداري إضرابًا شاملاً ومفتوحًا.
وجاءت هذه الخطوة التصعيدية كرد فعل غاضب على عملية اقتحام واختطاف استهدفت أحد الأطباء من داخل المستشفى، في حادثة وُصفت بأنها "انتهاك صارخ للقانون والأعراف الإنسانية".
تفاصيل الاقتحام والاختطاف
وبحسب ما نقله الصحفي جميل الصامت ومصادر محلية مطّلعة، فإن طقمًا عسكريًا، اقتحم مبنى المستشفى بشكل مفاجئ ومسلح، متجاوزًا جميع الإجراءات الأمنية. وقام العناصر باختطاف الدكتور عبدالناصر درهم القدسي، أحد أطباء المستشفى، من داخل عيادته واقتادوه إلى جهة مجهولة.
وأكدت المصادر أن عملية الاختطاف تمت دون تقديم أي مذكرة قضائية أو مسوغ قانوني، ودون إبلاغ إدارة المستشفى أو جهات العمل الرسمية، مما يمثل خرقًا فاضحًا للإجراءات القانونية وتجاوزًا خطيرًا لحصانة المنشآت الطبية التي يفترض حمايتها في كافة الظروف.
غضب عارم وإضراب شامل
فور وقوع الحادثة، عمت موجة من الغضب والاستنكار أوساط الكوادر الطبية والإدارية في المستشفى، الذين وصفوا الفعل بأنه "سلوك همجي" و"عدوان صارخ" على استقلالية المؤسسة الصحية وسلامة كوادرها.
وفي بيان موجه للرأي العام، أعلن العاملون عن إيقاف كافة الخدمات الطبية، بما في ذلك قسم الطوارئ والاستقبال والعمليات الجارية، حتى يتم تلبية مطالبهم.
وطالب المتحدثون باسم المحتجين السلطات المحلية والأمنية في محافظة تعز بتحمل مسؤولياتها والتحرك الفوري لإنقاذ الطبيب المختطف وضمان سلامته.
مطالب واضحة وعاجلة
حدد المحتجون مجموعة من المطالب العاجلة كشرط مسبق لعودة العمل في المستشفى، تتمثل في:
الكشف الفوري عن مصير الطبيب عبدالناصر القدسي، وإطلاق سراحه فورًا دون قيد أو شرط.
إحالة جميع المتورطين في عملية الاقتحام والاختطاف، بدءًا من المنفذين وصولًا إلى من أصدر الأوامر، إلى تحقيق عاجل ونزيه، وتقديمهم للعدالة.
تقديم اعتذار رسمي من الجهة المنفذة للمستشفى وكوادره، وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات التي تستهدف المرافق الصحية والطواقم الطبية.
تداعيات إنسانية كارثية
ويأتي هذا الإضراب في ظل أوضاع إنسانية هشة بالفعل في محافظة تعز، حيث يُعد مستشفى خليفة العام المرفق الصحي الرئيسي الذي يخدم عشرات الآلاف من سكان مديرية الشمايتين والمناطق المجاورة.
ويخشى سكان محليون وناشطون من أن يستمر إغلاق المستشفى، مما سيحرم آلاف المرضى، وخاصة الحالات الحرجة ونساء الحوامل والأطفال، من الحصول على الرعاية الصحية الضرورية، وقد يفضي إلى عواقب كارثية.
وتتزايد الدعوات من منظمات حقوقية وهيئات مجتمع مدني للتدخل العاجل لإنهاء هذه الأزمة، وضمان عدم تحويل المستشفيات والمنشآت الصحية إلى ساحات للصراع والانتقام
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news