أخبار وتقارير
تقرير (الأول) المحرر السياسي:
شهدت العاصمة المؤقتة عدن، أمس، تطوراً دبلوماسياً بارزاً مع تقديم السفير الروسي يفغيني كودروف أوراق اعتماده لرئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، ليصبح أول سفير لدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن يتخذ من عدن مقراً دائماً له. خطوة وصفها مراقبون بأنها إنجاز نوعي للدبلوماسية اليمنية ورسالة تؤكد اتساع دائرة الدعم الدولي للحكومة الشرعية.
ويأتي هذا التطور بعد أسابيع من افتتاح الهند مكتبها التمثيلي في عدن، في مؤشر على تحول عواصم مؤثرة نحو التعامل المباشر مع الحكومة من داخل العاصمة المؤقتة.
مكاسب سياسية من موسكو
إعادة افتتاح السفارة الروسية في عدن جاءت امتثالاً لقرار الرئيس فلاديمير بوتين، عقب جهود دبلوماسية مكثفة قادتها الحكومة اليمنية، أبرزها زيارة رئيس مجلس القيادة للدكتور رشاد العليمي لموسكو في مايو الماضي بدعوة رسمية من الرئيس الروسي.
وسبق ذلك تحركات أخرى، بينها زيارة وزير الخارجية الدكتور شائع محسن الزنداني إلى موسكو العام الماضي ولقاؤه بوزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي أكد حينها حرص موسكو على تعزيز العلاقات والتنسيق مع الحكومة الشرعية—في رسالة تؤكد ثقة روسيا والمجتمع الدولي بقدرة مؤسسات الدولة على العمل من عدن.
الحضور الدولي في عدن
تشهد عدن عودة تدريجية للبعثات الدبلوماسية ونشاطاً متزايداً للمنظمات الدولية.
وبحسب مصادر دبلوماسية، ارتفع عدد السفراء المقيمين لدى الحكومة اليمنية إلى 19 سفيراً مقابل 51 غير مقيم—وهي أعلى نسبة منذ عام 2015، ما يعكس تحولاً في نظرة المجتمع الدولي لبيئة العمل الحكومية في عدن.
وفي السياق نفسه، تعمل الحكومة على استكمال نقل مقرات المنظمات الأممية إلى عدن. وأعلنت الأمم المتحدة مؤخراً نقل المقر الرسمي لوظيفة المنسق المقيم إلى العاصمة المؤقتة، وهو قرار رحبت به وزارة الخارجية مؤكدة توفير جميع التسهيلات لضمان استمرار تدفق المساعدات إلى جميع مناطق اليمن.
الحضور الدولي مع التهديدات الحوثية
يتزامن هذا الحراك الدبلوماسي مع استمرار الحوثيين في تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، ما دفع عدة دول إلى تعزيز التنسيق الأمني والسياسي مع الحكومة الشرعية.
ويرى سياسيون أن عودة بعثات كبرى—مثل الروسية والهندية—إلى عدن تمنح الحكومة زخماً إضافياً في ملفات حماية التجارة الدولية والملاحة، وتعيد رسم موقع اليمن ضمن التحالفات الإقليمية المتشكلة حالياً.
رسالة روسية محسوبة
يرى مراقبون أن القرار الروسي يحمل رسالة سياسية واضحة بأن عدن أصبحت بيئة مناسبة لعمل البعثات الأجنبية، وأن مؤسسات الدولة استعادت قدراً من الاستقرار يسمح بالتعامل المباشر معها.
كما يُتوقع أن يشجع الحضور الروسي دولاً أخرى على اتخاذ خطوات مشابهة، خصوصاً أن موسكو غالباً ما تتخذ مواقفها بعد حسابات دقيقة، ما يجعل قرارها بمثابة اختبار ناجح قد يُتبع بإجراءات مماثلة من عواصم أخرى.
التحديات.. لكن النتائج تظهر
ورغم التقدم المحقق، لا تزال بعض الدول تتلقى رسائل سلبية حول الانقسامات داخل مجلس القيادة وأداء الحكومة، وهو ما جعل بعض العواصم أكثر حذراً في توسيع حضورها داخل المناطق المحررة.
كما تواجه الدبلوماسية اليمنية تحديات مالية كبيرة—including توقف مرتبات الدبلوماسيين وغياب النفقات التشغيلية لأكثر من عام ونصف—إلا أنها نجحت رغم ذلك في تحقيق اختراقات واضحة، تجسدت اليوم في زيادة الحضور الدولي وعودة العلاقات الخارجية للتحرك من داخل عدن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news