في تطور هام يزيد من تعقيد المشهد الأمني في مديرية الوازعية، وجه شيخ مشائخ الوازعية، الشيخ منصر المشولي، اليوم نداءً عاجلاً وحازماً للسلطات الأمنية، مطالباً إياها بالانسحاب الفوري والعاجل للقوات المتمركزة أمام مداخل وقرى المديرية.
جاء هذا النداء في بيانٍ له، وسط أجواء من التوتر المتصاعد، حيث اعتبر المشولي أن الانسحاب يمثل الخطوة الأساسية والضرورية لتهدئة الأوضاع وفتح باب الحوار، مؤكداً أن الهدف هو الوصول إلى حلول عادلة ومستدامة تضع حداً للاستفزازات وتعيد لأبناء المنطقة حقوقهم المسلوبة وشعورهم بالطمأنينة والأمان.
ولم يكتفِ الشيخ المشولي بدعوته للحوار، بل وجه رسالة واضحة وقوية يحذر فيها من مغبة التمادي أو تجاهل هذا النداء، مؤكداً في سياق حديثه: "وليَعلم الجميع أن الوازعية ليست أرضاً رخوة".
وهذه العبارة، التي حملت في طياتها تحذيراً ضمنياً، فُسّرت على أنها رسالة للسلطات بأن صبر أبناء المنطقة له حدود، وأن أي محاولة لفرض الأمر الواقع بالقوة سيقابل برد حاسم.
ووصف الشيخ المشولي رجال القبيلة بأنهم "رجالٌ يشهد لهم التاريخ بأنهم لا يُهانون ولا تُنتزع كرامتهم"، مستخدماً عبارات بلاغية قوية للتعبير عن صلابتهم وتمسكهم بأرضهم وعرضهم.
وقال في وصفهم: "فالرجال فيها إذا عزموا ثبتوا، وإذا وقفوا استقام الميدان كله". ووصل في تشبيهه إلى درجة قائلاً: "لو أرادوا اقتلاع الجبال لاقتلعوها".
ولكنه سرعان ما ختم تصريحاته بنبرة تصالحية وحكمة، مؤكداً أن هذا القوة لم تُستخدم بعد، وأن خيار الحوار هو الخيار الأول والوحيد الذي اختاروه طواعية. وأضاف: "ولكنهم اختاروا طريق الحكمة أولاً، احتراماً للحق وحرصاً على السلم".
يُعتبر هذا البيان أقوى تحدٍ تواجهه الحملة الأمنية منذ بدئها، حيث يضع الكرة في ملعب السلطات الأمنية، ويفرض عليها الاختيار بين التصعيد الذي قد يكون له عواقب وخيمة، أو اللجوء إلى الحوار وتفهم المطالب المحلية لإنهاء الأزمة.
ويؤكد الشيخ المشولي من خلال بيانه أن قبيلته تمتلك القوة الكافية للرد، لكنها تفضل السلم والحلول العادلة، مما يعطي دعوته للانسحاب وزناً أكبر في المشهد السياسي والأمني الراهن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news