علي سالم اليزيدي
لبعض اللقاءات هناك قاعدة متينة تمكنها من البقاء والقوة في وجه الاهتزازات والتقلبات، وتضمن للمصالح أمدًا بعيدًا، ومن خلال اللقاء الذي جرى في البيت الأبيض ما بين الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي ترامب، وماله له من أهمية وما أدركه ترامب من الثقل الاقتصادي السياسي و العربي والإسلامي للملكة العربية السعودية، وهو ما أقام عليه ترامب علاقاته بالملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان. هذه العلاقة التي تشهد نهوضًا ضخمًا منذ بداياتها الأولى التي شهدتها المملكة مع المؤسس الملك عبدالعزيز بن سعود وأمريكا، والتي بينت أن قوة العلاقة واستمرارها لا تبقيها إلا قوة المصالح العميقة والمترابطة وتأثيرها على البلدين والشعبين السعودي والأمريكي.
ما حظيت به زيارة محمد بن سلمان للبيت الأبيض تفوق حد التوقعات التي سبقت الزيارة من حيث وقعها الخاص والعام، وهي تبين القاعدة المتينة التي بنيت عليها المصالح المشتركة بكامل أبعادها السياسية والاقتصادية.
وما تم في البيت الأبيض جعل مفهوم هذا اللقاء نكهة مختلفة من غير ما سبق وما قد يأتي أيضا، إذ ميزت حيثياته ومظاهره قوة الجسور الممتدة ما بين البلدين في ظل كل المنعطفات وأعطت نكهة لما هي فحوى اللقاءات التي تغير ما قبلها وما بعدها أيضا، ومن هذا المنطلق الذي شهدناه وتابعه العالم كله أن البيت الأبيض شهد لقاءً غير مسبوق وفتح ذراعيه بشكل أوسع للأمير محمد بن سلمان وبحفاوة غير ما سبق
عن سابق اللقاءات التي تمت ما بين البلدين، وإعادة طلب محمد بن سلمان رفع العقوبات عن سوريا، ثم ما تلاها من ضخ لحجم الأرقام الكبيرة للاستثمارات السعودية لسوريا وتفضله أي محمد بن سلمان علينا بمبلغ 90 مليون دولار وديعة للبنك المركزي اليمني، وبعدها عاد الثلاثي المرح الرئيس العليمي ورئيس الوزراء سالم بن بريك ومحافظ البنك المركزي المعبقي إلى عدن المنكوبة من مقرهم في الرياض فرحين بالتسعين مليون ومطرودين مؤقتا بسبب زيارة ولي العهد السعودي لواشنطن.
لكن السؤال المحير لماذا لا تنهي السعودية مع أمريكا حرب اليمن؟، ولديها القدرات على إقناع الأطراف بالحلول والضغط حتى على جماعة الحوثي بصنعاء الذي لم يعد لها قوة وقد وصل الوهن بها ومن الضعف في الجسد ما يكفي ويحتاج أن يخرج من أزمته بقدر الإمكان، فقد ضربت موانئه وتعطلت مصالح له ،ولم يعد لديه إلا المكابرة بسبب ضعف الشرعية وارتهانها للرياض وفقدان الإرادة التي انسلخت عنها ولم يعد هناك من يصدقها.
ولكن السؤال هنا، هل فعلا عزف محمد بن سلمان عن طرح مسألة حرب اليمن أمام أمريكا مرات ولا نية لديه في بحث السلام في هذه المنطقة الممزقة، يقول المثل، ( من خرج من داره قل مقداره) وهذا مانحن فيه فقد رمينا بأوراقنا كلها بيد السعوديين وذهبنا الرياض فرحين بالبحث عن انتصار لنا على جماعة الحوثي، ونحن مختلفين ومنشقين ونتآمر على بعض، ولهذا فأن ما قاله ترامب عند استقبال محمد بن سلمان، هو يعمل لمصلحة بلاده، وأنا أعمل لمصلحة بلادي، اختصر فيها الكلام كله، فما الذي فعلناه نحن لمصلحة بلادنا، غير التجول في العواصم وضعف الخطاب السياسي لدينا وهزالة العمل الناجح والحازم. ونحن المسؤولون عن نهضة بلادنا وليس غيرنا، وقال الشاعر المحضار وهو صادق - عزك أوطانك - ونفس ما قال ترامب أنا اعمل لخدمة بلادي، والكلام هنا حول شأن الحرب ووقف الحرب ومعاناة الناس التي فاقت حدود العقل فماذا فعلنا لخدمة بلادنا، ومن يرغب في استمرارها ما بين سكوت محمد بن سلمان و صمت حكام عدن ومن لا يعنيه منهم أو نلومه
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news