تتعرض الهيئات التنظيمية الأوروبية لانتقادات متزايدة للسماح لبث تلفزيوني وإذاعي عبر القمر الصناعي لقناة مرتبطة بشكل وثيق بحركة الحوثيين اليمنية، نفس الجماعة التي شنت هجمات على خطوط الشحن في البحر الأحمر وتنسق بشكل علني مع الحرس الثوري الإيراني، وفق ما ذكره موقع"جاست ذا نيوز".
رغم أن حضور قناة "المسيرة" الإعلامي محدود، إلا أنها تواجه انتقادات واسعة في ظل تصاعد الهجرة الجماعية والمخاوف الأمنية وارتفاع موجة القومية في أوروبا.
يتضمن محتوى القناة تكرار شعار الحوثيين "الموت لأمريكا! الموت لإسرائيل!"، وبث خطابات قيادات الحركة، وتشجيع المقاومة ضد ما تصفه بـ"العدوان الأمريكي والإسرائيلي والسعودي والغربي"، إضافة إلى نشر الخطب الدينية والتعليقات السياسية والتقارير المتعلقة بالشؤون العسكرية والإنسانية في اليمن.
وتخوض حركة الحوثيين، وهي حركة شيعية زيدية، صراعاً مع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والمكونة أساساً من السنة منذ أكثر من 20 عاماً.
ووصف تقرير مراسلون بلا حدود القناة بأنها "المنفذ الإعلامي الرئيسي للحوثيين"، فيما ذكر فريق الخبراء الأممي المعني باليمن أنها "محورية في رسائل التطرف الحوثية".
ومع ذلك، لا تزال القناة تبث إشارة عبر قمر صناعي رئيسي في أوروبا، على الرغم من الانتقادات التي وجهها نواب وبرلمانيون ومنظمات يهودية وخبراء أمنيون.
وقال أنطونيو موليسانو، ناشط إيطالي وعضو سابق في البرلمان الأوروبي، لموقع "جاست ذا نيوز": "لو كررت قناة أوروبية الكثير مما تبثه المسيرة، لتم إغلاقها بسرعة، لكن لأن المحتوى يأتي من خارج الاتحاد الأوروبي، يقتصر النقاش على المسائل الإجرائية فقط".
كما تعرضت القناة لانتقادات داخل اليمن، حيث رأى معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة والسياحة، أن السماح لـ"المسيرة" بالبث يعني أن "أوروبا تخون القيم التي تدعي الدفاع عنها وتصبح شريكاً في نشر الكراهية المتطرفة".
ويرى بعض الداعمين لما يصفونه في وسائل الإعلام الأوروبية بـ"التقييم الحذر" لنشاطات القناة أن الحوثيين لم تُدرج بعد ضمن التنظيمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي، ما يمنح القناة حق الإجراءات القانونية، في حين قامت الولايات المتحدة بتصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية في مارس الماضي.
كما يشير محللون إلى أن مبادئ حرية التعبير في الاتحاد الأوروبي تمتد لتشمل حتى الآراء المتطرفة أو المعادية، وأن حظر القناة قد يعزز جاذبيتها بين الفئات المتشددة، فيما تسهل مراقبة الدعاية المتطرفة عندما تكون علنية ومرئية.
ويؤكد الخبراء أن إزالة "المسيرة" بشكل أحادي من القنوات الأوروبية قد يخلق سابقة لإزالة قنوات أخرى خارج أوروبا، بما في ذلك وسائل الإعلام الروسية المعارضة، والقنوات التي تنتقد النظام الإيراني من الشتات، والقنوات الكردية المناهضة لتركيا، أو القنوات الصينية الداعمة للديمقراطية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news