في ظل الانهيار الاقتصادي… شباب اليمن يحفرون الجبال أملاً في كنز يبدد الفقر
في بلد يعيش نصف سكانه تحت خط الفقر ويواجه شبح المجاعة، لم يعد البحث عن الكنوز مجرد مغامرة أو هواية نادرة، بل تحوّل إلى وسيلة للبقاء وسبيل اضطراري للنجاة. فمع الانهيار المستمر للأوضاع المعيشية وتقلّص فرص العمل، يجد آلاف الشباب اليمنيين أنفسهم أمام مستقبل غامض، يعتمدون فيه على المساعدات، بينما تعجز الحكومة عن دفع الرواتب وتقديم الحد الأدنى من الخدمات.
في قرية
الشط
بمديرية المضاربة ورأس العارة في محافظة لحج، تتجسد هذه المأساة في قصة الشاب عالم حميد، أحد مئات الشباب الذين طحنتهم الأوضاع الاقتصادية وقذفت بهم إلى جبال المنطقة بحثاً عن الأحجار الكريمة. أحلام الوظيفة والاستقرار العائلي تلاشت أمام واقع قاسٍ، ليتحوّل السعي للرزق إلى رحلة شاقة بين الصخور.
ينطلق عالم يومياً في مسح مضنٍ بين الجبال، متنقلاً بين الوديان والمرتفعات، يحمل أدوات بسيطة وأملاً كبيراً. الرحلة التي تبدأ مع أول ضوء وتنتهي عند الغروب، تتطلب تنقيباً داخل الصخور الثقيلة، لكن إصراره لا يتراجع، إذ يقول بثقة:
"لم يعد أمامنا خيار آخر… الوظائف غير موجودة، والحياة الكريمة باتت حلماً بعيداً، وأملي الوحيد أن أعثر على حجر ثمين يغير حياتي."
غير أن طريق البحث عن الثراء المفترض مليء بالخيبات. فالكثير من الأحجار التي تبدو لوهلة قيّمة، يتبيّن لاحقاً أنها بلا قيمة في الأسواق، ما يضطر الشباب للعودة خاليي الوفاض، مثقلين بتعب الرحلة، ليعاودوا المحاولة في اليوم التالي.
ومع ذلك، يبقى الأمل قائماً. فبين الحين والآخر، يحالف الحظ أحدهم ليعثر على حجر كريم يُباع بثمن جيد، يمنحه متنفساً مؤقتاً من براثن الفقر. هذا البصيص من الأمل هو ما يدفع عالم وعشرات الشباب إلى مواصلة رحلتهم اليومية، بحثاً عن رزق قد يكون مدفوناً تحت صخور هذا الوطن المتعب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news