الشاهد برس | صنعاء.
في وقتٍ كانت فيه عمليات زراعة القوقعة حلمًا صعب المنال لآلاف من فاقدي السمع في اليمن، بدأت ملامح قصة نجاح حقيقية تتشكل على أيدي نخبة من المختصين اليمنيين، يقودهم الدكتور عبدالكريم البلعسي، أحد أبرز روّاد هذا المجال في البلاد.
وتجلّى هذا النجاح مؤخرًا في المشاركة الفاعلة للجمهورية اليمنية في مؤتمر آسيا المحيط الهادئ الـ 15 لزراعة القوقعة (APSCI15) في ماليزيا، حيث حضر المؤتمر نخبة من الجراحين والباحثين والخبراء من مختلف دول العالم، وامتد على مدى أسبوع كامل من تبادل الخبرات واستعراض أحدث ما توصلت إليه التقنيات الطبية.
على هامش المؤتمر، قدم الدكتور البلعسي مداخلة لاقت اهتمامًا واسعًا، تحت عنوان:
“رحلة السمع من الصمت إلى الحياة – زراعة القوقعة في اليمن: الآمال والتحديات”،
استعرض الدكتور البلعسي في حديثه واقع الإعاقة السمعية في اليمن، وأسباب انتشارها، والمعاناة الإنسانية التي يعيشها فاقدو السمع من الأطفال والبالغين .. ثم انتقل ليشرح الدوافع التي جعلته وفريقه الطبي يصرون على توطين عمليات زراعة القوقعة داخل اليمن، لتصبح متاحة لشرائح واسعة من فاقدي السمع الذين كانوا يضطرون للسفر خارج البلاد بتكاليف باهظة.
لم تكن المهمة سهلة؛ فالتقنيات المتقدمة تحتاج لتجهيزات ومهارات عالية، غير أن الإرادة والخبرة العلمية كانتا كفيلتين بتحويل التحدي إلى إنجاز. فقد نجح الدكتور البلعسي في إجراء عمليات زراعة قوقعة حققت نسب نجاح لافتة، وأعادت السمع لعديد الأطفال الذين بدأوا أولى خطواتهم في عالم النطق والتواصل، بعدما عاشوا سنوات في عزلة صامتة.
وقد تضمن العرض الذي قدمه الدكتور البلعسي مجموعة من قصص النجاح الملهمة لأطفال استعادوا القدرة على سماع أصوات ذويهم لأول مرة، ما أثار تفاعلًا كبيرًا خلال الندوة، وأبرز الإمكانات المتنامية لليمن في هذا المجال الطبي الدقيق.
ويأتي هذا النشاط ضمن جهود متواصلة لرفع الوعي بأهمية دعم المصابين بفقدان السمع، وتشجيع الجهات الخيرية ورجال الأعمال على تمويل برامج الزراعة، بما يمنح المتضررين فرصة عادلة للاندماج في المجتمع واستثمار قدراتهم.
يُعد الدكتور عبدالكريم البلعسي اليوم من أهم الخبراء اليمنيين في زراعة القوقعة، وقد كرّس خبرته لتمكين فاقدي السمع في اليمن من الحصول على خدمات نوعية تُعيد إليهم نعمة السمع، وتفتح أمامهم آفاقًا جديدة للحياة والتعليم والعمل.
إن قصة توطين زراعة القوقعة في اليمن، تُثبت أن الإصرار والمعرفة يمكن أن يصنعا فارقًا حقيقيًا، وأن اليمن رغم ظروفه قادر على أن يقدّم نماذج نجاح نفتخر بها في المحافل الدولية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news