في تصعيد خطير ومقلق، قامت عناصر من مليشيا الحوثي، باختطاف مدير مدرسة الشيماء في مدينة ريدة بمحافظة عمران. وجاء الاختطاف بعد أن تعرض المدير يحيى الطهيف للاعتداء والطرد من مدرسته على يد أحد أتباع المليشيا، ليتم بعدها اقتحام منزله وضربه واقتياده إلى سجن أمن ريدة، في حادثة تكشف عن مدى التدهور الأمني واستهداف الكادر التعليمي لأسباب عقائدية.
بدأت فصول الجريمة قبل أسبوعين، عندما نشب خلاف بين طالبتين في مدرسة الشيماء للبنات. استدعى مدير المدرسة يحيى الطهيف ولي أمر إحدى الطالبات، وهو إجراء تربوي معتمد.
غير أن ولي الأمر، والذي يُعرف بانتمائه المباشر لمليشيا الحوثي، اعتبر الاستدعاء "إهانة" لمكانته كأحد أتباع الحوثيين.
فما كان منه إلا أن هجم على المدير بصحبة عدد من مرافقيه، وقام بالاعتداء عليه لفظيًا وجسديًا، قبل أن يقوم بطرده بالقوة من المدرسة أمام مشهد من الطلاب والمعلمين.
تصعيد انتقامي واختطاف:
بعد أن رفض المدير الخضوع لهذا الإجراء التعسفي، توجه إلى مكتب التربية والتعليم في محافظة عمران، حيث قدم شكوى رسمية مفصلة حول ما تعرض له.
لكن تقديم الشكوى كان بمثابة "شرارة" لتصعيد أوسع. فبدلاً من محاسبة المعتدي، قررت مليشيا الحوثي الانتقام من المدير.
اقتحمت عناصر تابعة للحوثيين منزل يحيى الطهيف، وقامت بضربه بشكل مبرح أمام أسرته، ثم اختطفته واقتادته إلى إدارة أمن ريدة التابعة لها بالكامل.
كشفت مصادر محلية أن الهدف من الاعتداء هو إزاحة يحيى الطهيف، الذي يُعد من الكوادر المحسوبة على حزب المؤتمر الشعبي العام، واستبداله بشخص موالٍ لمليشيا الحوثي.
وقد تم تبرير الاعتداء عليه بأنه "أهان رجلاً من المسيرة القرآنية"، وهو مصطلح يستخدم لفرض هيمنة أتباع الجماعة ومنحهم حصانة فوق القانون.
ويأتي هذا الحدث ليؤكد على التدهور المستمر في قطاع التعليم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث يتعرض المعلمون والإداريون لضغوط وترهيب مستمر بهدف "أدلجة" المؤسسات التعليمية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news