قال المحلل العسكري العميد الركن محمد عبدالله الكميم إن دفع إيران بالجنرال في الحرس الثوري عبدالرضا شهلائي إلى اليمن لإدارة الملف الأمني والعسكري للحوثيين يمثل إعادة تشكيل للذراع الإيرانية في البلاد، مشيراً إلى أن هذه العودة ليست مجرد تحرك عابر وإنما لحظة مفصلية تكشف حجم الانهيار داخل الميليشيا.
الكميم أوضح في منشور رصده "المشهد اليمني"، أن وجود شهلائي في العاصمة اليمنية يعني أن القرار لم يعد بيد الحوثيين، بل انتقل إلى الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر، لافتاً إلى أن القيادات الحوثية أثبتت عجزها عن إدارة الحرب وضبط الأمن والسيطرة على المجتمع وحتى الحفاظ على وحدتها الداخلية.
وأشار الكميم إلى أن شهلائي ليس مجرد قيادي عادي، بل يُعد العقل الأمني الأخطر والمشرف الأول على بناء وحدات الصواريخ والمسيّرات، وهو الرجل الذي أدار منذ البداية مشروع إيران في اليمن. واعتبر أن عودته العلنية إلى صنعاء تعني أن المشروع الحوثي فشل وأن إيران بدأت مرحلة الحكم المباشر.
المحلل العسكري استعرض أبرز الأسباب وراء إعادة شهلائي إلى اليمن، ومنها:
تراجع قدرة الحوثيين على إدارة الحرب وتدهور كفاءتهم العسكرية
انكشاف ثغرات أمنية كبيرة داخل صنعاء وفشل الأجهزة التابعة للميليشيا
حاجة إيران إلى ذراع بديلة بعد تراجع دور حزب الله وانشغاله داخلياً وإقليمياً
سقوط قيادات حوثية من الصف الأول وتفكك البنية التنظيمية للجماعة
الكميم بيّن أن وجود شهلائي يعني انتقال الملف العسكري والأمني من يد الحوثيين إلى الحرس الثوري مباشرة، مع إشراف إيراني كامل على الجبهات والصواريخ والمسيّرات والخلايا الأمنية، وتحول صنعاء إلى غرفة عمليات إيرانية مفتوحة، مؤكداً أن الحوثيين أصبحوا مجرد أداة فارسية بوجوه يمنية.
واختتم الكميم بالقول إن هذه ليست مجرد عودة قيادي، بل عودة الحاكم الذي لم يغادر أصلاً، لكنها اليوم عودة علنية تعكس دخول اليمن مرحلة جديدة عنوانها سقوط الوكلاء وصعود المشرف الإيراني إلى موقع القيادة المباشرة.
وكانت مصادر متعددة، أكدت أن إيران أعادت القيادي البارز في الحرس الثوري عبد الرضا شهلائي إلى العاصمة صنعاء، بعد أن كان قد استُدعي في وقت مبكر عقب أحداث السابع من أكتوبر، وذلك بهدف الإشراف المباشر على الملف الأمني والعسكري لجماعة الحوثي.
مصادر سياسية يمنية رفيعة أوضحت لـ"الشرق الأوسط"، أن طهران دفعت بثقلها العسكري والأمني بشكل مكثف إلى جانب الحوثيين، في محاولة لتعويض خسائرها في لبنان وسوريا وإعادة ترتيب نفوذها داخل اليمن. وأكدت، أن عودة شهلائي تأتي ضمن مساعي إيران لإعادة الإمساك بالملف الحوثي بقبضة مباشرة.
المصادر ذاتها أشارت إلى أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع حساسة ومخابئ سرية للجماعة، وأسفرت عن مقتل رئيس حكومتها وتسعة من وزرائها ورئيس أركان قواتها وعدد من القادة العسكريين، أحدثت انكشافاً أمنياً غير مسبوق داخل الجماعة، ما أثر على صورتها أمام أنصارها وفي الشارع اليمني بعد سنوات من الادعاء بأنها قوة عصية على الاختراق.
وبحسب التوصيف، يواجه قادة الحوثيين تحديات داخلية حادة، أبرزها تصاعد الصراع بين مراكز النفوذ على السلطة والمال، إلى جانب الاحتقان الشعبي المتزايد نتيجة اتساع رقعة الفقر. هذه العوامل دفعت إيران إلى تسريع إجراءات دعم الجماعة وتحويلها إلى مركز عسكري إقليمي يعوض اختلالات نفوذها في ساحات أخرى.
وتأتي عودة شهلائي، الذي سبق أن رصدت الولايات المتحدة مكافأة تصل إلى 15 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى تحديد موقعه، في سياق إعادة إيران ترتيب البيت الداخلي للجماعة ومنع انفلات مراكز القوى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news