في خطوة استراتيجية نحو ترسيخ مكانة العسل الحضرمي على الخارطة العالمية، دشن محافظ حضرموت الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، اليوم الأربعاء، فعاليات "مهرجان عسل السدر الحضرمي الأول"، بالتزامن مع الافتتاح الرسمي للسوق المركزي للعسل ومركز تنمية صادراته، في مدينة القطن التي تعتبر عاصمة العسل اليمني.
ويأتي هذا الحدث المتزامن ليؤذن ببدء موسم جني وتسويق أجود أنواع عسل السدر، الذي يزين موائد العالم في شهر نوفمبر من كل عام، وليحول مدينة القطن إلى قبلة للتجار والمهتمين والسياح.
منصة حديثة لتعزيز الجودة والتصدير
شهد الحدث تدشين مركز تنمية صادرات العسل، الذي يعد نقلة نوعية في قطاع تجارة العسل بالمنطقة، حيث تم تنفيذه بدعم فني وتمويلي من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، ضمن مشروع "تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن (SIERY)"، بهدف بناء قطاع عسل أكثر مرونة وقدرة على المنافسة.
يقع المركز على مساحة شاسعة تبلغ 3500 متر مربع، ويتميز بتصميمه المعماري الحديث الذي يدمج بين الأصالة والحداثة. ويضم المبنى الرئيسي قاعة مبيعات ضخمة تحتضن 18 محلاً تجارياً و12 كشكاً مفتوحاً، مصممة لتوفير بيئة عرض مهنية للنحالين والتجار. في قلب السوق، تنتشر مساحة مركزية مخصصة للزوار، مزودة بنافورة وجلسات عامة، مما يخلق جواً من التفاعل الاجتماعي والثقافي.
ولضمان أعلى معايير الحفظ والعرض، تم تزويد السوق بنظام تكييف مركزي متكامل، يحافظ على جودة العسل وطعمه الفريد بعيداً عن تأثيرات الطقس.
مختبر متخصص لضمان سمعة "العسل الحضرمي"
في خطوة تاريخية لمكافحة الغش التجاري وحماية المنتج الأصيل، يضم المركز مبنى مستقلاً مجهزاً بأحدث التقنيات، يضم مختبراً متخصصاً لفحص وضبط جودة العسل. ويحتوي المبنى على مكاتب إدارية، وقاعات لاستلام وفحص عينات العسل باستخدام أجهزة دقيقة، إلى جانب مرافق متخصصة للتغليف والتخزين.
يهدف المختبر إلى وضع آلية واضحة لتنظيم عمليات البيع، وإصدار شهادات مطابقة للجودة، مما سيعزز بشكل كبير من مصداقية العسل الحضرمي في الأسواق المحلية والدولية، ويحمي حقوق المستهلك والمنتج على حد سواء.
زخم جماهيري وإقبال غير مسبوق
شهدت ساحات المركز والمهرجان زخماً جماهيرياً لافتاً، وحضوراً حاشداً من المواطنين والزوار والنحالين وبائعي العسل من مختلف مديريات حضرموت، مما يؤكد على المكانة الرمزية لمديرية القطن كعاصمة تاريخية للعسل. وسادت أجواء من الاحتفال والبهجة، مع إقبال كبير على شراء العسل بأنواعه وجودته المتفوقة، فيما حرصت السلطة المحلية على توفير كافة التسهيلات لضمان نجاح الفعالية ودعم المنتج الوطني.
رؤية استراتيجية للتنمية
خلف حفل التدشين، أكد المحافظ مبخوت بن ماضي أن هذا المشروع يمثل ركيزة أساسية في خطط التنمية المحلية، قائلاً: "السوق المركزي للعسل ليس مجرد مكان للبيع، بل هو منصة متكاملة لرفع جودة المنتج، وتوفير بيئة ملائمة ومحفزة للنحالين والمنتجين، بما يسهم في تعزيز تنافسية العسل الحضرمي عالمياً وفتح آفاق جديدة لصادراته".
يأمل المراقبون أن يشكل هذا المشروع الحديث نقطة انطلاق نحو نهضة شاملة لقطاع العسل في اليمن، الذي يعد أحد أهم الموارد الطبيعية والاقتصادية للبلد، ويعكس التراث الثقافي الغني لحضرموت.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news