هزّت جريمة بشعة منطقة المعقبة في محافظة إب، صباح يوم الاثنين، بعدما عثر الأهالي على جثة مواطن يبلغ من العمر نحو الأربعين عاماً، كان يعمل في بيع البطاطا المفور، ملقاة داخل أحد العمائر السكنية وعليها آثار عنيفة تُشير إلى تعرضه للضرب المبرح.
وأفادت مصادر مطلعة بأن الجريمة بدأت تظهر معالمها عندما لاحظ بعض سكان الحي غياب البائع عن موقعه المعتاد الذي يملأه رائحة البطاطا اللذيذة وضحكات طفليه الصغيرتين اللتين كانتا ترافقانه دائماً.
وبعد البحث والتقصي، تم العثور على جثته داخل أحد شقق العمارة الذي كان يقيم فيه بشكل مؤقت.
وكشفت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن الفريق الطبي الذي حضر إلى المكان أكد وجود "آثار كدمات ورضوض عنيفة خلف الرأس"، مما يؤكد أنه تعرض لهجوم مباغت أدى إلى وفاته على الفور، فيما لا تزال التحقيقات جارية لتحديد الأداة المستخدمة في الاعتداء.
بائع يكافح من أجل أطفاله
ما زاد من وقع الجريمة وقعاً على نفوس الأهالي هو الصورة الإنسانية للضحية. فبحسب شهادات الجيران، كان الرجل يعمل بجد وكد لكسب قوت يومه، وكان لا يفارق طفلتيه الصغيرتين اللتين لا تتجاوز إحداهما الخامسة من عمرها، حيث كانتا تجلسان بالقرب منه أثناء عمله، في مشهد يومي كان يلمس قلوب الجميع.
وقال أحد الجيران: "كان رجلاً طيباً وهادئاً، كل همه طفلتاه. كنا نراه كل يوم يبتسم لهما ويعطيههن بعض البطاطا. لا يمكن لأي أحد أن يتصرف بهذه الوحشية مع إنسان مسالم يعمل ليلاً ونهاراً من أجل أسرته".
التحقيقات تجري على قدم وساق
على الفور، وصلت قوات أمنية إلى موقع الحادث، وفرضت طوقاً أمنياً حول المنطقة، فيما بدأت فرق المباحث والتحقيق الجنائي عملها في جمع الأدلة والبصمات، واستجواب السكان والجيران لمعرفة آخر ظهور للضحية وتحديد هوية آخر من التقى به.
من جهتها، أعلنت النيابة العامة في محافظة إب عن بدء تحقيق واسع في الواقعة، وأصدرت أوامرها بنقل الجثة إلى مشرحة المستشفى العام لإجراء التشريح المبدئي، وتحديد السبب الدقيق للوفاة، وتوقيع الكشف الطبي اللازم.
وتبقى الأنظار مركزة على التحقيقات التي يأمل الأهالي من خلالها كشف ملابسات الجريمة الغامضة، وتقديم الجناة إلى العدالة، فيما تسود حالة من الحزن والخوف في أوساط سكان منطقة المعقبة التي لم تعتد على وقوع مثل هذه الجرائم العنيفة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news