كشف تقرير حديث، عن ما أسماها "التحالفات غير المتوقعة" بين الاحتلال الإسرائيلي والإمارات والمجلس الانتقالي الذي تدعمه أبو ظبي.
وقال
التقرير الذي نُشر أمس السبت، في "المركز العربي" وهو منظمة بحثية مقرها الولايات المتحدة،
إن الانتقالي الذي يعد جزءًا من المجلس الرئاسي لا يزال يتبنى أجندة انفصالية"، مضيفًا: رغم الدعم الكبير من الإمارات، يحاول الانتقالي الحصول على اعتراف من الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية الرئيسية.
ولفت التقرير إلى مساعي الانتقالي لـ "الانفتاح على إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل والتعهد بانضمام دولة جنوبية مستقبلية إلى اتفاقيات إبراهيم". ونوّه التقرير إلى تصريحات لرئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي في مقابلة صحفية في سبتمبر 2025 أن المجلس كان "يتقدم نحو الانضمام إلى اتفاقيات ابراهام"؛ قبل اندلاع العدوان على غزة.
واعتبر التقرير أن مساعي الانتقالي لإقامة علاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، مخاطرة بعزله عن جزء كبير من المجتمع اليمني والرأي العام العربي الأوسع. مضيفًا: في أعقاب الإبادة الجماعية المستمرة منذ عامين في غزة والتي أغضبت المنطقة بأسرها، قد يُصبح تواصل الانتقالي مع إسرائيل عبئًا كبيرًا على سعيه نحو الاستقلال.
واستذكر التقرير تصريحات نائب رئيس الانتقالي هاني بن بريك بالترحيب بما تعرف باتفاقيات ابراهام، لافتًا أن ذلك "يشير إلى التوافق المبكر مع أجندة التطبيع الإسرائيلية في أبو ظبي".
وتابع: في عام 2020، مضت الإمارات وإسرائيل قدماً في خططهما لإنشاء منشأة في سقطرى، الأرخبيل اليمني ذو الموقع الاستراتيجي الخاضع للسيطرة الفعلية للمجلس الانتقالي، والذي يُفهم إلى حد كبير أنه وكيل الإمارات.
وكشف التقرير أن طائرات إماراتية نقلت في فبراير 2021 عشرات الضباط والجنود الإسرائيليين إلى سقطرى. وبعد تسعة أشهر، أجرت القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية مناورة بحرية في البحر الأحمر مع البحرين والإمارات وإسرائيل، في أول تعاون عسكري مؤكد علنًا بين شركاء اتفاقيات ابرهام.
وأشار إلى أن الاحتلال ينظر إلى ترسيخ وجوده في سقطرى من خلال التعاون مع الإمارات والانتقالي باعتباره فرصة قيّمة لمراقبة أنشطة إيران عبر بحر العرب وخليج عدن والمحيط الهندي الأوسع.
وأضاف: رغم أن معظم اليمنيين لا يزالون يعارضون بشدة أي وجود إسرائيلي على أراضيهم، إلا أن المجلس الانتقالي برز كأكثر الجهات الفاعلة صداقةً لإسرائيل في اليمن. وقال: بالنسبة للجماعة الانفصالية، فإن التواصل مع إسرائيل هو وسيلةٌ لتعزيز هدفها الأوسع المتمثل في ضمان الشرعية الدولية لدولة جنوب يمن مستقلة في المستقبل.
وتابع: علاقات الانتقالي الخارجية تنطوي على مخاطر سياسية كبيرة في الداخل. ففي جميع أنحاء اليمن، بما في ذلك المحافظات الجنوبية لا يزال التضامن مع فلسطين والعداء تجاه إسرائيل متجذرين بعمق ومشتركين على نطاق واسع بين السكان. وعلى الرغم من التشرذم السياسي في اليمن، لا تزال القضية الفلسطينية واحدة من المشاعر الوطنية القليلة التي توحد.
وقال المركز العربي في واشنطن إنه "بقدر ما استغل الحوثيون (المعروفون أيضًا باسم أنصار الله) موقفهم المناهض لإسرائيل لتعزيز الشرعية، فإن التعاون الأعمق مع تل أبيب قد يؤدي إلى تآكل مصداقية المجلس الانتقالي الجنوبي وإضعاف جاذبيته الشعبية داخل نفس المناطق التي يسعى إلى حكمها كجنوب يمن مستقل.
كما أشار التقرير إلى أن الانتقالي سعى منذ بدء التصعيد في البحر الأحمر عقب العدوان على غزة سعى إلى ترسيخ مكانته كلاعب مهم في الأمن البحري الإقليمي عبر استغلال مخاوف الغرب من تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر، "في إطار جهد مدروس لإظهار انحيازه إلى القوى الغربية القلقة من التهديدات المدعومة من إيران لطرق التجارة العالمية".
وتابع: "من المرجح أن تنظر الإمارات إلى انخراط المجلس الانتقالي مع تل أبيب بإيجابية، معتبرةً إياه فرصةً لتأمين الدعم الأمريكي لحليفها في جنوب اليمن، ولتمديد التطبيع العربي الإسرائيلي في حال استقلال جنوب اليمن.
وكشف التقرير عن تنسيق إماراتي إسرائيلي لتحقيق أهداف عسكرية واضحة في خليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر؛ لافتًا إلى مبادرة بين الطرفين نشرت من خلالها الإمارات بدعم إسرائيلي، منصات استخبارات ومراكز لوجستية وقواعد جوية متقدمة في جميع أنحاء جنوب اليمن، بما في ذلك جزر مثل عبد الكوري وميون وسمحة وزقر .
وتحدث التقرير إلى احتمالات مستقبلية بتزايد الدعم الإسرائيلي للجماعات المدعومة من الإمارات في اليمن، بما في ذلك المجلس الانتقالي وقوات طارق صالح؛ في إطار "المصالح المتقاطعة" لأبوظبي وتل أبيب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news