أخبار وتقارير
(الأول) متابعة خاصة:
كشف التاريخ العسكري عن واحدة من أخطر الحركات التكتيكية الألمانية خلال الحرب العالمية الأولى، حين قرر الجنرال إريش لودندورف شن هجوم ضخم على الجبهة الغربية عام 1918، بهدف إجبار فرنسا على الاستسلام قبل وصول كامل القوات الأمريكية إلى أوروبا.
وبعد توقيع اتفاقية برست ليتوفسك مع روسيا البلشفية في مارس 1918، نقل الألمان عشرات الفرق من الجبهة الشرقية إلى الغربية، لكنها كانت متعبة وجائعة. ومع ذلك، أطلق لودندورف هجومه المسمى بـ"هجوم القيصر" أو هجوم الربيع، عبر ثلاث محاور رئيسية: عملية ميكائيل (Michael) على منطقة السوم، وعملية جورجيت (Georgette) على فلاندر، وعملية بلوتشر يورك (Blücher Yorck) على الأسن وشامباني.
بدأ الهجوم بتحقيق تقدم سريع وخلق ثغرات في صفوف الحلفاء، لكنه كلف الجيش الألماني خسائر فادحة، حيث فقد الألمان نحو 800 ألف جندي بين قتيل وجريح وأسير خلال الأشهر بين مارس ويوليو 1918.
مع بداية صيف 1918، شن الحلفاء هجوماً مضاداً أدى إلى انهيار الجبهة الألمانية وتراجع القوات، وبدأ تمرد الجيش على القيصر فيليهلم الثاني. وفي نوفمبر 1918، اضطرت ألمانيا لقبول شروط الحلفاء وهدنة أنهت الحرب، مع الدخول في مفاوضات حول استسلامها والعقوبات المفروضة عليها.
يظل هجوم القيصر مثالاً صارخاً على المخاطر الناتجة عن التخطيط العسكري الذي يضحي بأعداد ضخمة من الجنود مقابل مكاسب قصيرة الأجل، ومؤشراً على الانهيار الحتمي للجهود التي تتجاهل قدرة الجيوش على التحمل والمعنويات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news