كشفت مصادر متعددة أن إيران أعادت القيادي البارز في الحرس الثوري عبد الرضا شهلائي إلى العاصمة صنعاء، بعد أن كان قد استُدعي في وقت مبكر عقب أحداث السابع من أكتوبر، وذلك بهدف الإشراف المباشر على الملف الأمني والعسكري لجماعة الحوثي.
دوافع العودة
مصادر سياسية يمنية رفيعة أوضحت أن طهران دفعت بثقلها العسكري والأمني بشكل مكثف إلى جانب الحوثيين، في محاولة لتعويض خسائرها في لبنان وسوريا وإعادة ترتيب نفوذها داخل اليمن. وأكدت، بحسب "الشرق الأوسط"، أن عودة شهلائي تأتي ضمن مساعي إيران لإعادة الإمساك بالملف الحوثي بقبضة مباشرة.
انكشاف أمني غير مسبوق
المصادر ذاتها أشارت إلى أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع حساسة ومخابئ سرية للجماعة، وأسفرت عن مقتل رئيس حكومتها وتسعة من وزرائها ورئيس أركان قواتها وعدد من القادة العسكريين، أحدثت انكشافاً أمنياً غير مسبوق داخل الجماعة، ما أثر على صورتها أمام أنصارها وفي الشارع اليمني بعد سنوات من الادعاء بأنها قوة عصية على الاختراق.
تحديات داخلية
وبحسب التوصيف، يواجه قادة الحوثيين تحديات داخلية حادة، أبرزها تصاعد الصراع بين مراكز النفوذ على السلطة والمال، إلى جانب الاحتقان الشعبي المتزايد نتيجة اتساع رقعة الفقر. هذه العوامل دفعت إيران إلى تسريع إجراءات دعم الجماعة وتحويلها إلى مركز عسكري إقليمي يعوض اختلالات نفوذها في ساحات أخرى.
مكافأة أميركية سابقة
عودة شهلائي، الذي سبق أن رصدت الولايات المتحدة مكافأة تصل إلى 15 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى تحديد موقعه، تأتي في سياق إعادة إيران ترتيب البيت الداخلي للجماعة ومنع انفلات مراكز القوى.
سد الفراغ الاستراتيجي
منصة "ديفينس" المعنية بالشؤون العسكرية ذكرت أن إيران قررت إعادة شهلائي إلى اليمن لسد الفراغ الاستراتيجي الذي خلفه مقتل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، والذي كان يوصف بأنه ضابط إيقاع الجماعة في الشأن الخارجي بحكم فهمه للسياقات الإقليمية وصلاته داخل محور إيران.
فقدان المرشد الأبرز
المصادر أكدت أن عبد الملك الحوثي فقد بوفاة نصر الله مرشده الأبرز، الذي كان يلجأ إليه عبر قنوات مباشرة وغير مباشرة للحصول على التوجيهات قبل أن يعود إلى أتباعه بقرارات محسومة، مشيرة إلى أن الحوثي لم يكن يعير اهتماماً جدياً لآراء مستشاريه أو مساعديه، وكان يعتمد بشكل شبه كلي على ما يسمعه من نصر الله.
وتضيف المصادر أن توقف حرب غزة واهتزاز المشهد الإقليمي وضع الحوثي أمام نتائج انخراطه العميق في الصراع الإقليمي دون خبرة كافية، وهو ما دفع إيران إلى الاستعانة بشهلائي لضبط الإيقاع داخل الجماعة وإعادة ترتيب صفوفها بما يضمن ترسيخها كمركز نفوذ أول لإيران في اليمن.
عودة شهلائي إلى صنعاء تعكس توجه إيران نحو تعزيز حضورها المباشر في اليمن، في وقت تواجه فيه الجماعة الحوثية تحديات أمنية وسياسية داخلية غير مسبوقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news