فرحة كبيرة وسعادة غامرة وشعور هائل بالفرح والسرور والتفاؤل سادت كل طوائف الشعب اليمني العظيم، عندما انخفضت قيمة العملات الأجنبية أمام الريال اليمني ورافق ذلك أيضًا انخفاض في أسعار المواد الغذائية إلى الحد المعقول، واتبع ذلك إصدار حزمة من القرارات الحاسمة من قبل رئيس مجلس الوزراء " سالم بن بريك " الهدف منها إجراء إصلاحات شاملة لتصحيح الوضع الاقتصادي في اليمن وتخفيف الأعباء والمعاناة الرهيبة التي يتجرعها كل أطياف الشعب اليمني، وهو ما جعل الجميع يشعرون بالأمل بأن القادم أفضل وأن حلم اليمنيين في حياة مستقرة ومزدهرة أصبح ممكنا وفي متناول اليد.
لكن يا فرحة ما تمت، وكان أكثر شيء أثار غضب اليمنيين هو أن المجتمع الإقليمي والدولي، والدول التي تدعم وتساند الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، رحبت بتلك القرارات ووعدت بالدعم وتقديم كل شيء في سبيل تحقيق تلك الإصلاحات التي من شأنها توفير كل متطلبات العيش والحياة الكريمة التي يحلم بها كل يمني، لكن جاءت الطامة التي أفسدت كل شيء من قبل قيادات وأحزاب يمنية وضعت كل العراقيل للحيلولة دون تنفيذ تلك الإصلاحات وجعل تطبيقها على أرض الواقع من عاشر المستحيلات، والسبب هو ان كل يغني على ليلاه، أو كما يقول المثل الشعبي اليمني الحكيم " إذا كثر الطباخون فسد الطعام".
لذلك أضم صوتي إلى صوت النائب محمد مقبل الحميري في مقترحه ليكون هناك شخصية واحدة فقط لتولي دفة الحكم في اليمن، سواء كانت هذه الشخصية هو الرئيس رشاد العليمي أو أي شخصية يتم التوافق عليها من قبل الجميع، وهذا سيحقق أمرين.. الأول أن الجميع سيعرفون من هو الذي يقود الشرعية وبالتالي يمكن محاسبته ومعاقبته على كل شاردة وواردة، والأمر الثاني هو انتهاء هذه المهزلة التي جعلت من الشرعية بشكل خاص ومن اليمن بشكل عام أضحوكة في كل أرجاء العالم، إذ لم يسبق في تاريخ البشرية كلها لا قديما ولا حديثا أن كان لدولة واحدة ثمانية رؤساء.
أمر اخر لا يقل أهمية سيتحقق في حال تولي شخص واحد المسؤولية الكاملة عن اليمن، وهو أن الاتهامات المتبادلة بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي سوف تتوقف نهائيا، فعلى سبيل المثال حين تتعثر مشاريع المجلس الانتقالي الجنوبي فإنه يسارع باتهام الشرعية أو الرئيس العليمي على وجه التحديد، وهو أمر غير منطقي، فالانتقالي طرف رئيسي في تولي القيادة وعيدروس الزبيدي ركن أساسي من أركان الحكومة، لكن لو كان هناك شخصية واحدة هي من تتولى دفة القيادة في الحكومة الشرعية، فعندها يمكن محاسبته على كل شاردة وواردة، وقناعتي الشخصية أنه لن يتحقق أي نجاح للحكومة الشرعية الا بحسن النوايا، وأن يكون كل طرف مساندا وداعما للطرف الآخر، أما التربص وتصيد الأخطاء فلن تجعلنا نحقق أي تقدم.
فالحكومات في كل دول العالم تشبه فريق كرة القدم، والجميع يساند بعضهم البعض حتى يتم تحقيق الهدف المنشود، ويخرج الفريق منتصرا، وهذا أمر ينبغي أن تدركه كافة القيادات العليا اليمنية، فالنجاح ووقف المعاناة لن يحسب للعليمي أو لأية شخصية ستقود السفينة اليمنية إلى بر الأمان، بل سيحسب للجميع وسيسجل التاريخ اسماء كل القيادات اليمنية التي أخرجت اليمنيين من ضنك العيش إلى الحياة الكريمة بأسطر من ذهب وسيخلد ذكراهم إلى الأبد ونسأل الله التوفيق والنجاح لكل القيادات اليمنية لإخراج شعبهم من هذه الحفرة المظلمة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news