أكدت بلدية غزة، اليوم السبت، أن الأوضاع الإنسانية في القطاع تزداد سوءاً مع اشتداد المنخفض الجوي الذي ضرب المنطقة منذ يوم الجمعة، مشيرة إلى أن خيام النازحين تعرضت لفيضانات واسعة وأن شبكات تصريف الأمطار المدمرة تسببت بتسرب المياه العادمة إلى المنازل ومراكز الإيواء.
بلدية غزة: دعوة لتدخل عاجل
البلدية أوضحت أن المياه العادمة والنفايات اجتاحت مناطق سكنية ومراكز إيواء، مطالبة بتدخل دولي فوري لمعالجة الوضع وإغاثة النازحين. وأضافت أن لديها خططاً لمواجهة المنخفضات الجوية ومساعدة السكان، لكنها تفتقر إلى المعدات اللازمة بسبب الدمار الذي خلفه الاحتلال.
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة كان قد حذر أمس الجمعة من تفاقم الأزمة الإنسانية مع دخول فصل الشتاء، مؤكداً أن معاناة نحو مليون ونصف مليون نازح تتصاعد بشكل خطير في ظل غياب مقومات الحياة الأساسية. وأوضح أن المعاناة لم تتوقف رغم اتفاق وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي تنصل من التزاماته المتعلقة بإدخال المساعدات والمواد الضرورية، ما فاقم أوضاع الأسر النازحة في المخيمات ومراكز الإيواء.
تأثيرات المنخفض الجوي
الأراضي الفلسطينية تتعرض منذ يوم الجمعة لمنخفض جوي مصحوب بكتلة باردة وأمطار غزيرة ورياح قوية، ما أدى إلى غرق مساحات واسعة من مخيمات النزوح. وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، يعيش نحو 1.5 مليون نازح في ظروف مأساوية نتيجة نقص شديد في مقومات الحياة واستمرار القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات والخدمات الحيوية.
وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) حذرت السبت من تفاقم الكارثة الإنسانية مع اشتداد المنخفض، مؤكدة أن الأمطار الغزيرة زادت من معاناة النازحين الذين لجأوا إلى خيام مؤقتة متهالكة. وأوضحت أن الحاجة ماسة إلى إمدادات المأوى، مشيرة إلى أن هذه الإمدادات متوفرة لديها لكنها تنتظر السماح الإسرائيلي لإدخالها وتوزيعها.
هشاشة الخيام
معظم النازحين يعتمدون على خيام تالفة لم تصمد أمام الطقس العاصف. المكتب الحكومي كان قد قدر في نهاية سبتمبر الماضي أن 93% من خيام القطاع لم تعد صالحة للسكن، أي ما يعادل 125 ألف خيمة من أصل 135 ألفاً، بعدما تضررت بفعل القصف الإسرائيلي المباشر وغير المباشر أو نتيجة العوامل الطبيعية خلال عامين من الحرب.
النازحون يجدون أنفسهم بلا بدائل حقيقية للإيواء، خاصة بعد أن دمر الاحتلال الإسرائيلي خلال العامين الماضيين نحو 90% من البنى التحتية المدنية في القطاع، بخسائر أولية قدرت بحوالي 70 مليار دولار. ورغم الحاجة الملحة، يواصل الاحتلال رفض إدخال بدائل الإيواء، متجاهلاً التزامات منصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي.
منذ 7 أكتوبر 2023، ارتكبت قوات الاحتلال، بدعم أميركي وغربي، عمليات إبادة جماعية في قطاع غزة شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير والاعتقال، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وأسفرت هذه الجرائم عن أكثر من 239 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، فضلاً عن مجاعة أودت بحياة كثيرين، ودمار شامل محا معظم مدن ومناطق القطاع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news