شهدت العاصمة المؤقتة عدن، منذ صباح اليوم السبت، انتشاراً أمنياً ولائحياً مكثفاً عند المداخل والمخارج الرئيسية لمديرياتها المختلفة، في خطوة يبدو أنها جزء من حملة منظمة لفرض القانون وضبط المخالفات المرورية التي انتشرت بشكل لافت خلال الفترة الماضية.
وأفاد شهود عيان من المواطنين لمراسلنا، بأن أطقماً من رجال الشرطة والمرور، مدعومة بقوات أمنية مسلحة، قد تمركزت في النقاط الاستراتيجية على الطرقات الرابطة بين المديريات، مثل مديريات كريتر، التواهي، وخور مكسر.
وبحسب المشاهدات، فإن القوات الأمنية تقوم بإيقاف السيارات بشكل دوري ودقيق، مع التركيز بشكل أساسي على المركبات التي لا تحمل أرقاماً تسجيلية (لوحات معدنية)، أو التي تحمل لوحات تعريفية غير نظامية أو مخالفة للشكل الموحد، فضلاً عن السيارات التي تظهر عليها علامات التعديل المخالف أو التي تسير بسرعة مفرطة.
أهداف الحملة وسياقها
تأتي هذه الإجراءات المشددة في سياق حملة أمنية واسعة أطلقتها السلطات المحلية في عدن مؤخراً، بهدف استعادة هيبة الدولة والنظام العام. وتسعى الحملة، بحسب مراقبين، إلى الحد من الظواهر السلبية التي شكلت مصدر قلق للمواطنين، مثل القيادة المتهورة، واستخدام المركبات غير المسجلة في أنشطة إجرامية، والتسبب في حوادث السير المأساوية.
وتهدف السلطات من خلال هذه الحملة إلى فرض الانضباط، وضمان أن تكون جميع المركبات على الطرق مسجلة وموثقة، مما يسهل عملية متابعتها ومساءلة أصحابها في حال وقوع أي مخالفات.
ردود فعل شعبية متباينة
أثارت الحملة الأمنية ردود فعل متباينة بين أوساط المواطنين. ففي حين عبر البعض عن ارتياحهم التام لهذه الخطوة، مؤكدين أنها ستساهم في زيادة الشعور بالأمان وتقليل الفوضى المرورية، أبدى آخرون قلقهم من احتمالية حدوث اختناقات مرورية خانقة، خاصة في ساعات الذروة الصباحية والمسائية.
وقال المواطن "عبدالله الحميدي" وهو صاحب سيارة أجرة: "هذه الإجراءات ضرورية جداً، فالطريق كانت أصبحت كارثية بفعل السيارات التي لا يعرف أحد مالكها أو مصدرها. نأمل أن تستمر هذه الحملة وأن لا تكون مجرد عمل مؤقت".
من جانبه، أعرب الطالب "خالد سالم" عن قلقه قائلاً: "نحن نرحب بفرض النظام، لكننا نخشى من تكرر سيناريو الازدحام المروري الذي يؤخرنا عن أعمالنا ودراستنا. نأمن من القوات الأمنية أن تدير العملية بكفاءة لتجنب هذا الأمر".
المستقبل والتوقعات
من المتوقع أن تستمر هذه الحملة الأمنية والمرورية في الفترة القادمة، حيث أشارت مصادر مسؤولة إلى أن الهدف هو الوصول إلى حالة من الانضباط الدائم وليس مجرد إجراءات وقتية. وستكون عين السكان والمتابعين على مدى نجاح هذه الجهود في تحقيق الأهداف المنشودة بتعزيز الأمن والنظام في شوارع العاصمة الجنوبية، وضمان سالكيتها لجميع المواطنين دون استثناء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news