استهل الكاتب والمحلل العسكري، العميد خالد النسي، تصريحاته بسخرية واضحة من الأنباء التي تداولتها بعض الجهات حول قيام دولة الإمارات باعتقال الناشط الإخواني عادل الحسني في مطار نيودلهي بالهند، مؤكداً على أن هذه الرواية تتجاهل حقيقة جوهرية تتعلق بسيادة الدولة الهندية واستقلالية قرارها.
وقال النسي، في تدوينة نشرها على منصة "إكس" وتلقت اهتماماً واسعاً، إنه "من المضحك أن يعتقد أحد أن دولة كبرى كالهند، التي تتمتع بسيادة كاملة وقوة اقتصادية وعسكرية، تسمح لدولة أخرى بالعمل على أراضيها وتنفيذ عمليات قبض بهذا الشكل". وأضاف بلهجة واثقة: "يقولون إن دولة الإمارات قبضت على عادل الحسني في مطار نيودلهي وتناسوا أن الهند من الدول الكبرى ولها سيادتها ولن تسمح لأحد بالمساس بها".
ملف إرهابي وتحرك دولي محتمل
ولم يكتفِ النسي بالدفاع عن سيادة الهند، بل انتقل لتوضيح طبيعة القضية المحيطة بالحسني، مشيراً إلى أن ملفه "شائك ومرتبط بالإرهاب الذي ضر بمصالح كثير من الدول". وأوضح أن "مشكلته ليست مع الإمارات وحدها، بل هي قضية تهم عددًا كبيراً من الدول التي تضررت من أنشطته".
وتوقع المحلل العسكري، في حال تم القبض على الحسني، أن يتم ذلك "عبر الإنتربول الدولي وبطلب من كثير من الدول العربية وغير العربية"، مؤكداً أنه في هذه الحالة "سيحظى بكل حقوقه القانونية المكفولة دولياً، على عكس الصورة التي يحاول أنصاره تقديمها".
توحد خطاب الإخوان والحوثيين
وأبرز النسي نقطة لافتة في الأزمة، وهي ما وصفه بـ "توحد خطاب الإخوان والحوثي" في الدفاع عن عادل الحسني. ورأى في هذا التوحد دليلاً قاطعاً على "وجود الكثير من القواسم المشتركة التي تجمع الجماعات الإرهابية المتطرفة حتى لو اختلفت مسمياتها وأماكن وجودها، مثل جماعة الإخوان والحوثيين في اليمن".
مفارقة الدفاع عن الحريات
وختم النسي تحليله بمفارقة كاشفة، واصفاً الأمر بأنه "من المفارقات أن يطالب الحوثيون بالحرية لعادل الحسني وهم من اعتقل عشرات الآلاف من الأبرياء منهم النساء والأطفال، ومازالت سجونهم تعج بالأبرياء حتى اليوم".
ولم يقتصر نقده على الحوثيين فقط، بل شمل جماعة الإخوان، قائلاً: "وكذلك يفعل الإخوان في مناطق سيطرتهم في مأرب وتعز ووادي حضرموت"، في إشارة إلى ما وصفه بممارسات قمعية مشابهة تمارسها الجماعة في المناطق التي تسيطر عليها في اليمن.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه التكهنات حول مصير الناشط عادل الحسني، فيما يبدو أن القضية قد تحولت إلى ساحة جديدة لصراع الخطابات بين الدول العربية والجماعات التي تصفها بالإرهابية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news