تشهد العاصمة صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي موجة ارتفاعات جديدة في أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية، في ما وصفه مواطنون بـجرعة سعرية ثانية، بعد أسابيع قليلة من جرعة سعرية تزامنت مع أزمة اختفاء السكر، دون صدور أي توضيح رسمي من الجهات التابعة للسلطة الانقلابية حول أسباب هذه القفزة المفاجئة، التي تنعكس بشكل مباشر على حياة الناس ومعيشتهم اليومية الصعبة.
زيادات متتالية في أسعار السلع الأساسية
بحسب تجار وسكان محليين، ارتفعت أسعار الجملة لعدد كبير من المنتجات الأساسية بشكل غير مسبوق، حيث قفز سعر كيس السكر (10 كجم) من 4000 إلى 4500 ريال، وزيت الفخامة (5 لترات) من 4800 إلى 5700 ريال، فيما ارتفع دقيق "أبو 25 كجم" من 6200 إلى 6850 ريال. كما سجل الحليب المجفف زيادة من 38000 إلى 42000 ريال، والجبن (تنك) من 26000 إلى 28700 ريال، بينما ارتفع كرتون تونة "غويزي" من 38000 إلى 43500 ريال، وتونة "الريان الكبير" من 28000 إلى أكثر من 34000 ريال، و"الريان الصغير" من 22500 إلى 26500 ريال. ووصل سعر البيض إلى 20000 ريال، فيما سجلت الطماطم 15000 ريال للسلة، مع ارتفاع أسعار معظم الخضروات.
سخط شعبي متصاعد
يقول التاجر "محمد.ق "، وهو صاحب محل مواد غذائية في أحد أحياء مديرية شعوب في صنعاء، لـ"المشهد اليمني": "نحن كتجار نواجه غضب الناس يومياً، الأسعار ترتفع فجأة دون أي مبرر، والسلطات الحوثية لا تقدم أي تفسير أو حلول، فقط تتركنا نواجه الزبائن الذين لم يعد بإمكانهم الشراء كما في السابق".
أما المواطن "عبدالله. ح"، وهو موظف حكومي متقاعد، من أبناء مدينة إب، فيعلق متحدثا لـ"المشهد اليمني"، بغضب: "أكلوا رواتبنا ولا نستطيع توفير أبسط احتياجات البيت، كل يوم نسمع عن جرعة جديدة، ولا أحد يشرح لنا لماذا. من يسمون أنفسهم مسيرة قرآنية مرتاحين مع عيالهم ويدخلونا من حرب إلى حرب ونحن ندفع الثمن من قوت أولادنا".
من جانبه، يشير الشاب "أكرم، ن"، وهو عامل يومي، من أبناء محافظة ذمار، إلى أن الوضع أصبح لا يُحتمل: "حتى البيض والطماطم لم تعد في متناولنا، الأسعار نار، والحوثيون يتجاهلون معاناة الناس. لم يعد لدينا خيار سوى تقليل وجبات الطعام، ومن طالب بحقه في العيش ولقمة أولاده، فالتهمة جاهزة "عميل، خاين، جاسوس، مع العدوان، ضد فلسطين".
غياب التوضيح الرسمي
تأتي هذه الزيادات في ظل غياب أي إعلان رسمي من سلطات الحوثيين عن فرض جرعة جديدة، ما يعزز مخاوف المواطنين من استمرار موجة الغلاء التي تضرب الأسواق بلا توقف، وسط صمت الجهات المعنية وعدم تقديم أي حلول أو معالجات للأزمة.
اختفاء السكر في صنعاء: الحوثيون يوقفون ”سكر السعيد” والتجار يحذرون من بديل إيراني (تقرير خاص)
وتستمر موجة الغلاء في صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين بالضغط على حياة المواطنين، فيما يشكّل غياب الشفافية والتوضيح الرسمي، إلى جانب تفاقم الفساد والجبايات المفروضة بمسميات مختلفة، إضافة إلى القمع الحوثي الممارس ضد المنتقدين للأوضاع المعيشية، عوامل تزيد من حالة السخط الشعبي وتضاعف المخاوف من استمرار ارتفاع الأسعار خلال الفترة المقبلة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news