مصادر تكشف ما جرى داخل مقر الصليب الأحمر بعد اقتحامه من قبل الحوثيين في صنعاء

كشفت مصادر مطلعة عن معطيات جديدة بشأن اقتحام مليشيا الحوثي مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في شارع بغداد وسط العاصمة صنعاء، في تطور وُصف بأنه الأخطر منذ بدء عمل المنظمة في اليمن قبل أكثر من ستين عاماً، نظراً لحساسية الملفات التي تشرف عليها.

ووفقاً لما نقله الصحفي فارس الحميري عن المصادر، فقد داهمت عناصر المليشيا المقر صباح الأربعاء بأعداد كبيرة وبشكل مباغت أثناء وجود الموظفين الأجانب والمحليين، وذلك بتسهيل من ضابط أمن المقر المدعو حسن المؤيد. وخلال المداهمة، احتُجز جميع الموظفين لساعات، وخضع عدد منهم لتحقيقات مكثفة، بينهم خمسة من العاملين اليمنيين في قسم تقنية المعلومات.

وأفادت المصادر أن مليشيا الحوثي نفّذت عملية تفتيش واسعة شملت المكاتب والأجهزة والهواتف، وصادرت معدات رقمية بالغة الأهمية، منها أنظمة الربط الشبكي الداخلية والخارجية، ومكونات رقمية حساسة، إضافة إلى السيرفرات التي تضم قواعد بيانات للمستفيدين والعاملين والمحتجزين، بما في ذلك سجلات طبية وملفات سرية.

وفي بيان مقتضب، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن جميع موظفيها بخير، وأن السلطات في صنعاء أجرت تفتيشاً لمبنى البعثة بتاريخ 12 نوفمبر الجاري، مشيرة إلى أنها تواصل الحوار مع تلك السلطات لضمان حماية بياناتها واستمرار عملها الإنساني في البلاد.

كما أكدت المصادر أن الاقتحام الحوثي انعكس مباشرة على سير العمليات الإنسانية، حيث جرى إلغاء رحلة جوية مخصصة لنقل مستلزمات طبية عاجلة إلى صنعاء، وذلك بعد يومين فقط من إعلان المنظمة وصول أكثر من 35 طناً من المعدات الطبية لدعم المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية في مختلف المحافظات اليمنية.