في تطور دراماتيقي يزيد من تعقيد المشهد الأمني المضطرب في محافظة تعز، أُعلن عن وفاة مجاهد الشعيبي، المرافق الشخصي للقائد العسكري حمود سعيد المخلافي، داخل سجن الأمن السياسي بالمحافظة ظهر اليوم الخميس. وتتناقض الروايات حول أسباب الوفاة بين نسخة رسمية تزعم أنه أقدم على الانتحار، وأخرى لنشطاء وحقوقيين تؤكد أنه تعرض لعملية تصفية جسدية لإسكاته.
وبحسب مصادر خاصة مطلعة تحدثت لوسائل إعلام محلية، فإن مجاهد الشعيبي، الذي كان موقوفاً رهن التحقيق، وجد ميتاً داخل زنزانته. وأضافت المصادر أن السلطات الأمنية في السجن روّجت لرواية تقول إن الشعيبي أقدم على إنهاء حياته شنقاً.
وكان الشعيبي يُعتبر أحد المتهمين الرئيسيين في عملية اغتيال الضابط عبدالله النقيب، الذي كان يقود حملة أمنية في المحافظة وشغل سابقاً منصب مدير أمن مديرية التعزية، قبل عدة أشهر في ظروف غامضة أيضاً.
الشعيبي.. "الصندوق الأسود" وعضو "شبكة السلخانة":
تكتسب شخصية مجاهد الشعيبي أهمية كبيرة في الملفات الأمنية العالقة بتعز، حيث كان يُلقب بـ "الصندوق الأسود" لحمود المخلافي. وهذا اللقب يشير إلى معرفته الدقيقة بتفاصيل العمليات الأمنية والصراعات المسلحة، وأسراراً قد لا تُكشف إلا من خلاله، مما يجعله رقماً صعباً في معادلات الاعتقال والتحقيق.
إلى جانب ذلك، تتهمه مصادر أمنية وحقوقية بأنه كان عضواً بارزاً في ما يُعرف بـ "شبكة السلخانة"، وهي شبكة اتهمت بالقيام بعمليات اختطاف وابتزاز وقتل بحق مدنيين وناشطين ومقاولين في محافظة تعز، مما يجعله حاملاً لأسرار جرائم كثيرة قد تورط شخصيات بارزة.
شكوك وتكذيب من النشطاء:
على الفور، سارع ناشطون ووسائل إعلام محلية في تعز إلى تكذيب رواية الانتحار بشكل قاطع، واصفين إياها بأنها "مسرحية هشة". وأكدوا أن الوفاة جاءت نتيجة "عملية تصفية جسدية" متعمدة تم التخطيط لها بعناية.
ويرى هؤلاء النشطاء أن تصفية الشعيبي تأتي في إطار إسكات "الصندوق الأسود" وطي صفحات مهمة من ملفات الفساد والجرائم التي قد تورط قيادات أمنية وعسكرية بارزة، لا سيما وأنه كان المقرّب الأول من حمود المخلافي.
تداعيات ومطالبات بالتحقيق:
تثير هذه الحادثة جدلاً واسعاً وتساؤلات خطيرة حول مصير العدالة وسيادة القانون في محافظة تعز، التي تعاني من فراغ أمني وتناحر مستمر بين الفصائل المسلحة. ويطالب مراقبون وحققيون بإجراء تحقيق شفاف ومحايد من قبل جهات مستقلة لكشف ملابسات الوفاة الحقيقية، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة، سواء كانت عملية انتحار كما تدعي السلطات، أو جريمة قتل متعمدة كما يجزم النشطاء، لمنع إفلات القتلة من العقاب ووضع حد لظاهرة الإفلات من العقاب التي تسود المحافظة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news