في خطوة تهدف إلى تخفيف المعاناة الإنسانية المتفاقمة في إحدى أكثر المحافظات اليمنية تضرراً، أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، عن تمويل حزمة من المشاريع المائية الحيوية والاستراتيجية في محافظة تعز. تأتي هذه المبادرة في إطار الدعم المستمر الذي تقدمه المملكة العربية السعودية لأشقائها في اليمن لمواجهة التحديات الإنسانية والتنموية.
تفاصيل المشروعات الحيوية
شملت الحزمة المالية الجديدة، التي أثارت ارتياحاً كبيراً بين سكان المحافظة، محورين رئيسيين:
حفر آبار جديدة:
تمويل حفر ثلاث آبار ارتوازية جديدة في مناطق ذات كثافة سكانية عالية وتعاني من شح شديد في مصادر المياه الصالحة للشرب.
تأهيل آبار قديمة:
إعادة تأهيل وتشغيل ثلاث آبار أخرى كانت خارج الخدمة بسبب تلف أنظمة الضخ أو ارتفاع تكاليف التشغيل.
وما يميز هذه المشاريع هو الاعتماد الكامل على
منظومات الطاقة الشمسية المتكاملة
لتشغيل مضخات المياه. هذا النهج لا يضمن استدامة توفير المياه فقط، بل يقلل بشكل كبير من التكاليف التشغيلية والصيانة، ويوفر حلاً بيئياً نظيفاً يتجاوز تحديات انقطاع الوقود وارتفاع أسعاره الذي تشهده البلاد. ومن المتوقع أن تسهم هذه الآبار الست في توفير مياه نظيفة لعشرات الآلاف من الأسر، مما يحسن من أوضاعهم الصحية والمعيشية ويسهم في الحد من انتشار الأمراض المرتبطة بنقص المياه.
صدى إيجابي وشكر جماهيري
ولقد لاقت هذه المبادرة الإنسانية صدى إيجابياً واسعاً في أوساط أبناء محافظة تعز، حيث عبر عدد من الناشطين والمواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمجالس المحلية عن خالص شكرهم وامتنانهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
وأكدوا أن هذه الجهود تعكس الدور المحوري والتاريخي للمملكة في دعم الشعب اليمني في مختلف الظروف، مشيدين بالسرعة والكفاءة التي تتعامل بها جهود الإغاثة السعودية مع الاحتياجات الملحة على الأرض.
دعوة للرقابة وتحذير من "الوايتات"
وعلى الرغم من الترحيب الشعبي الكبير، وجّه نشطون ووسائل إعلام محلية في تعز دعوة ملحة إلى السلطة المحلية والمجالس المحلية المعنية، مطالبين إياها بتحمل مسؤولياتها كاملة في الإشراف والرقابة على سير العمل في هذه المشاريع الحيوية.
وحذروا من تكرار تجارب سابقة شابتها شبهات الفساد وسوء الإدارة، في إشارة واضحة إلى ما عرف إعلامياً بـ
"سيناريو الوايتات"
، حيث تم توجيه بعض المساعدات والمعدات والمركبات التي وصلت للمحافظة لخدمة جهات نافذة ومسؤولين بدلاً من تخصيصها للمواطنين المستحقين والقطاعات الخدمية التي تئن تحت وطأة الحرب.
وشدد الناشطون على ضرورة أن تتم إدارة هذه المشاريع الجديدة بآليات من الشفافية والمساءلة تضمن وصول المياه النظيفة إلى كل بيت دون محاباة أو استثناء، وأن تكون هذه المشاريع نموذجاً يحتذى في كيفية استثمار الدعم الإنساني لتحقيق التنمية المستدامة.
ويأتي هذا التدخل السعودي في وقت تشتد فيه الحاجة إلى حلول جذرية لأزمة المياه في تعز، والتي تعتبر من أكثر الملفات تعقيداً بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية وارتفاع تكاليف التشغيل، مما يجعل مبادرة مركز الملك سلمان شريان حياة لأعداد لا تحصى من السكان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news