يمن إيكو|تقرير:
أكد خبراء في قطاع الشحن البحري أن هشاشة وقف إطلاق النار في غزة لا تزال تؤثر على إمكانية عودة شركات الشحن المرتبطة بإسرائيل إلى البحر الأحمر، بالإضافة إلى المخاوف من انخفاض أسعار الشحن، في وقت الذي تقوم شركات أخرى بإعادة خطوطها تدريجياً إلى المنطقة.
ونشرت وكالة “بلومبرغ” اليوم الأربعاء، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، ذكرت فيه أن “الحوثيين أشاروا إلى أنهم سيوقفون هجماتهم البحرية طالما استمر وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس”، في إشارة إلى رسالة رئيس أركان قوات صنعاء يوسف المداني، التي وجهها هذا الأسبوع إلى كتائب القسام والتي جاء فيها: “إننا نراقب التطورات عن كثب ونعلن أنه إذا استأنف العدو عدوانه على غزة، فسنعود لعملياتنا العسكرية في عمق الكيان الصهيوني، وسنعيد حظر الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي”.
ولكن بحسب الوكالة فإن العديد من شركات الشحن الكبرى لا تزال مترددة في العودة.
ونقلت الوكالة عن بيتر ساند، كبير المحللين في شركة (زينيتا) قوله: “إن قدرة شركات النقل البحري على تحمل المخاطر تتفاوت، وقد شهدنا بعض الشركات تختبر الوضع بشكل متقطع”، مشيراً إلى أن شركة (سي إم إيه سي جي إم) الفرنسية أرسلت سفينتين كبيرتين شرقاً عبر قناة السويس هذا الشهر.
وأضاف: “قد تبدأ حركة النقل في الارتفاع إذا كان هناك انخفاض ملحوظ في المخاطر، ولكن من غير المرجح أن نشهد عودة وشيكة إلى مستويات عام ٢٠٢٣”.
ونقلت الوكالة عن الشركة الفرنسية قولها إنها “لا تخطط لاستئناف عبور قناة السويس على نطاق واسع في الأمد القريب إلا أذا حدث تغيير أمني يسمح بذلك”.
ومع ذلك فقد أكدت مجلة “لويدز ليست” البريطانية، هذا الأسبوع، أن الشركة الفرنسية تواصل إرسال المزيد من السفن عبر البحر الأحمر، علماً بأنها لم تتوقف عن الإبحار عبره بشكل كامل خلال الحرب.
أما شركتا (إم إس سي) و(ميرسك) وهما من أبرز الشركات التي كانت خاضعة لعقوبات قوات صنعاء بسبب علاقاتهما الوثيقة بإسرائيل، فأكدتا أنهما ستواصلان الإبحار حول رأس الرجاء الصالح، حسب ما نقلت بلومبرغ.
ونقلت بلومبرغ عن جاكوب لارسن، كبير مسؤولي السلامة والأمن في مجموعة (بيمكو)، قوله: “إن وقف إطلاق النار في غزة لا يزال هشاً، وإذا انهار، فمن المُرجَّح أن نشهد حملةً مُتجدّدةً ضدّ السفن المُرتبطة بإسرائيل. ومع ذلك، إذا صمد وقف إطلاق النار واستقرّ، فنتوقع عودةً تدريجيّةً إلى مسارات البحر الأحمر”.
وفي منشور على منصة (لينكد إن) رصده موقع “يمن إيكو”، اليوم الأربعاء، اعتبر لارس جينسن، الرئيس التنفيذي لشركة استشارات الشحن (فيسبوتشي ماريتايم) أن ما جاء في رسالة رئيس أركان قوات صنعاء ليس إعلاناً صريحاً عن نهاية الهجمات، لافتاً إلى أن “الحوثيين صرحوا بأنهم سيعيدون فرض حظر على الشحن الإسرائيلي إذا استأنفت إسرائيل هجماتها على غزة”.
وأضاف: “لقد التزم الحوثيون بوقف إطلاق النار لمدة شهرين من يناير إلى مارس 2025 أثناء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وعندما استؤنفت الأعمال العدائية في غزة، استأنف الحوثيون أنشطتهم أيضاً، وقد مرّ شهر على وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وحماس، ورغم صموده، فقد وقعت بالفعل حوادث صغيرة تدل على هشاشته إلى حد ما”.
وتابع: “بناءً على التطورات التي حدثت في وقت سابق من هذا العام، يبدو من السابق لأوانه تفسير وقف إطلاق النار من الحوثيين على أنه مؤشر على عودة وشيكة لخطوط الشحن، وإذا كان الأمر كذلك، فسيتطلب ذلك من شركات الشحن تغيير مستوى تحمّلها للمخاطر مقارنةً بنظرتها قبل ثمانية أشهر”.
وفي منشور على منصة (إكس) رصده موقع “يمن إيكو”، أمس الثلاثاء، اعتبر مارتن كيلي، كبير استشاريي مجموعة (إي أو إس ريسك جروب) البريطانية، أن رسالة رئيس أركان قوات صنعاء “تشير إلى توقف الهجمات على سفن الشحن التي كانت تستهدفها الحركة سابقاً والمرتبطة بالموانئ الإسرائيلية”.
وقال إن “خطر هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمنطقة انخفض بشكل ملحوظ. ومع ذلك، ورغم إعلان الهدنة، لا يزال الحوثيون قادرين على شن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة والسفن الحربية غير المأهولة ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب”.
وأضاف أن “هجمات الحوثيين على السفن ترتبط ارتباطاً مباشراً بحالة الصراع بين إسرائيل وحماس، وقد تُشكل أي انتهاكات خطيرة لوقف إطلاق النار الحالي عودةً إلى الهجمات”.
واعتبر كيلي أنه “طالما لا زالت البنية التحتية العسكرية للحوثيين تعمل، فإن التهديد للسفن المرتبطة بإسرائيل أو حلفائها يظل قائماً، وينبغي على مشغلي السفن الاستمرار في التعامل مع هذا الخطر على أنه مجمد وليس منتهياً”.
وإلى جانب هشاشة وقف إطلاق النار في غزة ذكر كبير محللي شركة (زينيتا) بيتر ساند، أن شركات الشحن لديها مخاوف أخرى من انخفاض أسعار الشحن في حال العودة إلى البحر الأحمر بسرعة.
ونقلت “بلومبرغ” عن ساند قوله إن “العودة واسعة النطاق إلى طريق البحر الأحمر المختصر ستُغرق السوق بالقدرة الاستيعابية، وستُسبب انخفاضاً حاداً في أسعار الشحن”.
وأضاف أن “شركات الشحن تتجه بالفعل نحو الخسائر، ومن المتوقع أن تنخفض أسعار الشحن بنسبة تصل إلى 25% عالمياً في عام 2026، حتى مع عدم حدوث أي تغيير في الوضع في البحر الأحمر”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news