المليشيا الحوثية على حافة الانهيار والسقوط
قبل 11 دقيقة
بعد أكثر من عشر سنوات من الحرب والدمار والعبث، وصلت المليشيا الحوثية إلى مراحل متقدمة من الانهيار السياسي والاقتصادي والإنساني والأخلاقي، نتيجة ممارساتها القمعية وعدوانها المتواصل ضد الشعب اليمني ودول الجوار.
بسبب سياساتها العدائية داخليًا وخارجيًا، فقدت المليشيا حاضنتها الشعبية وتعرّضت لضربات وضغوط عسكرية واقتصادية متصاعدة، شملت قصفًا وإغلاقًا لموانئ ومطارات تحت سيطرتها، وتشديد الرقابة على طرق تهريب الأسلحة، وإحباط عدد من شحنات السلاح المتجهة إليها. كما فُرضت عليها عقوبات أثّرت في عمل المصارف، ما دفع بالبنوك التجارية إلى نقل مقراتها إلى العاصمة المؤقتة عدن، فأتت تلك القيود لتزيد من الشلل الاقتصادي في مناطق سيطرتها.
أمام هذا الانهيار، لجأت المليشيا إلى سياسات قمعية من اختطافات وحملات اعتقال طالت قيادات سياسية وإعلاميين وموظفين ونشطاء وحقوقيين، متهمةً كثيرين بالتخابر والتجسس. كما نفّذت اقتحامات لمقار منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية واحتجاز موظفيها، وضيّقت الخناق عليهم بانتزاع اعترافات أثارت الاستهجان، في سلوك يدلّ على حالة خوف وارتباك داخل صفوفها المتصدّعة.
ولإخفاء ضعفها وتغطية الانقسامات الداخلية، حرّكت المليشيا خطابًا عدائيًا تجاه المملكة العربية السعودية، مطلقة تهديدات جوفاء لا تستند إلى قدرات فعلية، في محاولةٍ بائسة للظهور بمظهر القوّة.
لقد بلغت المليشيات أدنى درجات السقوط السياسي والإنساني والأخلاقي، بعد أن أحاطت نفسها بالعزلة واستنزفت مقدرات البلاد واعتدت على كرامة الإنسان اليمني. ونظراً لذلك، تبدو نهايتها قريبة، مما يضع اليمنيين أمام فرصة لتصحيح المسار وبناء وطن حر وآمن، بعيدًا عن عبث المشاريع التخريبية.
يمثل ما تمرّ به المليشيا ذروة سقوطٍ تاريخي وفرصة لتوحيد الصف الجمهوري واستعادة مؤسسات الدولة ومقومات الحياة الكريمة لليمنيين. ويتطلب ذلك تماسكًا سياسيًا واجتماعيًا داخليًا، ودعمًا دوليًا حقيقيًا في المجالات الاقتصادية والأمنية والعسكرية، لتوجيه الضربات الحاسمة التي تضمن إنهاء المشروع الطائفي وإعادة اليمن إلى مساره الطبيعي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news