أعد الاستعراض لـ”يمن ديلي نيوز” عبدالله العطار:
في كتابه “خمسون عاماً في الرمال المتحركة” يقول محسن العيني في مقدمته إن تأليفه جاء استجابة لمطالب عديدة، لكن التأمل والتمعن فيما كتبه يثبت بقوة أن العيني لم يستجب لطلب أولئك لسد ثغرة أو تلبية لما طلب، بل كان حاذقا دقيقا رسم الأهداف الحقيقية لتأليف الكتاب وحققها.
يعتبر محسن أحمد العيني الذي توفي في العام 2021 أحد أبرز السياسيين اليمنيين في القرن العشرين، ترأس أول حكومة بعد ثورة 26 سبتمبر 1962، وتولى رئاسة الحكومة خمس مرات بين عامي 1962 و1975، كما شغل منصب وزير الخارجية وسفير اليمن لدى عدد من الدول.
من أبرز أهداف كتابه الذي نستعرضه لـ “يمن ديلي نيوز” استهداف طبقة الشباب واطلاعهم على العمل الوطني والجمهوري والنضالي الذي قدمه أولئك الأبطال والثوار والأحرار من أجل الثورة، إلى جانب شعوره الكبير بأن كثيراً من شبابنا لم يعد يعرف ماذا تعني ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من اكتوبر والثلاثين من نوفمبر.
وهذا ما جعله يشعر باليأس والإحباط والحزن وقاده إلى تأليف الكتاب حتى يشعر بالرضا المتمثل بأنه قدم ما يجب عليه تقديمه للشباب واليمنيين كافة.
يتألف الكتاب من (355) صفحة مقسم إلى تسعة فصول تسبقها مقدمة سماها: قصتي كما أراها، وقد خصص الفصل الأول: لبداية العمل الوطني للثوار والأحرار الذين بدأوا ذلك العمل من جهات مختلفة.
بداية ذكر كيف توافد الناس من كل مناطق اليمن نحو صنعاء، ومن ثم قام بوصفها بأنها كانت محاطة بسور مكون من سبعة أبواب وتغلق كلها في المغرب، ولم يكن في صنعاء ما يدل على التطور والحضارة فليس بها ما يدل على الازدهار، فلا كهرباء ولا مياه ولا إذاعة وأن أول إذاعة قدمها الأمريكان هدية للإمام.
ثم تحدث بعد ذلك عن اختيار بعض الطلاب من مدارس صنعاء وإرسالهم إلى الخارج للدراسة وقد كان العيني واحداً من هؤلاء الذين تم اختيارهم.
وحينما كانوا في الخارج سمعوا بمقتل الإمام يحيى وهذا الحدث أحدث هزة كبيرة في أوساط الوطن العربي، بعدها تواصل هؤلاء الطلاب مع الإخوان المسلمين والسيد قطب لكنهم لم ينخرطوا معهم بل طلبوا دعمهم رغم احترامهم الكبير لهم وكون الزبيري واحداً من هذه الجماعة.
ثم التحق العيني بجامعة القاهرة ومن خلال دراسته وصف البداية للعمل الوطني الذي تمثل بالاتحاد اليمني الذي أسسه الزبيري وقد التحق به كثير من الطلاب اليمنيين.
وفي الصيف عادت أول مجموعة من الطلاب إلى اليمن ومن ضمنهم المؤلف، وكانوا يحملون رسائل كتابية ورسائل شفوية إلى بعض الشخصيات المؤثرة في اليمن وفيها حث لبداية العمل الوطني من أجل الثورة على النظام الملكي.
وانتقلت البعثة إلى أكثر من محافظة لكنه ركز على تعز وكيف اختلف الجنود مع أهالي منطقة الحوبان وكان على رأس الجنود الثلايا الذي قام بحصار قصر الإمام مع الجنود والطلب منه بأن يتنازل لأخيه سيف الإسلام لكن الإمام أحمد كان قد أرسل رسائل عبر النساء اللاتي يخرجن من القصر وبدأ قصف الجنود بالمدفع من قلعة القاهرة واستطاع الإمام القضاء على هذه الحركة.
بعد أن هاجم الإمام، جمال عبدالناصر رد الأخير عليه بخطاب في 1961م يهاجمه فيه، وفي خطاب ناصر ذكر تعيين الدكتور البيضاني مسؤولا عن الثوار وهو ما قوبل بحنق كثير من الثوار ومنهم العيني نفسه، الذي برر تدخل القاهرة بذلك هو تدخل باليمن واليمنيين ولا يحق لها ذلك، ولكن رغم معارضة كثير من اليمنيين إلا أن الأمر بقي كما هو فاضطر العيني للذهاب إلى بيروت احتجاجا على ذلك.
ويقول المؤلف أنه رغم اعتراضه على الدكتور البيضاني إلا أن الأخير لم يسئ إليه بل طلب منه العمل معه ومساعدته.
الفصل الثاني
في الفصل الثاني تحدث عن ثورة 26 سبتمبر، فبعد موت الإمام في 19سبتمبر من عام 1962م انتفض الشعب وقام بثورة على الإمام البدر وساعد الشعب كثير من الضباط الذين كانوا في الجيش أمثال السلال وغيره.
يقول العيني بعدما ذهبت إلى العراق من أجل لقاء عبدالكريم قاسم أبلغني حينها عن ثورة 26 سبتمبر وأطلعني على ما نقله راديو صنعاء عن ذلك، بل أخبره أنه تم اختياره وزيرا في الحكومة الجديدة، ثم أبلغه قاسم بأنه مع اليمن ومع الجمهورية وسيدعم الحكومة الجديدة.
ثم عاد العيني إلى مصر وقابل جمال عبدالناصر الذي استغرب من ذهابه إلى عبدالكريم قاسم وسأله عن انتسابه للبعث فقال له بأنه لم ينتسب للبعث وأن البعث لم يكن ضد الثورة بل أن عبدالكريم قاسم أعلن ولاءه للثورة والجمهورية.
ثم تحدث بعد ذلك عن تعيين “بانش” نائب الأمين العام للأمم المتحدة للذهاب إلى صنعاء وقد وصل إلى القاهرة، وقال إنه لن يستطيع زيارة كل المدن اليمنية وإنما سيزور صنعاء فقط لكن هذا لم يكن، فقد وصل صنعاء وكان في استقباله السلال والسادات وعبدالحكيم عامر والثوار ورحبوا به بقوة وتحدث إلى الثوار ومن ثم زار تعز والحديدة وعدن وغيرها من المناطق.
ومع أن “بانش” قرر الذهاب إلى السعودية من أجل مناقشة موضوع أسرة آل حميد الدين إلا أن السعودية لم توافق رغم أنه كان ضد إبعاد الأسرة أو مغادرتهم من الأراضي السعودية.
ومن خلال زيارة بانش لليمن تأكد من الواقع اليمني وبأن الشعب تواق للجمهورية والحرية، وخرج بنقاط مهمة من أهمها اعتراف بريطانيا والسعودية بالجمهورية وإبعاد أسرة آل حميد الدين من الدولة وضمان عدم دعمها، وانسحاب الجيشين المصري واليمني وإعادة الأمور إلى طبيعتها.
وبعد ذلك تحدث عن تبليغه وهو في مصر بترشيحه سفيرا لدى الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب عمله مندوبا في الأمم المتحدة.
وانطلق إلى نيويورك ثم عاد مع زوجته وابنته إلى بيروت وسرعان ما غير ذلك فقد حجز لزوجته إلى القاهرة وهو إلى اليمن عدن ولكن الحاكم البريطاني منع دخوله عدن بسبب مواقف مسبقة منه.
مؤتمر خمر والعلاقات مع مصر:
وتحدث العيني في هذا الفصل عن عودته من أمريكا باتجاه صنعاء بعد أن سمع باستشهاد الزبيري ورفاقه، فاستأجر منزلا في أمريكا بعيدا عن السفارة لزوجته وابنته ثم سافر اتجاه ألمانيا حتى يلاقي أخاه، ثم انطلق نحو صنعاء، وشارك في تشييع الزبيري الذي كان يدعو لانعقاد مؤتمر يجمع اليمنيين كافة، وتم اختيار بيت عبدالله بن حسين الأحمر ليكون مكان انعقاد المؤتمر الذي سمي مؤتمر خمر.
ويقول المؤلف أن اغتيال الزبيري أحدث هزة في الوسط اليمني وغضبا كبيراً ولذلك تم تشكيل حكومة بصورة عاجلة من أجل تهدئة نفوس الناس رغم أن كثيراً من مؤيدي الزبيري ومحبيه كانوا يعارضون فكرة تشكيل الحكومة قبل انعقاد المؤتمر.
ثم تحدث الكاتب عن الوفد الذي زار مصر بقيادة عبدالرحمن الأرياني عام 1965م والتقى جمال عبدالناصر الذي أعلن تأييده للحكومة اليمنية وأن الشأن الداخلي اليمني هو من اختصاص اليمنيين.
وقال لهم لو ارادوا التواصل مع السعودية وطلب مساعدتها فلا مانع بل إنه بعد ذلك ذهب إلى السعودية ووقع اتفاقاً مع فيصل حول اليمن سمي باتفاق جدة.
ثم تحدث عن اتفاق حرض الذي كان يختص بالجنوب والشمال اليمني ثم بعد ذلك تحدث عن اللقاء بأنور السادات في نيويورك والاتفاق على الانسحاب من اليمن.
اتفاق الخرطوم:
أما اتفاق الخرطوم الذي اختص بسحب القوات من اليمن كان صفعة كبرى لليمنيين فكثير منهم حاول إقناع عبدالناصر بعدم سحب القوات كلها، لكنه رد عليهم “أنتم في واد آخر ولا تعلمون ما نمر به” وفعلا تم سحب القوات في 67 من اليمن مما مثل نكسة لليمنيين ومع ذلك واصلوا تمسكهم بالنظام الجمهوري ولم يتنازلوا عنه.
انقلاب نوفمبر:
بعد أن تم الاتفاق على عدة شروط بين السلال والقوى الوطنية ووقعوا معاهدة بذلك، إلا أن السلال غادر الحديدة فجأة بخلاف الاتفاق الذي كان بينهم واستغل الضباط وغيرهم مغادرة السلال وقاموا بالانقلاب عليه في نوفمبر، وتم إعلان القاضي عبدالرحمن الإرياني رئيسا لليمن، واستمر الصراع بين الملكيين والجمهوريين وشهدت اليمن أسوأ وضع عاشته وخصوصا في عام 1968.
مشروع حكومة:
وضح المؤلف أنه تلقى خطاباً من الرئيس الارياني يطلب منه تشكيل حكومة جديدة خلفاً لحكومة الفريق حسن العمري وكلفه مع الدكتور محمد سعيد العطار بتشكيل الحكومة، فعاد إلى الحديدة وانطلق نحو صنعاء، إلا أن هناك من قطع الطريق بعذر المطالب التي لم تنفذ، ثم بعد أشهر من المناقشات والحوارات تم تشكيل الحكومة وفور تشكيلها عاد كثير من الضباط العسكريين إلى القاهرة لقضاء إجازة العيد ليبقى العيني وحده في القصر الجمهوري في صنعاء.
المصالحة الوطنية:
فور عودة العيني إلى صنعاء قرر السفر إلى السعودية للمشاركة في أحد المؤتمرات، لكن كثيراً من أصدقائه خافوا عليه ونصحوه بعدم الذهاب خصوصاً بعد القطيعة التي كانت بين اليمن والسعودية التي استمرت ثمان سنوات، لكنه قرر السفر وذهب وشارك بكلمة لاقت استحسان السعوديين ووضح لهم أن الجمهورية لم تكن وليدة النظام المصري، بل إن الشعب اليمني هو من جاء بها ومن ثم طمأن السعوديين وبعد مشاورات توصلوا إلى اتفاق حول النقاط الآتية:
ـ إيقاف إطلاق النار من الجانبين.
ـ إيقاف المهاترات الإعلامية من الطرفين.
ـ تعيين أشخاص من أصحاب الكفاءة خصوصا في المناطق الحدودية.
ـ أن تكون الشريعة الإسلامية هي مصدر الحكم.
ـ التوافق على حكومة يمنية تتضمن بيان إقامة مؤتمر للحوار.
ـ إشراك اليمنيين جميعا في الحكم.
بعد ذلك شرح كيف أقنع الشباب والشخصيات بما اتفقوا عليه واعتراف الأصدقاء بالجمهورية وخصوصا اعتراف المملكة العربية السعودية بالجمهورية العربية اليمنية.
الجفاف:
تحدث المؤلف بعد ذلك عن الوضع الذي مر على اليمن في تلك الفترة ومن أهم هذه الأشياء مسألة الجفاف التي ضربت اليمن مما جعل الشعب يمر بوقت عصيب.
ثم بعد ذلك تحدث عن اعتراف الدول بالجمهورية اليمنية وعبر عن ارتياحه الشخصي بعد أن اعترفت المملكة العربية السعودية بالجمهورية.
ثم بين موقفهم من الجنوب وأنه أرسل برقية إليهم يطالبهم بالاستعداد للوحدة فقد قال بعد أن تحرر الشمال من الإمامة وانتهت الحرب لماذا لا يتوحد الشطران؟
ثم بدأ يتحدث عن الدستور والشورى وإعادة العلاقات مع المملكة العربية السعودية ومع الدول الأخرى، ثم عن صلة الجيش بالحكومة وإجراء الانتخابات وعلاقة المؤلف أيضا بالقبائل والمشائخ، وكان أهم ما تحدث عنه هو العائق الاقتصادي بسبب الحرب والوضع الذي مرت به اليمن.
مع الجنوب:
بعدما عاد العيني من الهند في عام 1972م بدأ بمخاطبة الجنوبيين والسعي وراء الوحدة اليمنية، وبدأت اللقاءات في هذا الجانب في صنعاء ثم أرسلوا ممثلين إلى عدن واستمرت هذه المحادثات، حتى ذهابهم إلى مصر وكان هناك وفدان يمثلان الجنوب والشمال وبدأت المحادثات في كل الجوانب السياسية واتفقوا على عدة بنود يجب الالتزام بها من أجل تحقيق الوحدة ثم اتفقوا على بنود الوحدة كاملة.
ولكن كان هناك معارضون للوحدة وكانوا سببا في إعاقة تحقيقها، ولذلك حصلت المصالحة الثانية بين الجنوب والشمال من أجل الاستمرار في تحقيق الوحدة اليمنية.
ومع الأحداث العالمية والعربية لاقت الوحدة عقبات كثيرة حالت بينها وبين تحقيقها، وهذه العقبات كانت داخلية وخارجية، ولكن العيني لم ييأس بل استمر هو وفريقه في السير على خطى الوحدة، ولكن الضعف الاقتصادي في الشطرين كان سبباً كبيراً في الإعاقة وكذلك الخوف من الشباب في الشطرين.
حاول العيني مرارا ولكنه وجد قوة كبيرة في إعاقة هذا الاتفاق مما حمله إلى تقديم استقالته.
وتحدث بعد ذلك عن الاتحاد اليمني والمنظمات والأحزاب التي لم تكن مبنية على أسس وطنية وخطط سياسية، وبعد استقالته سافر إلى لندن ومن ثم إلى عمان، وخلال فترة سفره كان يتواصل مع الجميع حتى قدم القاضي الحجري استقالته من رئاسة الحكومة، وعاد إلى صنعاء للنقاش حول الوضع.. حتى حصل الانقلاب على الأرياني وهو انقلاب 13يونيو. كما يقول المؤلف.
حركة 13 يونيو:
من أهم المراحل التي مر بها اليمن هي مرحلة السبعينيات التي ترأس فيها أكثر من أربعة رؤساء اليمن، وقد تحدث العيني عن هذه الحركة المتمثلة بتقديم الرئيس عبدالرحمن الأرياني استقالته لمجلس الشورى بقيادة عبدالله بن حسين الأحمر وقد تم قبول الاستقالة.
حينها كان العيني سفيراً في بريطانيا، وتفاجأ بهذا الأمر وانتابه خوف فهو قد طالب بإلغاء المجالس التي تحكم اليمن ودعا إلى انتخاب رئيس جمهورية، ولكن حينما رأى أنه تم إلغاء المجلس الجمهوري وتشكيل مجلس سياسي يقوم بالحكم شعر بالخوف الكبير لأنه لا فرق عنده بين المجالس التي تحكم، وقد تواصل معه إبراهيم الحمدي الذي طلب منه العودة إلى صنعاء بأسرع وقت لأنهم بحاجة كبيرة له لكونه يمتلك خبرة كبيرة سابقاً في تشكيل الحكومات المتعاقبة.
وعلى مضض عاد إلى اليمن وحينما بدأ الاختلاف يدب بين المكونات السياسية اتفق الكل على تشكيل مجلس رئاسي بقيادة الحمدي وستة أعضاء وكان العيني رافضاً ذلك ولم يخبر أحدا غير الحمدي فقط الذي حاول أن يلغي الفكرة ولم يوفق.
ثم تحدث عن طلب المجلس من العيني بتوفير سلاح للجيش الذي من جانبه حاول التواصل مع السفير الصيني الذي كان قد وعد العيني من قبل بطرح الموضوع على بلاده لدعم اليمن ولكنه لم يوفق في ذلك.
وبعد ذلك تحدث عن واقع اليمن الاقتصادي وخصوصا عن قصة المصفاة التي تمت محادثات كثيرة مع أغلب الدول من أجلها مثل العراق وغيرها والمملكة العربية السعودية ولكن بعد أن كانت السعودية قد وافقت إلا أن موضوع المصفاة لم يتم وخسرت اليمن ذلك.
بعد هذا تحدث عن المراكز الثقافية وقرار إغلاق المراكز الأجنبية ثم بعد ذلك اتهم العيني وبعض رفاقه بالمؤامرة على السعودية وغيرها وطلب إقالته وكان العيني هذه المرة رافضا الاستقالة لأن أمرها جاء من خارج اليمن ولكنه لم يفلح.
فقد أقاله الحمدي وحاول بعد ذلك تجنب أي لقاء سياسي أو رسمي للعيني وحينها ترك اليمن وغادرها إلى الخارج.
اتفاقية كامب ديفيد:
لقد أوضح العيني أن كثيراً من العرب لم يكونوا مع الرئيس السادات في إبرام هذه الاتفاقية ومنهم العيني نفسه، وقد نظروا إلى ذلك بأنه لا يحق للسادات منفردا باتفاق مثل هذا ولكن الأمر تم وهو ماجعل العيني ينتقل من القاهرة التي صارت سجنا في نظره إلى دمشق وأرسل للسادات بعبارة: تسمح لنفسك بالذهاب إلى القدس وتمنعني من السفر إلى دمشق.
وبعدها وصل إليه خبر مقتل الحمدي ورئاسة الغشمي حينها لم ينم ليلتها كما وضح في كلامه.
الوحدة العربية:
بعد ذلك تم التواصل مع العيني من قبل سفير الإمارات في القاهرة عام 1978م من أجل أن يقدم محاضرة أو كلمة في الإمارات وقد قرر العيني أن تكون الكلمة عن الوحدة العربية، وذهب إلى الإمارات ولكنه علم من سائقه وحارسه أن تحركاته كلها مراقبة بشكل كبير وقد ألقى الكلمة ثم عاد إلى القاهرة.
بعدها وصل خبر مقتل الغشمي بالحقيبة التي جاءت من عدن وبعدها تم التواصل معه بأن الرئيس علي عبدالله صالح يريده وتواصل معه هاتفيا والتقى معه في الكويت ثم عاد إلى صنعاء وفي نهاية هذا الفصل يقول إن الفضل يعود لعلي عبدالله صالح في عودته للعمل السياسي من جديد.
في العمل الدبلوماسي من جديد:
عاد العيني إلى العمل الدبلوماسي بعد عشر سنوات من التوقف وتم اعتماده ممثلا للجمهورية اليمنية في الأمم المتحدة، وذهب هناك ولكنه حزن جدا لغياب كثير من الوجوه التي كان يحترمها ولم يجد غير وجوه قليلة جداً ما زالت في الأمم المتحدة، وسمع بالعفو الذي حصل في الجزائر وأرسل رسالة لعلي عبدالله صالح يحثه على العفو العام وهو ما حصل بالفعل بعد ذلك.
وبعد الأمم المتحدة ذهب إلى ألمانيا ممثلا لليمن وعاش بها ثلاث سنوات ووجد هناك تمثال اليمن (ذمار علي) وتناقش مع الألمان حتى أقنعهم وأعادوه إلى صنعاء بعد ذلك بصورة تليق به وبمكانته.
في واشنطن من جديد:
ثم عاد العيني سفيراً إلى واشنطن عام1984م ثم بدأ بالتحدث عن أولاده ومن ثم التحدث عن العلاقات الأمريكية واليمنية.
فقد كان لأمريكا موقف من اليمن في قضية فلسطين، لأن صنعاء كانت مكان الاستعراض العسكري للمقاومة الفلسطينية، ولهذا فقد قام العيني بإصلاح هذه العلاقة اليمنية الأمريكية وبعث بكتاب إلى علي عبدالله صالح يطالبه بعدم إظهار ذلك علناً واستمر في إصلاح وترميم هذه العلاقة بين البلدين.
وفي عام 1986م وصل بوش إلى صنعاء وقد كانت زيارته ناجحة وعملت على تقوية العلاقات بين البلدين، وظهر ذلك بدعم بوش للحكومة اليمنية وكذلك دعوة الرئيس اليمني إلى زيارة أمريكا فور إعلان نتائج الانتخابات.
العراق وإيران والعراق واجتياح الكويت:
بعدها انتقل للحديث عن العراق وأن العراق تنفس الصعداء بعد أن توقف الحرب بينه وبين إيران.
فالإدارة الأمريكية كانت تقف إلى جانب الحكومة العراقية ولكن بعدها بدأ العرب يتخوفون من العراق.
فقد اجتاحت العراق دولة الكويت وهو ما غير موقف الإدارة الأمريكية والعالم كله من علاقته مع العراق وقد ظهر اليمن مؤيداً لما قام به العراق وهو ما جعل مئات آلاف من اليمنيين يدفعون الثمن مقابل هذا الموقف وتم إخراجهم من السعودية والإمارات ودول الخليج، وما زال يدفع الثمن بالفعل حتى اليوم.
خاتمة:
لقد كان العيني مرآة لواقع أليم وحوادث موجعة مر بها اليمن خلال خمسين عاما، ومع أن العيني كان جزءا مؤثرا في هذه الخمسين عاما إلا أن سرده للواقع أظهر موضوعية المؤلف وتجرده من الحكم الشخصي فصور الواقع تصويرا موضوعيا دقيقا بكل ما فيه وهذا يحسب للمؤلف المتمكن المتجرد من الأحكام الشخصية، ولذلك كان موفقا بشكل كبير.
مرتبط
الوسوم
محسن العيني
تاريخ اليمن
خمسون عام في الرمال المتحركة
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news