استنفار في الرياض بعد فشل الوفد السعودي الإماراتي في عدن

     
شبكة اليمن الاخبارية             عدد المشاهدات : 395 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
استنفار في الرياض بعد فشل الوفد السعودي الإماراتي في عدن

مشاهدات

في ظلّ تسارع الأحداث في اليمن بعد سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي، المُطالب بانفصال جنوب اليمن على محافظتي حضرموت والمهرة أوائل الشهر الحالي، كشف مصدر مطلع على كواليس الاستنفار الذي تشهده دوائر القرار في السعودية للتعامل مع هذه التطورات، لـ"العربي الجديد"، أن النقاشات الجارية داخل الرياض تبدو غير مسبوقة من حيث طبيعتها، خصوصاً في ضوء فشل الوفد السعودي الإماراتي، الذي زار عدن يوم الجمعة الماضي، في التوصل إلى اتفاق مع "الانتقالي" يقضي بسحب قواته من شرق اليمن ما فتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعقيد وعدم اليقين، وسط تساؤلات حول مستقبل مجلس القيادة الرئاسي في ظل انقسام حاد بين أعضائه.

وبينما يواصل "الانتقالي الجنوبي" تعزيز سيطرته الأمنية في حضرموت والمهرة شرق اليمن تزايدت الدعوات المحلية والإقليمية لانسحاب قواته من المحافظتين، اللتين تشكلان نحو نصف المساحة الجغرافية لليمن، ومصدر ثروات طبيعية وتحدّان السعودية وعُمان، وسط تحذيرات من عواقب استمرار التصعيد في اليمن الذي يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في العالم، بحسب الأمم المتحدة. في هذا السياق، قال مصدر في مجلس القيادة الرئاسي، لـ"العربي الجديد"، إنه يجرى الترتيب للقاء مرتقب بين رئيس المجلس رشاد العليمي ووزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان لبحث تطورات الأوضاع في محافظتي حضرموت والمهرة، مضيفاً أن "اللقاء قد يتم مساء الثلاثاء أو الأربعاء".

وبشأن الأوضاع على الأرض، قال المصدر: "ما تزال الأوضاع على حالها من التعقيد، والخيارات مفتوحة على كل الاحتمالات". من جهته، أشار مصدر مطلع، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى "لقاءات على مدار الساعة يجريها المسؤولون السعوديون مع نظرائهم اليمنيين ومسؤولين عرب تربطهم علاقات جيدة مع المجلس الانتقالي ربما لتمرير رسائل لهم بقبول ما تطرحه المملكة لحل الأزمة".

وعن التوتر في المنطقة، قال رئيس حلف قبائل حضرموت، الشيخ عمرو بن حبريش، في حديث هاتفي مقتضب لـ"العربي الجديد"، إن "الأوضاع في حضرموت متوترة بسبب زحف قوات الانتقالي"، من دون أن يورد المزيد من التفاصيل. وكانت السلطة المحلية في محافظة حضرموت قد أعلنت، الأسبوع الماضي، التوصّل إلى اتفاق تهدئة مع حلف قبائل حضرموت برئاسة بن حبريش، بوساطة محلية مدعومة من السعودية، لاحتواء التوترات العسكرية التي اندلعت قرب منشآت نفطية استراتيجية في المحافظة، قبل أن يصعّد "الانتقالي"، ويسيطر على كامل محافظة حضرموت، وكذا على محافظة المهرة.

بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، أنور التميمي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "القوات الجنوبية ممثلة بالنخبة الحضرمية والألوية الأخرى القادمة من محافظات جنوبية تواصل مهامها في تأمين منطقة انتشارها والأوضاع مستقرة". وردّاً على سؤال بشأن رفض "الانتقالي" الدعوات لسحب قواته من حضرموت والمهرة، أشار التميمي إلى أن "الانتقالي منفتح بل يسعى للتشاور مع الأشقاء، ويطمح إلى إسناد تحركاته على الأرض لمواجهة الجماعات الإرهابية بمختلف مسمياتها، التي تشكل خطراً داهماً على أمن المنطقة عموماً".

وعن رفض مجلس القيادة الرئاسي الإجراءات الأحادية التي قام بها رئيس المجلس الانتقالي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، عيدروس الزبيدي، في حضرموت والمهرة، قال التميمي إن أربعة من أعضاء المجلس الرئاسي وافقوا على التحرك الذي تم في حضرموت والمهرة، فيما واحد لم يعترض. وعند سؤاله عن أسماء من وافق وهوية من لم يبد اعتراضه، قال التميمي: "الموافقون من أعضاء المجلس الرئاسي هم عيدروس الزبيدي، أبو زرعة المحرمي، فرج البحسني، طارق صالح، بينما عبد الله العليمي لم يعترض". وأضاف: "أبو زرعة المحرمي يقود قوات شاركت بفعالية في التحرك لتأمين حضرموت والمهرة، والبحسني ممثل حضرموت في مجلس القيادة ويمتلك سلطة القرار على قوات النخبة الحضرمية، وقد شاركت ألوية من النخبة في العمليات العسكرية، وطارق صالح عبّر عن تأييده من خلال بيان المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، وموقف الزبيدي واضح. أما عبد الله العليمي فلم يبدِ معارضة علنية على التحركات". وبشأن موافقة أعضاء مجلس القيادة، قال مصدر مسؤول في المجلس لـ"العربي الجديد" إن "الاجتماعات لا تُعقد إلا بدعوة من الرئيس (رشاد العليمي) أو من ينوبه وفقاً للقواعد المنظمة، والرئيس أمر وزير الدفاع وكافة القوات بوقف أي تحركات عسكرية، ثم دعا لاجتماع المجلس في نفس اليوم لمناقشة التطورات، لكن النصاب لم يكتمل".

"الانتقالي" والغضب السعودي

وتعيش السعودية حالةً من الغضب إزاء إجراءات "الانتقالي الجنوبي"، وفق مصدر مطلع تحدث لـ"العربي الجديد"، مشيراً إلى خيبة أمل بعد فشل الوفد المشترك مع الإمارات في التفاهم وإقناع "الانتقالي" بسحب قواته من حضرموت والمهرة مقابل إحلالها بقوات "درع الوطن" خلال زيارته إلى المنطقة الأسبوع الماضي. لكن المتحدث الرسمي باسم "الانتقالي" أنور التميمي قال، لـ"العربي الجديد"، إنه "لا يوجد غضب سعودي، نحن نسعى لتوضيح الصورة لهم، والمملكة كان لها دور أساسي في تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، وبعد أن اعترض رشاد العليمي على تحركاتنا العسكرية، من الطبيعي أن يتحرك الأشقاء للحفاظ على وحدة مجلس الرئاسة"، مضيفاً: "خلافنا ليس مع السعودية فهي قائدة التحالف العربي وهي السند، ولكن خلافنا مع قوى يمنية لا تريد للجنوب أن يذهب نحو استعادة الدولة".

وبينما تحدثت وسائل إعلام محلية عن أن لقاء عيدروس الزبيدي مع رئيس مجلس النواب اليمني سلطان البركاني، يوم الأحد الماضي في قصر معاشيق، أشبه بلقاء وساطة يقوم بها الأخير لتقريب وجهات النظر، أكد مصدر في مجلس القيادة، ، أن "البركاني ليس وسيطاً، إنما عندما كان في طريقه إلى الرياض، وجد الزبيدي الأمر فرصة للقاء به في قصر معاشيق ضمن حملة العلاقات التي يقوم بها الانتقالي لا أكثر". وكان بيان "الانتقالي" الرسمي قد قال إن الزبيدي ناقش مع البركاني "سبل تضافر الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة، ومستجدات الأوضاع السياسية على الساحة المحلية".

تلويح انفصاليي اليمن بخيار التطبيع؟

بعد أنباء متداولة عن اتصالات تجرى بين "الانتقالي الجنوبي" وإسرائيل وعرض انفصاليي اليمن التطبيع مقابل إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بدولتهم الجنوبية، قال التميمي لـ"العربي الجديد" إن "مبدأ التواصل مع إسرائيل غير مرفوض بالنسبة لنا، لكن نحن جزء من منطقة الجزيرة والخليج، ولن نكون إلا ضمن التوجه السياسي والأمني لقادة المنطقة وشعوبها"، مضيفاً: "حالياً لا يوجد تواصل (مع إسرائيل) بالمعنى الذي أثير أخيراً في بعض الصحف".

وبشأن دلالة توقيت ما يقوم به "الانتقالي" في حضرموت، رأى أستاذ الدراسات الأمنية في جامعة قطر، بكيل الزنداني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن سلوك "الانتقالي" في المرحلة الراهنة مرتبط بسياسة الضغط الشديد "لتقديم تنازلات أكثر"، متوقعاً أن يكون في قادم الأيام "نوع من المقايضات بين الطرفين الإقليميين (السعودية والإمارات)، على أساس أن هناك مناطق نفوذ للسعودية وأخرى تعود للإمارات".

بيانات مجلس القيادة ومستقبله

تأخر مجلس القيادة الرئاسي أياماً في إعلان رفضه الإجراءات التي قام بها المجلس الانتقالي الجنوبي يوم 3 ديسمبر/ كانون الأول الحالي وسيطر خلالها على محافظتي حضرموت والمهرة، لكنه ظهر لاحقاً في أكثر من بيان رسمي وتصريحات لرئيسه رشاد العليمي يعبّر فيها عن رفض هذه الإجراءات وخطورة ما تمثله. والأحد الماضي، شدد العليمي على ضرورة "الانسحاب الفوري لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي من حضرموت والمهرة"، في وقت أعلنت فيه السلطة المحلية في وادي حضرموت، مساء الأحد، مقتل 35 جندياً وإصابة 74 آخرين، بينهم سبعة مدنيين، في حصيلة أولية للأحداث الأمنية التي شهدتها مديريات الوادي والصحراء في حضرموت خلال الأسبوع الماضي.

ومساء أول من أمس الاثنين، حذر مصدر مسؤول برئاسة الجمهورية اليمنية، في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ"، من إعلان الزبيدي تشكيل لجنة تحضيرية لهيئة إفتاء وربطها بوزارة الأوقاف والإرشاد. ونقلت الوكالة أن قرار الزبيدي "هو إجراء أحادي يتنافى مع أحكام الدستور والمرجعيات الحاكمة للمرحلة الانتقالية"، معتبراً أن "ربط الفتوى بوزارة الأوقاف والإرشاد مخالفة دستورية وقانونية، كون صلاحيات الوزارة تنفيذية وإرشادية، ولا تمتد إلى إنشاء مرجعيات سيادية".

وعمّا يعيشه مجلس القيادة ومستقبله بعد أحداث حضرموت، قال الزنداني لـ"العربي الجديد": "هناك انقسام حاد على مستوى التحالف، وعلى مستوى أعضاء المجلس الرئاسي، فمنذ تأسيسه حتى الآن لم يتفقوا على شيء بشكل عام. كان هناك نوع من التنافس والطابع التنافسي بين رئيس المجلس والأعضاء المتحالفين مع الإمارات"، مشيراً إلى أن "هذا الانقسام أدى إلى دخول مجلس القيادة في غيبوبة سريرية ويشارف على الموت، لأنه لا يمكن أن يستمر بهذه الآلية التي يقوم عليها. وهذا المجلس يمثل قوى إقليمية ولا يمثل اليمن وهو مجلس بالأساس غير شرعي ويحتاج إلى إعادة تشكيله بحيث يقدم نوعاً من الأمل والإنجاز لليمنيين".

ميدانياً، أعلنت القوات التابعة لـ"الانتقالي" أمس نشر وحدات عسكرية وأمنية باتجاه مناطق التماس مع جماعة الحوثيين قرب محافظة البيضاء، وسط البلاد، فيما يبدو مؤشراً على ترتيبات عسكرية تهدف إلى استعادة مديرية مكيراس الاستراتيجية وإنهاء الوجود الحوثي وتأمين المديرية وربطها بالمناطق المحررة. وذكرت صحيفة الأيام، في عددها الصادر أمس الثلاثاء، أن "عملية "الحسم" التي أعلنت عنها القوات المسلحة الجنوبية مطلع الأسبوع الحالي دخلت حيز التنفيذ. إلى ذلك، نقلت وكالة الأناضول عن مصادر محلية أن وحدات من قوات "الحزام الأمني" وقوات الدعم والإسناد ومحور أبين بدأت بالانتشار في مناطق المنطقة الوسطى بمحافظة أبين. وكان المتحدث الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية، المقدّم محمد النقيب، قد أعلن انطلاق عملية "الحسم" لاستكمال مراحل عملية "سهام الشرق" في محافظة أبين، مؤكداً أن العملية تأتي ضمن الجهود المتواصلة لاجتثاث الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار، وتهيئة الجبهة الداخلية لمعركة تحرير مكيراس.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

طبول الحرب تُقرع شرق حضرموت.. تحركات عسكرية مقلقة تهدد سيئون

العين الثالثة | 601 قراءة 

القوات الجنوبية تخوض اشتباكات عنيفة في طور الباحة والطيران يتدخل

نافذة اليمن | 558 قراءة 

الكشف عن حقيقة القرار السعودي الأخير المتعلق باليمن

نيوز لاين | 543 قراءة 

الكشف عن ترتيبات جديدة وتحريك فعلي للمسار السياسي في اليمن

وطن نيوز | 540 قراءة 

العبر على صفيح ساخن.. وحشود مسلـ.ـحة تحشد قرب ثمود لمهاجمة وادي حضرموت

صوت العاصمة | 471 قراءة 

محمد العرب يوجّه رسالة تحذير للزبيدي: وهم القوة يقود إلى مصير دقلو

نيوز لاين | 438 قراءة 

استنفار في الرياض بعد فشل الوفد السعودي الإماراتي في عدن

شبكة اليمن الاخبارية | 395 قراءة 

اعتقال قائد عسكري كبير و الحارس الشخصي للرئيس صالح سابقاً

يمن فويس | 346 قراءة 

حادثة مأساوية: تزويج طفلة لرجل ثلاثيني ينتهي بصدمة تقلب حياتها

نيوز لاين | 344 قراءة 

الانتقالي ينقل الأسلحة والدبابات الثقيلة من معسكر الخشعة باتجاه شبوة

قناة المهرية | 330 قراءة