كشف الناشط السياسي اليمني المقيم خارج بلاده، محمد أنيس المحمدي، عن تعرض عائلته لمضايقات وملاحقات مسلحة خطيرة في منزلهم بمديرية الشمايتين بمحافظة تعز، على خلفية مواقفه السياسية وآرائه المعارضة التي ينشرها في مواقع التواصل الاجتماعي. وحمل المحمدي مسؤولية هذه الأفعال لحزب الإصلاح والواء العسكري الرابع المسيطر على المنطقة، متهماً إياهم بتحويل قريته إلى "إمارة حزبية" تنفذ أجندات خارجية.
جاء ذلك في بلاغ موجه للرأي العام نشره المحمدي على صفحته الرسمية في فيسبوك، حيث بدأ حديثه بالقول: "يبدو أن عزلتي
بني محمد
التي كانت ملاذاً، صارت اليوم جزءاً من إمارة حزبية تنفّذ أوامر التنظيم الدولي للإخوان".
تربص مسلح يومي
وفقاً لبلاغه، فإن الوضع الخطير بدأ منذ خمسة أيام، حيث أفصح عن وجود "أربعة رجالٍ بلباسٍ عسكريٍّ، يتسلّلون بعد منتصف الليل إلى خلف منزلنا في قرية الحقيبة". وأضاف أن هؤلاء المسلحين "يحملون أسلحتهم كما يحمل القتلة نواياهم، ويتحرّكون في الظلام بتصريح، ولا تصريحات في منطقتي إلا للواء الرابع، وبغطاء من وجهاء من وجهاء المنطقة".
ووصف المحمدي المشهد بأنه يتجاوز مجرد المضايقة، قائلاً: "أربعة مسلحين، بزيّ عسكريٍّ رسمي، يتوشّحون أسلحتهم، يفتحون أمان بنادقهم، ويقتربون من نوافذ البيت ليلاً... لا تفسير لذلك سوى نية القتل، ولا غاية لهم إلا رأس أبي".
تحميل المسؤولية والتهديد بالقانون
حمّل الناشط محمد أنيس المحمدي "اللواء الرابع مشاه جبلي القائم على منطقة بني محمد مسؤولية كاملة عن أي أذى قد يلحق بأهله"، ولم يقتصر اللوم على الجانب العسكري، بل وسّعه ليشمل "أعيان ووجهاء المنطقة"، مؤكداً أنهم "هم من شرّعوا عسكرة القرى، وسمحوا بتحويل البيت الآمن إلى ساحة صراع حزبي".
ولم يكتفِ المحمدي بالإدانة الإعلامية، بل كشف عن خطوته القادمة، قائلاً: "سأرفع بلاغًا رسميًا إلى النائب العام ضدّهم جميعاً، بالإسم". وأضاف بحزم: "لقد صبرت منذ ٥ أيام، وتعاملتُ معهم بمنطق القبيلة واحترام الجوار، لكن يبدو أنّ قيادات حزب الإصلاح في منطقتي قرّرت جرّ أهلي إلى معركة التصفيات الحزبية، ولن أسمح لهم أن يجعلوا من دمنا وأمننا ورقة جديدة في سوق السياسة العفن".
خلفية التهديدات
وكشف المحمدي أن هذه الملاحقة المسلحة هي ذروة حملة استمرت ثلاثة أشهر، حيث تم إنشاء حسابات وهمية ضده "بأسماء مختلفة، أحدهم يهدّدني بالقتل، وآخر بالسجن، وثالث يتطاول على عِرضي"، مشيراً إلى أن "جميعهم منتمون لحزب الإصلاح من أبناء قبيلتي بني محمد".
وقال إنه ظل صامتاً لفترة طويلة "ظنًّا أن في الصمت حكمة"، إلا أن محاولة التربص بوالده كانت هي الخط الأحمر الذي دفعه للكشف عن الأمر، معتبراً أن "الدناءة حدَّ التربّص بأبي في محاولة لقتله، فذلك ما لا يُغتفر".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news