شهدت العقود الثلاثة الماضية تغيرات كبيرة في نمط الحياة والنظام الغذائي، وهو ما ارتبط بارتفاع معدلات الإصابة بمتلازمة القولون العصبي (IBS) حول العالم.
الأغذية المعالجة
وأظهرت الدراسات أن التراجع في تناول الألياف وزيادة الاعتماد على الأغذية فائقة المعالجة كان له دور كبير في هذا التغير الملحوظ، حيث ارتفعت نسبة استهلاك الأغذية المعالجة من 3.9٪ إلى 13.8٪؛ ما يعزز مشاكل الهضم ويقلل التنوع البكتيري في الأمعاء.
وتحتوي الأغذية فائقة المعالجة، على إضافات صناعية مثل المواد الحافظة، والمنكهات، والألوان، والسكريات المضافة، والدهون المهدرجة، وأبزرها وجبات البرغر، والحساء الجاهز، والدجاج المقلي، والمشروبات الغازية المحلاة، والكعك، والبسكويت وحبوب الفطور الجاهزة وغيرها.
المضادات الحيوية
كما يشير الخبراء في مجال الصحة إلى أن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية أدى إلى اضطرابات في ميكروبيوم الأمعاء؛ ما يزيد احتمال الإصابة بالقولون العصبي أكثر من الضعف. فالمضادات الحيوية، رغم فاعليتها في مكافحة العدوى، تُحدث خللًا في توازن البكتيريا المفيدة في الأمعاء، وهو ما يسهم في تفاقم الأعراض الهضمية لدى كثير من الأشخاص.
التوتر والقلق
وإضافة إلى ذلك، لعبت عوامل نمط الحياة دورًا مهمًّا، حيث ارتبط التوتر والقلق وقلة النوم وارتفاع معدلات التدخين بزيادة خطر الإصابة بالقولون العصبي. وأظهرت الإحصاءات أن نسبة انتشار المتلازمة ارتفعت من 7.5٪ في الفترة بين 2006–2008 إلى 9.5٪ خلال 2017–2019.
أعراض القولون العصبي
وتتنوع أعراض متلازمة القولون العصبي بين ألم أو تشنجات في البطن، وتغيّرات في عادات الأمعاء تشمل الإمساك أو الإسهال أو التناوب بينهما، وانتفاخ البطن والشعور بالامتلاء، إضافة إلى توتر أو اكتئاب مصاحب.
الشرق الأوسط الأكثر تأثرا
أما من حيث الانتشار الجغرافي، فتبلغ نسبة الإصابة بالقولون العصبي نحو 10–15٪ في أوروبا وأمريكا الشمالية، 7–10٪ في آسيا، 15–21٪ في الشرق الأوسط، ونحو 17٪ في أمريكا اللاتينية.
ما الحل؟
لمواجهة هذه التحديات، توصي الحلول الحديثة بتحسين جودة النظام الغذائي من خلال زيادة الألياف والخضار والفواكه وتقليل الأطعمة فائقة المعالجة، إضافة إلى إدارة التوتر وتحسين النوم. كما يبرز الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية لحماية ميكروبيوم الأمعاء، والاعتماد على البروبيوتيك والبريبايوتيك لاستعادة التنوع البكتيري والحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.
وتُظهر هذه التطورات أن القولون العصبي ليس مجرد اضطراب هضمي، بل نتيجة لتفاعل معقد بين النظام الغذائي، والصحة النفسية، وأنماط الحياة الحديثة؛ ما يستدعي نهجًا متكاملًا للوقاية والعلاج.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news