اليمن بعد عقد من الحرب.. صراع بلا نهاية في بلد ينهكه الانقسام

     
تهامة 24             عدد المشاهدات : 107 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
اليمن بعد عقد من الحرب.. صراع بلا نهاية في بلد ينهكه الانقسام

اليمن يدخل عامه الحادي عشر من الحرب المستمرة، وسط جمود على الأرض وتفاقم الأزمات الإنسانية. لا طرف قادر على حسم النزاع، ولا مؤشرات حقيقية للسلام. خطوط المواجهة بين مليشيا الحوثي والقوات الموالية للحكومة الشرعية ثابتة، فيما يعيش السكان تحت وطأة استمرار النزاع.

منذ تشكيل المجلس القيادة الرئاسي عام 2022 لتوحيد القوى المناهضة لمليشيا الحوثي، لم يتمكن المجلس من تحقيق أي مكاسب سياسية أو عسكرية ملموسة، رغم الدعم السعودي والإماراتي. الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا تُدار جزئيًا من المنفى، فيما يتصاعد الغضب الشعبي في الجنوب بسبب ارتفاع الأسعار وتراجع الخدمات العامة وانتشار الفساد، بينما يسيطر مليشيا الحوثي على الشمال، معتمدة على التحالفات القبلية وسلطتها القمعية والدينية.

الجانب الإنساني يعكس الأزمة المتفاقمة في اليمن، حيث يعاني أكثر من نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي، ويفتقر الملايين إلى المياه النظيفة والخدمات الصحية الأساسية. المساعدات الدولية، رغم أهميتها، غالبًا ما تُوظف ضمن صراعات القوى المحلية، ما يحد من فعاليتها على الأرض. البيروقراطية والفساد المستشري أسهما في إضعاف الدولة، وجعلت أجزاء واسعة من البلاد بلا إدارة فعلية، تحت سيطرة السلاح لا القانون.

في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، تم تأسيس جهاز إداري وأمني صارم، يفرض الرقابة المجتمعية ويخلط بين الخطاب الديني والشعارات السياسية. هذا النظام أتاح نوعًا من الاستقرار النسبي، لكنه قائم على القيود على الحريات والقمع، وهو ما يحد من أي مشاركة مدنية حقيقية.

النزاع لم يعد محصورًا في الداخل اليمني، إذ شهدت السنوات الأخيرة تصعيدًا إقليميًا، حيث نفذت مليشيا الحوثي هجمات على السفن في البحر الأحمر واستهدفت إسرائيل منذ حرب غزة 2023. الرد العسكري الأمريكي والإسرائيلي لم يؤثر على ميزان القوى الداخلي. الأمم المتحدة، رغم جهود مبعوثها هانز غروندبرغ لإحياء المفاوضات، تواجه صعوبة في فرض أي تسوية بسبب تعقيدات الصراع المحلي والاحتجاز المتكرر لموظفي المنظمة في مناطق الخاضعة لمليشيا الحوثي.

مع استمرار الحرب، تحول النزاع إلى صراع على البقاء بالنسبة للسكان. كل طرف متمسك بمناطقه، بينما تعاني المناطق المحررة والخاضعة لمليشيا الحوثي من ارتفاع الفقر والجوع والنزوح. حتى الهدن المؤقتة تعكس إرهاق الأطراف أكثر من كونها مؤشرات على تقدم نحو السلام.

بدون تدخل دولي فعال ومشروع وطني جامع قادر على كسر الجمود، ستظل اليمن محاصرة في خطوط القتال نفسها، وشعبها يدفع ثمن صراع لا نهاية له.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

سياسي سعودي بارز يرد على دعوات إماراتية لإعلان ”دولة الجنوب العربي” في اليمن والاعتراف بها

المشهد اليمني | 1194 قراءة 

اتفاق الرياض 3 يلوح في الأفق.. حضرموت تدخل المشهد كطرف رئيسي لأول مرة

نيوز لاين | 760 قراءة 

انسحاب مفاجئ للقوات العسكرية

كريتر سكاي | 629 قراءة 

مصادر: استدعاء الزبيدي والمحرمي إلى الرياض لبحث التطورات العسكرية في وادي حضرموت والمهرة

صحيفة ١٧ يوليو | 574 قراءة 

من الرياض .. الرئيس العليمي يوجه اول رسالة تدميرية وقاضيه لمليشيا الانتقالي الجنوبي

المشهد الدولي | 562 قراءة 

وزير يمني يكشف تفاصيل زيارة الوفد السعودي إلى حضرموت

نيوز لاين | 465 قراءة 

استقالة وشيكة تهز حضرموت.. تحركات عليا تمهّد لإبعاد الخنبشي وسط صراع على النفوذ

يني يمن | 420 قراءة 

ارتباك واسع في صنعاء بعد انفجارات غامضة دون توضيح رسمي

تهامة 24 | 362 قراءة 

الامارات تثير غضب اليمنيين (اعلان)

العربي نيوز | 343 قراءة 

مجلس التعاون" يرد على تصريحات مسؤولين إيرانيين بشأن دول الخليج ... عاجل

العين الثالثة | 331 قراءة