خرافة الخروج على الحاكم في الفكر الزيدي

     
البلاد الآن             عدد المشاهدات : 174 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
خرافة الخروج على الحاكم في الفكر الزيدي

كيف استخدم أئمة الزيدية شعار الخروج لتبرير حكم السلالة وقمع اليمنيين.

عبدالله إسماعيل

من أخطر الخرافات التي كرستها الزيدية الهادوية عبر التاريخ، نظريتهم المزدوجة حول الخروج على الحاكم الظالم.

فهم يرفعون شعار وجوب الخروج على الظالم ليبدو فكرهم ثوريا وعادلا، بينما في الحقيقة يقصدون بالظالم كل من لا ينتمي إلى سلالتهم.

أي أن الخروج عندهم واجب ضد الحاكم اليمني من عامة الناس، ومحرّم ضد الإمام السلالي مهما كان ظالما وجائرا.

لقد وضع الكاهن يحيى بن الحسين الرسي وأتباعه قواعد هذه النظرية الملتوية، فجعلوا الإمام من “أبناء البطنين” مخلوقًا فوق النقد والمساءلة.

يقول الكاهن يحيى الرسي: “ومن قال: الإمام أخطأ، فقد طعن في النبوة، لأن الإمام لا يخطئ في أمر الأمة، وهو حجة الله عليهم” (المنتخب، ص 150).

وقال في نص آخر: “من قدح في إمام الحق، واستحل الخروج عليه، فقد وجب قتله، كما يُقتل المرتد، ولا تُقبل له توبة” (الأحكام، ج2، ص 202)

وفي “المنتخب” أيضًا: “من طعن في الإمام الحق، أو عابه، فقد طعن في الله وعابه، ومن عابه فقد كفر” (المنتخب، ص 149)

وقال الكاهن أحمد بن سليمان في المنتخب:

«الإمام من آل محمد هو الحجة على العباد، من شك فيه أو رد عليه فقد رد على الله، ومن أنكر إمامته كفر.»

وذهب الكاهن عبدالله بن حمزة إلى أبعد من ذلك، فقال في رسائله:

«لا يُسأل الإمام عما يفعل، لأن فعله حكم الله، وطاعته طاعة الله، ومخالفته كفر بالله.»

وقال الكاهن الزيدي قاسم بن محمد”(المجموع الفقهي، ج1، ص 102)

“من لم يُوالِ الإمام من ولد الحسن والحسين، ويُسلّم له الأمر، فلا دين له، وإن صام وصلى، وحج واعتمر”

هكذا تحول الإمام إلى ظل مقدس لله في الأرض، لا يجوز معارضته أو محاسبته، مهما ارتكب من ظلم وسفك للدماء.

لكن التناقض الأكبر يكمن في أن الفكر الزيدي ذاته يفتح باب الإمامة لكل من رأى في نفسه تحقيقا للشروط التي حددها الرسي.

فمن اعتبر نفسه عالما شجاعا من البطنين جاز له أن يخرج على الإمام القائم، ويعلن نفسه إماما جديدا، حتى لو أدى ذلك إلى تمزيق الأمة وإشعال الحروب.

وقد نص الكاهن الهادي في مقدمة كتاب الأحكام على أن الإمامة لا تثبت إلا لمن دعا إليها وقاتل عليها، فقال:

«من دعا إلى نفسه بالسيف، وكان من ولد الحسن أو الحسين، عالما زاهدا شجاعا، فهو الإمام المفترض الطاعة وإن كان ثم إمام مثله.»

وذكر الكاهن القاسم بن محمد أن: “الإمام لا تنعقد له الإمامة برضا الأمة، ولا برأيهم، وإنما الإمامة في ولد الحسن والحسين، من قام منهم بالسيف داعيا إلى الله فهو الإمام” (المجموع الفقهي، ج1، ص 80).

وهو ما يمثله الكاهن الحوثي اليوم ويعتبره جزء من مورثه الزيدي العنصري، ولا يخفيه فقهاء الزيدية المعاصرون الذين يرددون ان الخروج او مقاومة او انتقاد السيد العلم كفر وخطيئة لانه ممثل الله في الأرض، ووارث النبوة وقرين القرآن.

ولذلك امتلأ تاريخ الزيدية بأئمة متنازعين متقاتلين، من السلالة نفسها، كل منهم يزعم أحقيته بالخلافة والوصاية الإلهية، حتى تحدث التاريخ عن وجود أربعة أئمة في ذات الوقت في صنعاء وما جاورها.

بل لم تمر فترة واحدة في تاريخ الإمامة الهادوية دون اقتتال بين أئمتها أو أبناء العمومة، فقد قتل إخوة وأبناء عمومة بعضهم بعضا في سبيل الكرسي المزعوم باسم الخروج المشروع.

وقد أشار المؤرخون إلى أن أكثر من ثلاثين إماما زيديا من مجموع سبعين كاهنا قُتلوا على يد أئمة من السلالة نفسها، وكلٌ يزعم أنه أولى بدماء الناس وبلادهم، ومن الأمثلة على ذلك:

الكاهن يحيى حميد الدين سمم ثلاثة من اخوته

الكاهن الناصر بن الحسن قتل ابن عمه المهدي!

الكاهن المنصور بالله سجن أخاه حتى مات في السجن!

الكاهن المتوكل القاسم قتل أبناء عمه بسبب النزاع على الحكم!

واليوم.. عبدالملك الحوثي قتل وسحق أتباع محمد عبدالعظيم واخضعه.

ما يثبت أن نظرية الخروج لديهم ليست ثورة على الظلم، بل وسيلة لتبادل القتل داخل بيت الكهنوت نفسه.

الخروج في الفكر الزيدي ليس مبدأ أخلاقي ولا ثوري،

بل أداة انتقائية لتثبيت سلطة السلالة، فهو محرّم إن كان ضد السلالي، ومقدّس إن كان ضد الحاكم اليمني كان عادلا او ظالما.

وتاريخ الإمامة شاهد على هذا النفاق العقدي والسياسي:

خروج دائم على اليمنيين،

وصراع دموي لا ينتهي بين أبناء السلالة نفسها،

بينما تبقى الأمة اليمنية هي الضحية الدائمة لهذا الفكر الموبوء.

تعليقات الفيس بوك

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

نجاة “بن حبريش” وحقيقة “أبو علي الحضرمي” وعلاقة إسرائيل.. خفايا وكواليس غزو حضرموت يرويها القيادي في حلف قبائل حضرموت “بن مخاشن”

بران برس | 1525 قراءة 

فيديو| من مواليد إثيوبيا عمل خادمًا في منزل “البيض” ثم اعتنق الأثنى عشرية.. من هو “أبو علي الحضرمي”؟

بران برس | 1184 قراءة 

خبر صادم جدا للرأي العام من حضرموت

مراقبون برس | 1030 قراءة 

مسؤول إماراتي يهدد بدعم الحوثيين لحكم اليمن كاملاً إذا لم يقبل اليمنيون بدولتين ”شمال وجنوب”

المشهد اليمني | 995 قراءة 

السعودية تفرض الإقامة الجبرية على رئيس حكومة عدن سالم بن بريك

موقع الجنوب اليمني | 973 قراءة 

السعودية تكشف لأول مرة عن الجهة التي عطلت تحرير العاصمة صنعاء.. أوراق الزبيدي وأطماعه على الطاولة

مأرب برس | 965 قراءة 

شيخ قبلي يتحدث عن مفاجأة للجميع بتنسيق غير معلن بين الرياض والحوثيين - [تفاصيل]

بوابتي | 757 قراءة 

عاجل:تدشين مرتبات الجيش والامن بهذا الموعد

كريتر سكاي | 556 قراءة 

تصعيد مرتقب… خالد سلمان يتحدث عن تحركات حاسمة في محافظتين

نيوز لاين | 555 قراءة 

صلاح بن لغبر يكشف عن مخطط خبيث لحكومة الشرعية يستهدف شعب الجنوب وقضيته (تفاصيل خطيرة)!

صوت العاصمة | 501 قراءة