تحذيرات رسمية من تكرار الأخطاء القاتلة.. الشتاء يطرق أبواب النازحين بمأرب وسط غياب التدخلات المنقذة

     
بران برس             عدد المشاهدات : 155 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تحذيرات رسمية من تكرار الأخطاء القاتلة.. الشتاء يطرق أبواب النازحين بمأرب وسط غياب التدخلات المنقذة

مع حلول فصل الشتاء هذا العام (2025-2026) تجد آلاف الأسر في مخيمات النزوح بمحافظة مأرب، شمالي شرق اليمن، نفسها في مواجهة مباشرة مع تحديات البقاء في ظل افتقارها للاحتياجات الأساسية.

نحو 400 ألف نازح يعيشون في أكثر من 200 مخيم نزوح بالمحافظة الصحراوية، يقاسون ظروفًا إنسانية بالغة الصعوبة جراء النقص الحاد في الخدمات الأساسية، وضعف بنية المخيمات، ومحدودية التدخلات الإنسانية.

مخاطر وشيكة 

الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب، أطلقت تحذيرًا من مخاطر صحية وشيكة على فئات الأطفال وكبار السن والمرضى نتيجة “البرودة الشديدة، التي غالبًا ما تؤدي إلى وفيات داخل المخيمات في ظل محدودية الخدمات الطبية المتاحة”.

وأوضحت الوحدة، في تقريرها عن الاحتياجات الشتوية (نوفمبر 2025)، الذي وصل “برَّان برس” نسخة منه، أن “المساكن المؤقتة التي يقطنها النازحون عاجزة عن توفير الحماية الكافية من الرياح الباردة والأمطار وانخفاض درجات الحرارة”، مما يعرّض هذه الفئات “للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والمضاعفات الصحية الخطيرة”.

وتتفاقم هذه المعاناة، وفق الوحدة، “مع استخدام الأسر لوسائل تدفئة بدائية وغير آمنة مثل إشعال النار داخل الخيام أو استخدام الفحم والحطب، ما يؤدي إلى حوادث حرائق واختناق متكررة نتيجة انعدام التهوية المناسبة”، مؤكدة تسجيل وفيات وإصابات خلال السنوات السابقة “بسبب هذه الوسائل غير الآمنة”.

تراجع الاستجابة وتداعيات قاتلة

يأتي هذا الشتاء في حين تشهد محافظة مأرب “تراجعًا ملحوظًا في مستوى الاستجابة الإنسانية الشتوية”. ونتيجة لهذا، قالت الوحدة التنفيذية إن “معظم النازحين يعانون صعوبة الحصول على الملابس الشتوية والأغطية ووسائل التدفئة الآمنة، إلى جانب نقص المواد الغذائية الغنية بالطاقة الضرورية لمواجهة البرد”. 

وتتزامن هذه “الأزمة” مع تزايد أعداد النازحين الوافدين إلى المخيمات بسبب “الطرد” من مساكن الإيجار وارتفاع تكاليف المعيشة في المدينة.

حذّرت الوحدة التنفيذية من تأخر تدخلات المساعدات كما في الأعوام الماضية، مؤكدة أنه “كان سببًا رئيسيًا في ارتفاع معدلات الوفيات بين الأطفال وكبار السن في ظل محدودة الدعم المقدم وتزايد الاحتياجات عام بعد عام”.

ومع استمرار موجات النزوح وضعف التمويل، قالت الوحدة التنفيذية إن “خطر تكرار المأساة الإنسانية قائمًا ما لم يتم التحرك العاجل لتقديم الدعم اللازمة خلال الأشهر القادمة”. مؤكدًة أن مواجهة هذه التحديات تتطلب استجابة إنسانية عاجلة وشاملة من قبل المنظمات الدولية والمحلية والجهات المانحة.

حجم الاحتياج

وفقًا لإحصائيات الوحدة التنفيذية فإن إجمالي الأسر النازحة بمأرب بلغ 299,965 أسرة، تضم 2,087,573 فردًا، منها 59,082 أسرة تعيش في مساكن “مهترئة وتالفة” في المخيمات والأحياء السكنية والمرافق الحكومية. ووفق الوحدة فإن هذه الأسر هي “الأكثر عرضة لمواجهة الصقيع مع دخول الشتاء”، وجميعها تحتاج إلى مأوى.

فيما تحتاج 6,439 أسرة نازحة أخرى إلى إعادة تأهيل مأوى، و16,049 أسرة بحاجة إلى إصلاح أو صيانة مأوى. كما أن 69,110 أسرة بحاجة إلى حقائب شتوية وملابس شتوية، و31,484 أسرة بحاجة إلى دفايات.

دور ضعيف وفجوة هائلة

أفردت الوحدة التنفيذية في تقريرها الشتوي مساحة للحديث عن الاستجابة لاحتياجات الشتاء السابق (2024)، وقالت إن الاستجابة الإنسانية حينها تأخرت في ظل “وضع شديد الحساسية” مما فاقم معاناة النازحين.

وأضافت أن ذلك الموقف تسبب “بتدهور الوضع الصحي لحالات الضعف ولذوي الأمراض المزمنة، وما أعقبه من انتشار الأمراض الناتجة عن موجات الصقيع وضعف التدفئة وحالة المأوى السيئة”، واصفة دور الشركاء بأنه كان “ضعيف جدًا”، وكانت التدخلات الطارئة “شبه منعدمة”.

وحاليًا، قالت إن المنظمات المحلية تواجه صعوبة في الاستجابة لأزمة الصقيع الحالية، مبيّنة أن “الاستجابة لا تتجاوز 19.6% مقارنة مع الاحتياج القائم وموجات الصقيع القادمة والتي يمكن أن تسبب كارثة محققة”.

الشتاء وحالات الضعف

تشمل حالات الضعف بمخيمات النزوح، وفقًا لإحصائيات الوحدة التنفيذية، 8,123 معاق حركيًا، و8,415 مسنًا فوق 60 عامًا، و30,156 حامل ومرضعة، و21,652 ذوي أمراض مزمنة. إضافة إلى 3,624 طفل يعولون أسر، و1341 طفل غير مصحوبين، و9632 أشخاص يعانون إعاقة ذهنية، و5426 نساء تعول أسر.

وتتفاقم معاناة هؤلاء جراء الظروف المناخية الشتوية الباردة، خصوصًا الأطفال والحوامل كبار السن الذين “يفتقرون لأبسط مقومات الحياة الأساسية”.

وتظهر تقييمات الوحدة أن هذه الفئات تواجه “عجزًا شديدًا في توفير احتياجاتهم الأساسية للتدفئة”، كما أن “نسبة كبيرة منهم يعانون سوء التغذية وإمكانية الحصول على الغذاء المناسب مما يفاقم حالتهم الصحية، خصوصًا مع غياب الرعاية الصحية في معظم المخيمات”.

حذّرت الوحدة التنفيذية من أن الأمراض الناجمة عن موجات الصقيع الحالية قد تكون “مميتة” في حال عدم توفر الرعاية الطبية، وخدمات الدعم الذي يعزز قدرة هذه الحالات الضعيفة على التأقلم والظروف القاسية”.

احتياجات الصحة والتغذية والحماية

وفقًا لتقييمات الوحدة التنفيذية، فإن 122 مخيم نزوح بمأرب تفتقر للخدمات الصحية مما يجعل ساكنيها فريسة سهلة لأمراض الشتاء، وبالأخص الأطفال والمسنين. كما أن 19 مركزًا صحيًا بالقرب من مواقع النزوح بحاجة إلى دعم. 

وفيما يتعلق باحتياجات التغذية، أوضحت أن 40,324 طفل يعانون سوء التغذية يحتاجون إلى الغذاء. كما أن 89,321 أسرة نازحة بحاجة إلى الغذاء، و28,653 أسرة بأمس الحاجة لتغطية عاجلة بمواد غذائية.

وبالنسبة للأسر النازحة في المخيمات، تعاني الأسر في 45 مخيم نزوح من نقص الغذاء. كما أن “هناك مؤشرات عالية بوجود حالات سوء تغذية حاد”.

ووفقًا للوحدة فإن 22,118 أسرة نازحة في المخيمات تعتمد على الأجر اليومي كمصدر رئيس للعيش وتعمل بصورة متقطعة، وتعاني في ظل التدهور الاقتصادي لتوفير لقمة العيش.

وفيما يخص احتياجات الحماية، أوضحت الوحدة أن 27430 أسرة بحاجة إلى مساعدات نقدية متعددة الأغراض، و134416 أسرة بحاجة لمساعدات نقدية طارئة.

المياه والإصحاح البيئي

في إطار احتياجات المخيمات، أوضحت الوحدة التنفيذية أن 143 موقع نزوح لا يوجد بها مياه صالحة للشرب، و43 موقع لا تتوفر فيها مياه الاستخدام بانتظام، و122 موقع تحتاج فيها الأسر النازحة لشبكات توزيع مياه، و368 نقطة بحاجة لتأهيل كمصادر مياه دائمة للأسر النازحة.

كما تحتاج الأسر النازحة في المخيمات إلى مصادر أساسية للحصول على المياه من خلال حفر 33 بئر، فيما يحتاج 63 موقع نزوح إلى خزانات برجية.

وبالإضافة إلى ذلك، تحتاج 32,500 أسرة نازحة إلى خزانات مياه، و10,324 أسرة بحاجة لدورات المياه. وأما ذوي الاحتياجات الخاصة فيحتاجون إلى 3,422 دورة مياه خاصة بالمعاقين. وللحفاظ على النظافة الشخصية والحد من انتشار الأمراض تحتاج الأسر إلى 41,432 حقيبة نظافة. 

دعوة لتحرك عاجل

أهابت الوحدة التنفيذية، في تقريرها، بجميع المنظمات الدولية والإنسانية والكتل المعنية، التحرك العاجل لإنقاذ حياة الأسر النازحة في مأرب، وتغطية احتياجاتهم الأساسية، وتوفير المساعدات الإيوائية العاجلة للنازحين. داعية كتلة إدارة وتنسيق المخيمات إلى القيام بأدوارها ومسؤولياتها تجاه ملف المأوى واحتياجاته المتفاقمة.

ودعت برنامج الغذاء العالمي لتسريع الإجراءات اللازمة لضمان صرف حصص الغذاء بانتظام، وتعزيز برامج المساعدة الإنسانية لتغطية 100% من الأسر النازحة في المخيمات وخارجها، وتوسيع نطاق استهدافه ليشمل جميع الأسر الضعيفة والتي بلا دخل من المجتمع المضيف ومراعاة الجودة والتنوع والإلتزام بالمعايير.

 

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

من هوالقائد الذي تسلم نقطة درع الوطن في الصبيحة عقب انسحابها منها ؟

يمن فويس | 526 قراءة 

3 حالات تمنع ترحيلك من السعودية نهائياً… أولها لا يعرفه 90% من المقيمين!

نيوز لاين | 336 قراءة 

جريمة مروّعة في أمريكا.. مق،،تل امرأة يمنية بطريقة بشعة

صوت العاصمة | 304 قراءة 

حضرموت : اشتباكات دامية ورفع نقطة الرماض واعتقال قيادتها وسط اتهامات متبادلة (تفاصيل)

الناقد برس | 260 قراءة 

التوقيع على اتفاقية سعودية جديدة لإنقاذ تعز اليمنية من كارثة كبيرة

يمن فويس | 246 قراءة 

الحوثيون يعلنون وقف الهجمات على إسرائيل وعلى السفن

مندب برس | 232 قراءة 

معادلة هي الأقوى يفرضها الرئيس القائد "عيدروس الزُبيدي"

عدن تايم | 215 قراءة 

بمن فيهم اليمنيون.. الملك سلمان يدعو الجميع في السعودية لأمرٍ هام يوم الخميس المقبل

صوت العاصمة | 209 قراءة 

مليشيا الحوثي تعلن وقف هجماتها على إسرائيل والسفن في البحر الأحمر.. وتوجه رسالة لكتائب القسام

المشهد اليمني | 195 قراءة 

خطر قادم سيحول العاصمة اليمنية صنعاء إلى مدينة أشباح وسط تحذيرات من تجاهله !

يمن فويس | 178 قراءة